لمستقبل أكثر إشراقاً في سنجار

جهود مشتركة لدائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

4 أبريل 2023
الصورة: دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في العراق

يمكن الشعور بتأثير الصراعات على المجتمعات بعد فترة طويلة من انتهائها، وغالباً ما تشمل آثار ما بعد الصراع مجموعة من الآثار الجانبية على المجتمع مثل التدهور الاقتصادي والاضطرابات المجتمعية. تترك بعض الصراعات مخلفات مميتة كالألغام الأرضية التي يمكن أن تظل نشطة لسنين وتشكل خطراً جسيماً ومباشراً على حياة المدنيين الأبرياء. ويُعد العراق من أكثر البلدان المليئة بالألغام المنتشرة نتيجة للصراعات المتتالية على مدى العقود.

إن الألغام الأرضية هي ترِكات الصراعات المسلحة، يتم اخفاء ودفن هذه الأجهزة المتفجرة، والتي غالباً ما يتم تصنيعها يدوياً، بشكل استراتيجي في أوقات الحرب لإلحاق الأذى بالقوى المعارضة. ومع ذلك، لا تزال هذه الأسلحة مدفونة في الأرض بعد فترات طويلة من توقف القتال مما يشكل تهديداً مستمراً للمدنيين الأبرياء. وتستمر هذه الألغام اليوم بالتسبب بالإصابات البشرية وتعيق عودة وانتعاش المجتمعات المحلية المتضررة من الصراع على الرغم من الجهود المبذولة لإزالتها.

الصورة: دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في العراق

أُعيد إنشاء البرنامج التابع لدائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في العراق في عام 2015 بناءً على طلب الحكومة العراقية وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق لبدء عملية شاملة ومُعقدة لإزالة الذخائر المتفجرة، وهي عبارة عن أجهزة متفجرة يدوية الصنع تُركت منذ الصراع ضد داعش. دعم عمل البرنامج استعادة واستئناف الخدمات الأساسية وعودة النازحين بأمان وكرامة إلى المناطق المحررة من تنظيم داعش.

منذ نيسان/أبريل 2019، تعمل دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام وشركاؤها المنفذون في منطقة سنجار شمال غرب العراق، وهي منطقة عالية الخطورة ومُلغمة بشكل واسع بالأجهزة المتفجرة يدوية الصنع. ونتيجة لذلك، طُهِرت  أكثر من2,207,837  متراً مربعاً من الأراضي الملغمة في نهاية عام 2022، وأُعلِنت إزالة أكثر من2,983  قطعة من الأجسام الخطرة في المنطقة.

الصور: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

تؤدي دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام دوراً بالغ الاهمية في جهود إعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع في سنجار، وفتح عمل البرنامج الباب أمام وكالات إنسانية وتنموية أخرى مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، للقيام بمشاريع حيوية للإصلاح في المنطقة. فمن خلال جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، تم إعادة إفتتاح دار محكمة سنجار مما أتاح للسكان المحليين إمكانية الوصول إلى النظام القضائي. بالإضافة إلى ذلك، تمكن أكثر من 9,500 شخص اليوم من الحصول على مياه الشرب النظيفة بفضل تركيب نظام التناضح العكسي، وتم تأهيل 60 متجراً للبلديات وثلاث مدارس في غرب نينوى مما وفرَ دعماً مُهماً للأقتصاد المحلي ونظام التعليم.