أزمة مشتركة وتأثيرات متفاوتة

كيف يؤثر تغيّر المناخ بأشكال مختلفة على النساء والشباب في اليمن

17 يونيو 2025
A woman dressed in traditional attire walks through a lush green field, carrying a watering can.

مزارعة يمنية تحصد محصول الفلفل من حقلها.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

يواجه اليمن تحديات متصاعدة ناجمة عن التغير المناخي، أبرزها شحة المياه، وارتفاع درجات الحرارة، وتكرار الفيضانات وموجات الجفاف. تتفاقم هذه الظواهر في ظل أزمات ممتدة ناجمة عن سنوات من الصراع وتدهور الخدمات الأساسية. ورغم أن آثار هذه التغيرات تطال الجميع، إلا أن وقعها يختلف من فئة إلى أخرى.

أحد أبرز تجليات هذه التحديات المتداخلة يتمثل في تزايد حالات النزوح الداخلي. فقد دفعت الأزمات المناخية، إلى جانب الصراع، العديد من الأسر إلى مغادرة مناطقها بحثًا عن الأمان والاستقرار وظروف معيشية أفضل، حيث يعيش اليوم ملايين اليمنيين كنازحين داخليين ما يشكل ضغطًا كبيرًا على الموارد والخدمات المتاحة.

تلعب الأدوار الاجتماعية دورًا كبيرا في تحديد أشكال ومدى تأثّر اليمنيين بالتغير المناخي وقدرتهم على التكيف معه. كما تؤثر هذه الأدوار في فرص الوصول إلى المعلومات، وشبكات الدعم، والمشاركة في صنع القرار، وهي عوامل جوهرية في قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات البيئية.
 

تغيّر المناخ يؤثر على الجميع ولكن بطرق وأشكال متباينة

حقل موز في اليمن متأثر بتغير المناخ.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

غالبًا ما تكون النساء والفتيات في اليمن أول من يتحمل أعباء تغيّر المناخ. فبصفتهن المسؤولات الرئيسيات عن رعاية الأسرة وجمع المياه في العديد من الأسر، يُجبرن على قطع مسافات أطول للبحث عن المياه، مما يعرضهن لمخاطر صحية ويؤثر على سلامتهن. يستغرق ذلك وقتاً طويلاً مما يقلل من فرصهن في التعليم أو المشاركة في أنشطة مدرة للدخل. كما يتسبب ذلك في الحد من قدرتهن على تطوير المهارات أو الاندماج في سوق العمل.

في المقابل، تمتلك النساء معارف تقليدية متوارثة حول إدارة الموارد المحدودة، والحفاظ على المياه، واستخدام النباتات المحلية للأغراض الغذائية والدوائية. تُسهم النساء بشكل فعّال في ابتكار حلول محدودة النطاق، مثل الزراعة المنزلية، وحفظ الأغذية، وتطبيق تقنيات ترشيد استهلاك المياه، مما يعزز من قدرة الأسر والمجتمعات على التكيّف والصمود.
 

مستقبل بأدوات محدودة

Young man in traditional attire standing between trees in a vibrant green garden.

مزارع شاب يعمل في حقل البابايا في اليمن.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

يواجه الشباب في اليمن مستقبلاً غامضاً نتيجة تقلب المناخ وتضاؤل الفرص الاقتصادية. ففي المناطق الريفية، تؤدي التغيرات المناخية غير المنتظمة وتدهور التربة إلى تقليص فرص الزراعة، بينما تترك موجات الحر والفيضانات في المناطق الحضرية اثاراً سلبية على التعليم، وتُثقل كاهل الأنظمة الصحية، وتحد من النشاط الاقتصادي. كما يعاني النازحون من الشباب على وجه الخصوص من تضاؤل الفرص للحصول على التعليم، تطوير المهارات، وبالتالي حصولهم على وظائف مستقرة.

رغم هذه التحديات، يواصل العديد من الشباب اليمني إظهار قدرات كبيرة من الابتكار والعزم. فقد أطلق بعضهم مبادرات بيئية صغيرة، وقادوا حملات توعية مجتمعية. وتُعد طاقاتهم وإبداعاتهم من الأصول القيمة في بناء استجابات مناخية أكثر استدامة تتماشى مع واقعهم المعيشي.
 

تباين في التجارب

A person in a black outfit carries a bundle of plants in a green field.

امرأة يمنية تحمل المحاصيل التي حصدتها من حقلها.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

رغم أن تغيّر المناخ ظاهرة تطال الجميع، فإن حجم تأثيرها يتفاوت تبعًا للأدوار الاجتماعية، والمسؤوليات، والظروف المعيشية. إن إدراك هذا التباين يتيح صياغة استجابات أكثر شمولاً وإنصافًا. يبرز هذا بشكل خاص في حالة النساء، والشباب، والأسر النازحة، الذين يواجهون تحديات إضافية، ولكنهم أيضًا يحملون خبرات ومعرفة محلية يمكن أن ترفد جهود التكيّف والحلول المستدامة.

فعندما تعكس الحلول المناخية واقع المجتمعات وتستند إلى ما تمتلكه من إمكانات، فإنها تصبح أكثر عدالة وواقعية وديمومة.
 

التركيز على تغيّر المناخ والمياه والطاقة والبيئة في اليمن

Elderly woman in black attire smiling, seated near green fields and trees.

امرأة يمنية تأخذ استراحة من العمل في حقلها.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

من خلال الشراكة مع كل من مرفق البيئة العالمي (GEF)، وصندوق المناخ الأخضر، وحكومة اليابان، والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) عبر بنك التنمية الألماني (KfW)، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) على توسيع نطاق دعمه لليمن، عبر تعزيز حلول متكاملة لمواجهة تغيّر المناخ، وشح المياه، وتدهور البيئة. وتشمل هذه الجهود تصميم وتنفيذ تدخلات استراتيجية تهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية والمحلية في مجالات التكيّف المناخي، والحد من مخاطر الكوارث، والطاقة المستدامة، والحفاظ على النُظم البيئية.

كما يركّز البرنامج على دعم السياسات المبنية على الأدلة، وتعزيز المؤسسات، بالإضافة إلى إشراك المجتمعات المحلية في بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل، من خلال دعم المزارعين الصغار، والنساء عبر مشاريع مدرّة للدخل، وبرامج تدريب تقني مصممة خصيصًا لتمكينهم وتعزيز قدرتهم على التكيف.

للمزيد: 
تعزيز القدرة على الصمود من خلال الإدارة المستدامة للموارد المائية

مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية لتعزيز مرونة الزراعة والأمن الغذائي

تطوير استراتيجية تنمية طويلة الأجل منخفضة الانبعاثات ونظام للمراقبة والإبلاغ والتحقق لمتابعة التمويل والدعم المناخي

 

Workers in safety gear assess a damaged area with rocks and mud on a hillside.

تم بناء الجدران الحامية حديثًا في الوديان المعرضة للفيضانات في منطقة تبن، لحج، كجزء من مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية لتعزيز مرونة الأمن الزراعي والغذائي.

UNDP Yemen / 2025