المرأة اليمنية تقود الجهود نحو سبُل عيش مستدامة وخضراء في القَطِن
1 سبتمبر 2025
مشاركات في المشروع يقمن بتصنيع أفران الطاقة الشمسية في القطن.
في قلب محافظة حضرموت اليمنية، تعمل نساء من مديرية القطن معًا لبدء مشاريع صغيرة في مجال الطاقة الشمسية والمساهمة في إضفاء الطابع الأخضر على اقتصادهن المحلي. تستغل النساء اليمنيات قوة الطاقة المتجددة لتمكين المجتمعات المحلية وخلق سبل عيش المدعومة من مشروع تمكين المرأة اليمنية في مجال الطاقة المتجددة، الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSRelief) وتنفيذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالشراكة مع مؤسسة لاجل الجميع المحلية. حيث تعمل تدخلات المشروع تهيئة بيئةً مناسبةً للنساء للنجاح كرائدات أعمال وقائدات ومبتكرات في قطاع الطاقة المتجددة.
صُمم هذا المشروع خصيصًا لتلبية احتياجات الطاقة والتحديات الاقتصادية التي تواجهها المجتمعات الضعيفة في اليمن، حيث يمكّن 200 امرأة في مديرية القطن من خلال التدريب المهني على تقنيات تطوير حلول الطاقة الشمسية ومهارات الأعمال والمهارات الشخصية.
المشاركات خلال دورة تدريبية حول إنتاج منتجات الطاقة الشمسية.
بالنسبة لعافيه، كان التدريب تجربة إيجابية:
"تعلمتُ السلامة في مكان العمل، وأساسيات البيع والشراء، وفهم التسويق والشؤون التجارية. كما اكتسبتُ روح العمل الجماعي. وفي حال كان هناك خلل في إنجاز مهمة ما، نتبادل النصائح كفريق واحد."
بالنسبة لأفكار، يساهم المشروع في إطلاق العنان لإمكاناتها التي لم تكن تعلم بوجودها:
"كان هذا البرنامج التدريبي أكثر من رائع. لقد حفّزني وساعدني على تطوير مهاراتي، وتعلّمتُ كيف أفكر بعقل تجاري - سواءً كان مشروع طاقة شمسية أو مشروعًا شخصيًا في المستقبل. وهذا يُسهم في حل مشاكل مثل نقص الغاز، وبناء مجتمعات أكثر صحة واستدامة."
تعالج هذه المبادرة تحديات الطاقة الأكثر إلحاحًا التي تواجهها الأسر اليمنية، وتُزوّد النساء بالأدوات اللازمة لإحداث تأثير مستدام.
مشاركتان تقومان بتركيب منظومات الإضاءة الشمسية.
مشروع مبتكر
يُعد هذا المشروع، من نواحٍ عديدة، مسعىً فريدًا من نوعه في مجتمعات تنفيذه. تشمل أهداف المشروع:
- تدريب 375 امرأة على تقنيات الطاقة الشمسية ومهارات ريادة الأعمال في القطن بمحافظة حضرموت والقبيطة بمحافظة لحج.
- دعم إنشاء 375 مشروعًا صغيرًا لإنتاج وتسويق منتجات تعمل بالطاقة الشمسية، مثل الفوانيس الشمسية والأفران التقليدية التي تعمل بالطاقة الشمسية (التنور).
- توزيع ثلاثة ألاف فانوس شمسي و18 ألف فرن شمسي على الأسر المحتاجة، وخاصةً النازحين.
إضافةً إلى ذلك، يعمل هذا المشروع على تعليم المجتمعات الريفية بممارسات الطاقة المستدامة، التي لا تقتصر على كونها صديقة للبيئة فحسب، بل تساهم أيضا في التمكين الاقتصادي لهذه المجتمعات.
بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يُطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مبادراتٍ محورية لتعزيز التنمية المستدامة وتمكين المجتمعات المحتاجة في اليمن. من خلال دعم حلول الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، يركز هذا التعاون على إحداث تحسينات مستدامة في سبل العيش. ويُعد تمكين المرأة حجر الزاوية في هذا المشروع، من خلال رعاية مواهبها، وتشجيع ريادة الأعمال والمهارات القيادية. ويعمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي معًا على بناء مجتمعات تعتمد على نفسها وقادرة على الصمود، بما يضمن عدم تخلف أحد عن الركب.
وتحدثت دلال، إحدى المشاركات في المشروع، عن تأثير التدريب للتفكير كرائدة أعمال:
"كان هذا التدريب ممتازًا لتعلم ريادة الأعمال وفهم كيفية ادارة مشروعي الخاص. تعلمنا كيفية بدء مشروع من الصفر وكيفية تحسين الدخل. يحتاج سوق العمل في اليمن بشدة إلى مثل هذه المبادرات لمعالجة صعوباتنا المعيشية، مثل الدخل المحدود."
مع اكتساب مهارات جديدة في تجميع الفوانيس التي تعمل بالطاقة الشمسية، وصنع الأفران، وصيانة الأدوات الإلكترونية، ترى نساء مثل سماحة الآن إمكانيات جديدة لأنفسهن ولمجتمعاتهن. قالت سماحة: "طموحي هو مواصلة النجاح في هذه المبادرة. أريد توسيع مشروعي إلى المرحلة التالية وإحداث تحسينات أكبر في مجتمعي. لا توجد مشاريع مماثلة في منطقتنا، مما يجعل جهودنا أكثر تميزًا."
إعادة توجيه المجتمع
من خلال عملهن على حلول الطاقة الشمسية، تُقلل النساء من اعتماد مجتمعهن على الموارد الباهظة والنادرة، مثل الديزل.
بالنسبة لمريم، يُعد هذا العمل تحولاً جذرياً ليس فقط للأفراد، بل لمجتمع القطن أيضاً:
"يهدف هذا المشروع إلى حماية البيئة والحد من معاناة الناس خلال فترة نقص الغاز من خلال الترويج للطاقة الشمسية المتجددة. إنه يُحسّن حياة الجميع هنا."
يشمل المشروع تدريباً يتجاوز المهارات التقنية؛ إذ يُعزز عنصر المهارات الشخصية الثقة بالنفس والعمل الجماعي والشعور بالهدف.
أكدت كفئ على أهمية النمو الذاتي:
"التدريب ضروري لأي شخص. فهو يكشف عن جوانب خفية في النفس، ويسمح للفرد في نهاية المطاف بأن يكون أكثر إبداعاً. أنا فخورة الآن بالترويج للطاقة الشمسية في مجتمعنا وتطوير طرق جديدة لاستخدامها."
من خلال مشاركتهن مع زميلاتهن في هذه التدريبات، كوّنت العديد من النساء روابط من الإرشاد والتعاون.
أكدت سارة أن الجهد الجماعي ينعكس في تزايد إقبال المجتمع على المنتجات التي تعمل بالطاقة الشمسية: "لقد تبنى مجتمعنا هذه المنتجات لأنها صديقة للبيئة وآمنة للاستخدام. لقد تعلمتُ كيفية تجميعها وتسويقها بفعالية، وهذا ما عزز من قدراتي. من خلال هذا المشروع، نبني شيئًا ذا معنى للجميع".
مشاركتان تقومان بتركيب الفرن الشمسي.
لمعرفة المزيد حول مشروع تمكين المرأة اليمنية في مجال الطاقة المتجددة، اضغط على رابط صفحة المشروع.