بداية فجرٍ جديد للمزارعين اليمنيين: تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة تحديات تغير المناخ
4 يونيو 2025

تدشين الحزمة الأولى من الدعم في محافظة لحج ضمن مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والممول من ألمانيا.
يقول عبد الملك ناجي، وكيل وزارة الزراعة والري والثروة السمكية لتنمية الإنتاج، على أهمية وادي وحوض تُبن، قائلاً: "لطالما كان وادي وحوض تُبن ذا أهمية وطنية، فهو شريان الحياة لعدن وجميع مديريات لحج الخمس عشرة".
ولمواجهة تغير المناخ وتعزيز الأمن الغذائي، تعمل وزارة الزراعة والري والثروة السمكية، ووزارة المياه والبيئة، والهيئة العامة للموارد المائية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على حماية الأراضي الزراعية ودعم ممارسات الزراعة المستدامة في محافظتي لحج وتعز.
وبفضل التمويل السخي من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) عبر بنك التنمية الألماني (KfW)، أطلق مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية لتعزيز مرونة الزراعة (IWRM-ERA) مؤخرًا أنشطة جديدة في مديرية تبن بمحافظة لحج.
وخلال فعالية محلية، عبّر أعضاء المجتمع والسلطات المحلية عن التزامهم بحماية سبل العيش الريفية من خلال الاستجابة للتحديات المتزايدة الناتجة عن الفيضانات وتدهور التربة بفعل تغير المناخ.
وفي هذا السياق، يضيف عبد الملك ناجي: "نحن سعداء للغاية بهذا التدخل الحيوي، ونحث السلطات المحلية والجمعيات الزراعية والمزارعين على تقديم الدعم الكامل للعمال والمقاولين الذين يُنفّذون هذه المشاريع".


يُعد حوض تُبن الزراعي الخصب، مصدر مياهٍ رئيسيٍ لخمس عشرة مديرية في لحج بالإضافة إلى محافظة عدن المجاورة. يتعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وألمانيا للحفاظ على هذا المشهد الحيوي وحمايته من تقلبات المناخ.
حماية الأرض وتمكين المجتمعات
تُحدث المرحلة الأولى من هذا الدعم فرقًا ملموسًا في 136 موقعًا بمديريتي تُبَن والمُسيمير في محافظة لحج. ويركّز التدخل على حماية الأراضي الزراعية من الفيضانات المدمرة ومكافحة تآكل التربة. يتحقق ذلك من خلال إنشاء حواجز رملية وإعادة تأهيل البنية التحتية لحصاد مياه الأمطار. وتستهدف هذه الجهود حماية 21.6 هكتارًا من الأراضي الزراعية، ما يعود بالنفع المباشر على 11,255 مزارعًا يعتمدون على هذه الأراضي في تأمين سبل عيشهم.


يُشيّد عمّال محليون حواجز في وديان مديرية تُبَن المعرّضة للفيضانات، للمساعدة في حماية الأراضي الزراعية من التعرية والفيضانات المفاجئة، وضمان استدامة سبل العيش في المناطق الريفية.
نطاق العمل الهندسي واسع، إذ تعمل الفرق - غالبًا في ظل ظروف صعبة - لتنفيذ 10,605 متر مكعب من مجسمات الجابيون. وتشكل المسافات بين المواقع، التي تصل إلى 20 كيلومترًا في المسيمير و28 كيلومترًا في تُبن، تحدياتٍ لوجستية كبيرة. ومع ذلك، يستمر التقدم بثبات وبأثر ملموس.


نطاق التدخل واسع، إذ يمتد لمسافة تصل إلى 28 كيلومترًا بين المواقع في مديرية تُبَن. وتعمل الفرق الميدانية عبر تضاريس وعرة على تنفيذ أكثر من 10,600 متر مكعب من التدابير الوقائية.
شراكات قوية من أجل مستقبل مستدام
نيابةً عن وزير الزراعة، اللواء سالم عبد الله السقطري، أكد وكيل الوزارة، ناجي، على أهمية الشراكة قائلاً: "يُجسّد هذا المشروع التعاون والتكامل المستمر بين الوزارة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. معًا، نمضي قدمًا نحو تعزيز الأمن الغذائي، وحماية مواردنا الطبيعية، وضمان استدامتها لصالح الأجيال القادمة".

عبد الملك ناجي، وكيل وزارة الزراعة، إلى جانب ممثلي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يشاركون العمال في أعمال بناء الجابيونات خلال زيارة ميدانية إلى موقع المشروع.

مسؤولون من وزارة الزراعة والسلطات المحلية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يُشرفون على انطلاق الأنشطة الميدانية في مديرية تُبَن. وتشمل الحزمة الأولى من المشروع 136 موقعًا في مختلف أنحاء محافظة لحج، بهدف حماية الأراضي الزراعية ودعم المزارعين.
بتمويل سخي من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) عبر بنك التنمية الألماني (KfW)، لا يقتصر مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية على الحماية من الفيضانات فحسب، بل يُمثّل التزامًا متعدد السنوات لتعزيز قدرة اليمن على إدارة موارده الطبيعية لصالح الأجيال القادمة. وإلى جانب البنية التحتية، سيُقدّم المشروع أيضًا ممارسات زراعية ذكية مناخيًا، مُزودًا المزارعين بالأدوات والمعرفة اللازمة للتكيف مع أنماط الطقس غير المتوقعة في اليمن.