تكلَّلَ مقهىَ عصام بالنجاح

10 مارس 2022

عصام في المقهى الذي أنشئ حديثاً في هيت

 

لقد ساعد إعادة بناء السوق المحلية في هيت الشباب العراقي مثل عصام على تأسيس وادارة أعمالهم.

تعرفوا على عصام ثامر، 27 عاماً، من المحمدي، والذي يدير مقهى في السوق المحلي التابع للبلدية. المقهى الوحيد من نوعه الذي يعمل حالياً في السوق. حيث تعتبر منطقة المحمدي من المناطق الصغيرة والتي تتمتع بطبيعة جميلة، وتقع في قضاء هيت في محافظة الأنبار.

قبل احتلال داعش، كان السوق معروفاً بحيوية الحركة حيث يضم مقاهي معروفة بالقهوة العربية اللذيذة والشاي العراقي، مما جعله مركز لجذب العملاء كل مساء.

ومع ذلك، في عام 2016، ترك داعش السوق بأكمله في حالة خراب. يستذكر عصام ذلك: "أجبرنا القتال وعدم الاستقرار على ترك منزل أجدادنا والفرار حفاظاً على سلامتنا". حيث فرّ مع والدته وشقيقيه الأصغر إلى بغداد.

 

عصام وهو يحضر فناجين القهوة والشاي لزبائنه

عصام وهو يحضر فناجين القهوة والشاي لزبائنه

يقول عصام: "لم يكن لدينا مصدر دخل أو حتى أي أشياء ثمينة خلال هذه الفترة. كانت هناك أوقات لم يكن لدينا فيها ما يكفي من المال لتغطية نفقاتنا الغذائية والمعيشة". أثناء وجوده في بغداد، اضطر إلى العمل في وظائف متعددة بأجر يومي لتغطية نفقاته. "كان الوضع مأساوياً حقاً، لم أكن أستطيع ان اوفر تكاليف المعيشة لعائلتي كل ما أردته هو مصدر دخل ثابت لإعالة أسرتي".

لو سألت عصام قبل أربع سنوات عما إذا كان سيتمكن من العثور على وظيفة أو بدء عمل تجاري، لكان قد تجاهل ذلك السؤال باعتباره حلماً بعيد المنال. "لقد كنا قلقين باستمرار من حاله عدم الاستقرار ومما يجري حولنا".

يقوم عصام بخدمة زبائنه أثناء لعبهم لعبة النرد التقليدية

 

ومع ذلك، في العام الماضي، تمكن عصام من التغلب على هذه التحديات، حيث عاد إلى المحمدي بهدف إعادة بناء وتأمين حياة أكثر استقراراً لعائلته. "لقد واجهت التحديات والصعوبات وجهاً لوجه ولم أستسلم أبداً ". لقد قام باستئجار مساحة في سوق البلدية والذي اعيد تأهيله حديثاً وأنشأ مقهى ومساحة للجلوس وكذلك مساحة مخصصة للألعاب المنضدية. اليوم، نجح عصام في كسب رضا الزبائن.

يقع المقهى في السوق الذي تم إعادة تأهيله من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية

 

تمت إعادة تأهيل السوق من خلال برنامج اعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدعم سخي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. هذه المبادرة لم تساعد عصام فحسب في إعادة بناء حياته، بل تم إحياء مجتمعه أيضاً، حيث ساعد المقهى على إعادة الحياة إلى السوق الذي كان يزهو بالنشاط في السابق.

يستمتع الزبائن ببعض الأوقات الجيدة في مقهى عصام

يستمتع الزبائن ببعض الأوقات الجيدة في مقهى عصام

"أكسب حوالي 600 ألف دينار عراقي، أي ما يعادل 400 دولار أمريكي شهرياً. وأنا فخور بأن أكون قادراً على إعالة والدتي وإخوتي بهذه الأرباح". اليوم حياة عصام مختلفة. يقول مبتسماً: "يمكنني أن أحلم بمستقبلي. التغييرات القادمة لا حدود لها".

عن البرنامج:

تم تنفيذ المشروع من خلال برنامج اعادة الاستقرار الى المناطق المحررة التابع لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي في العراق، بدعم سخي مقدم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

منذ عام 2015، عمل برنامج اعادة الاستقرار مع الحكومة العراقية والجهات المحلية الفاعلة لضمان عودة آمنة وكريمة وطوعية وإرساء الأساس لإعادة دمج النازحين في المجتمع بنجاح. تعرف على المزيد هنا.