نساء يرسمن مستقبل الطاقة المتجددة في اليمن

2 يونيو 2025
Women in black abayas assembling a reflective box in a classroom setting.

تدريب عملي على انتاج أفران تعمل بالطاقة الشمسية.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

تغيرت أنماط وتوقيت الحصول على الطاقة في كل من القبيطة بمحافظة لحج، والقطِن بمحافظة حضرموت، وذلك بفعل الطاقة التي مصدرها الشمس. تتصدر مجموعة من نساء المديريتين حاليا مشاريع الطاقة الشمسية لتلبية أهم الأولويات في تلك المجتمعات.

يُعدّ مشروع "تمكين المرأة اليمنية في مشاريع الطاقة المتجددة"، الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية و يُنفّذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع الشريك المحلي مؤسسة لأجل للجميع للتنمية، نموذجًا لإشراك السلطات المحلية وقادة المجتمع في إيجاد حلولٍ تعزز مكانة المرأة في صناعة جهود التعافي.

Women in traditional attire seated at tables in a classroom setting, focused on a speaker.

مجموعة من النساء يشاركن في دورة تدريبية لريادة الأعمال في مديرية القبيطة

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

نهج تعاوني للتغيير

يعتمد نجاح المشروع على تصميمه التشاركي، حيث يعمل القادة المحليون كشركاء - وليسوا مجرد منفذين أو مستفيدين من تدخلات المشروع.

يقول السيد أيمن الشحيري، مدير التعليم الفني والمهني في القبيطة بمحافظة لحج: "يساعدنا الحوار مع السلطات المحلية على فهم احتياجات المجتمع، وخاصة احتياجات المرأة في مجال الطاقة المتجددة. يضمن هذا المشروع دمج المرأة في الاقتصاد".

يسلط السيد مختار شوحطي، مدير الشؤون الاجتماعية في القبيطة، الضوء على تأثير المشروع قائلاً: "تشمل الفجوات الأكثر إلحاحًا: انخفاض الوعي بالطاقة المتجددة، واستبعاد المرأة من وظائف التكنولوجيا النظيفة. ومن خلال بناء المهارات وخلق فرص خضراء، نعالج التحديات الاقتصادية والبيئية على حد سواء".

تقول بشرى سلامة، رئيسة جمعية تنمية المرأة وعضوة اللجنة المجتمعية للمشروع في مديرية القطن: "سيُحدث هذا المشروع تحولًا إيجابيًا في حياة النساء في مديريتنا". بتزويدهن بمهارات الطاقة المتجددة وفرص الدخل، فإننا لا نمكّن الأفراد فحسب، بل نرفع مستوى أسر بأكملها. فعندما تحصل المرأة على الاستقلال المالي، تعم الفوائد الأسر والمجتمعات، مما يرفع مستويات المعيشة ويعزز المشاركة الاجتماعية."

Women in hijabs seated at a table, engaged in discussion with others in a meeting.

مشاركة أعضاء اللجان المجتمعية في جلسة تعريفية حول المشروع، مديرية القطن، حضرموت.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

تمكين المرأة من خلال تدخلات الطاقة الشمسية

أدت أزمة الطاقة في اليمن إلى حرمان الملايين من الكهرباء بشكل كلي. في الوقت نفسه، تواجه الأسر التي تعيلها نساء - وهي غالبًا الأكثر ضعفًا - عوائق كبيرة في الحصول على فرص عمل. ومن هذا المنطلق، يعمل هذا المشروع على معالجة هاتين المشكلتين من خلال:

  • تدريب النساء على انتاج وتركيب وصيانة أدوات وحلول الطاقة الشمسية.
  • دعمهن لإطلاق مشاريع صغيرة لإنتاج وبيع منتجات الطاقة الشمسية.
  • دعم الاسر بمنتجات الطاقة مع أولوية للأسر التي تعيلها نساء.
  • تعزيز وعي المجتمع بدور المرأة في الاقتصاد.

يوضح حداد القحوم، مسؤول الشؤون الاجتماعية بالمجلس المحلي بمديرية القطن أن: "الطاقة الشمسية بسيطة وآمنة وقابلة للتكيف، وتدعم صاحبات الأعمال ليصبحن مساهمات فاعلات في تنمية الأسرة والمجتمع."


كيف تؤثر الطاقة المتجددة على حياة المرأة اليمنية؟

تواجه المرأة في اليمن أزمة مزدوجة: محدودية الفرص الاقتصادية والعبء اليومي الناجم عن انعدام الطاقة. يفتقر أكثر من 70% من سكان اليمن إلى كهرباء دائمة، مما يجبر النساء – بصفتهن الأكثر تضررا من الفقر أ- على قضاء ساعات في جمع الوقود أو الاستسلام لانقطاعات الكهرباء والتي تعرقل سبل العيش والتعليم والرعاية الصحية.

تتحدث بشرى سلامة، رئيسة جمعية المرأة للتنمية وعضوة اللجنة المجتمعية لمشروع الطاقة المتجددة في القطن، عن التحديات التي تواجهها النساء في مديرياتهن: "تواجه النساء عوائق كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، بما في ذلك محدودية التدريب وندرة الوظائف. وتحتاج المجتمعات الريفية إلى مزيد من الوعي بالإمكانيات المزدوجة للطاقة الشمسية: الطاقة النظيفة والدخل."

بالنسبة للنساء في ريف اليمن، لا يعد الحصول على الطاقة مسألة ممتلكات منزلية فحسب، بل يتجاوز ذلك كونه تعبيرا عن الكرامة والأمان وصوتًا مسموعًا في مستقبل مجتمعاتهن.

 

أثر مضاعف: الدخل والمكانة الاجتماعية والاستدامة

ان هذا التدخل له اثر يتجاوز فوائد المصابيح الكهربائية والألواح الشمسية، كما يشير عبد اللطيف النقيب، المدير العام لمديرية القطن أن هذا المشروع: "يعمل على سد الفجوة الغذائية أولًا، ثم يزود النساء بالخبرة اللازمة لتحقيق الصمود على المدى الطويل. ويتمثل دور السلطة المحلية في تعظيم أثره، من خلال حملات التوعية والفرص المستقبلية."

 

مؤشراتٌ أولية واعدة

يقول عماد شاهر، مدير مديرية القبيطة: "مع مرور الوقت، سيُحسّن هذا التدخل الوضع الاقتصادي للعديد من النساء . ستُدرّ أعمالهن دخلاً مع تلبية احتياجاتهن الأساسية من الطاقة".

Students in black attire sitting at desks, facing speakers at an outdoor event.

السلطات المحلية والنساء المشاركات في المشروع خلال تدشين التدريب المهني في مجال الطاقة الشمسية، القبيطة، لحج.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

المضي قُدُماً

من خلال هذا المشروع،  يعمل كل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على اشراك السلطات المحلية وقادة المجتمع في كل مرحلة من مراحل التدخل - من التصميم إلى التنفيذ. ومن خلال اتباع منهجية التنمية المحلية، يُعزز المشروع الشراكات بين أطياف المجتمع، ويبني قدرات المدربين المحليين، ويعزز شبكات الأنشطة الاقتصادية والخدمية المستدامة. كما يعزز المشروع المشروع ملكية المجتمع للتدخلات، ويضمن التوافق مع الاحتياجات والأولويات المحلية من خلال اشراك المجتمع في كل مراحل التدخل ومن خلال تنفيذ حلول مُصممة خصيصًا بما يتوافق مع احتياجات المجتمعات في المديرتين.

يعتقد أحمد خميس، رئيس لجنة خدمات بمجلس القطن، أن المشروع يُمثل نقطة انطلاق للراغبين في الالتحاق بدورات مهنية: "لا يكتسب المتدربون فرص عمل فحسب، بل مهارات ريادة الأعمال أيضًا. بهذه الطريقة نُمكّن المرأة من ريادة مستقبل الطاقة المتجددة في اليمن."

أقام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي شراكة استراتيجية لمواجهة التحديات الإنسانية والتنموية الملحة في اليمن التي خلّفتها سنوات الصراع وجعلت ملايين من السكان في حاجة ماسة إلى مساعدات عاجلة. تُجسّد هذه الشراكة كيف يُمكن للمساعدات الإنسانية والتنمية طويلة الأمد أن تتكاملا لتلبية الاحتياجات العاجلة وتحقيق التعافي الشامل في المناطق المتضررة من الأزمات في هذا البلد. 

ومن خلال الموائمة بين الموارد والخبرات والمشاركة المحلية، يُواصل هذا التعاون إحداث فرق ملموس في حياة الشعب اليمني.