من حقول لحج: حسام يُعيد الحياة لزراعة البطيخ

21 أبريل 2025
Man sitting in a field with watermelons, wearing a white shirt and traditional headwear.

من جوانب مزرعته، يعتني حسام بمحصول البطيخ المزدهر. الأرض التي كانت يومًا قاحلة أصبحت اليوم تنبض بالأمل، بفضل نظام الري بالتنقيط الجديد وممارسات الزراعة المستدامة. محافظة لحج، اليمن.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

لأعوامٍ طويلة، اختفى البطيخ – تلك الفاكهة المحبوبة في محافظة لحج باليمن – تدريجيًا من مزارع المنطقة.
لكن، ما السبب؟
أدّت التغيّرات المناخية، وارتفاع أسعار الديزل بشكل كبير، واعتماد طرق الري التقليدية إلى جعل زراعة البطيخ أمرًا مكلفًا، وأقرب إلى المستحيل.

إلا أن اليوم، يثبت حسام – مزارع في الرابعة والخمسين من عمره من لحج – أن المحاصيل التي اندثرت يمكن أن تعود من جديد،
وذلك بفضل الدعم المناسب، على أمل أن تعود غلّة البطيخ الوفيرة كما كانت من قبل.

يقول حسام: "كنت مزارعًا طوال معظم حياتي. عملت سابقًا مع الحكومة، لكنني الآن أركّز على أرضي فقط. كانت الأوقات صعبة، بل شديدة الصعوبة. سقي الحقول باستخدام مضخات الديزل كان يرهقنا ماليًا. لم نعد قادرين على تحمّل التكاليف."


دعم الري يعود بالخير الوفير 

من خلال برنامج الصمود الريفي المشترك ERRY III، والمموّل من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، حصل حسام على نظام ريّ بالتنقيط كامل، ومضخة تعمل بالطاقة الشمسية، وخزان بسعة 200 لتر، وأسمدة، وشبكات وقاية نباتية، إلى جانب معدات زراعية حيوية أخرى.

يقول حسام: "قبل التدخل، كان سقي الأرض يستغرق منا ثلاثة أيام كاملة. الآن؟ يمكننا أن نفعل ذلك في يوم واحد فقط. وبدون تكاليف الديزل! هذا وحده مصدر ارتياح كبير".

يقوم نظام الريّ بالتنقيط بتوصيل المياه مباشرة إلى الجذور، مما يقلّل من الهدر ويزيد من الكفاءة. لم نعد نخسر المياه بسبب التبخّر أو امتصاصها في التربة قبل أن تصل إلى النباتات.

 

كيف تصبح الحماية عاملاً أساسياً للإنتاج؟

يوضح حسام: "في السابق، كانت الفيروسات تقضي على صفوف كاملة من المحاصيل. لم تكن النباتات تعيش طويلاً بما يكفي لتؤتي ثمارها".

أما اليوم، وبعد تركيب شبكات حماية النبات، أصبح البطيخ في مأمن من الآفات والطقس القاسي. فهذه الشباك تخلق مناخًا محليًا يمنع الأمراض ويساعد النباتات على النمو بشكل أقوى.

"الشبكة تحمي المحاصيل لمدة 40 يومًا متتالية. حان الوقت كي ينمو البطيخ دون إزعاج"، يضيف حسام.
"كنا نعتمد فقط على سماد اليوريا. أما الآن، فنستخدم سمادًا مخلوطًا يُسمّى 20-20-10-15، وهو يُحدث فرقًا كبيرًا في قوة النبات ومحصوله."

A man kneels in a grassy field, focused on his work, under a blue sky with scattered clouds.

يتفقد حسام نباتات البطيخ بعناية، ويزيل الأوراق الضعيفة لحماية المحصول وضمان النمو الصحي. محافظة لحج، اليمن.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

هل للنجاح طعم؟

لم يعد يوم الحصاد في مزرعة حسام لحظة قلق… بل أصبح احتفالًا.
يتفقد الفاكهة واحدة تلو الأخرى، ويقطف بعناية الناضجة منها للسوق. لكنه دائمًا ما يحتفظ بالقليل "للتذوق".

يضحك حسام قائلاً: "عليك أن تجربها بنفسك أولًا. الحلاوة، الملمس – إذا كانت جيدة بالنسبة لي، فهي بالتأكيد جيدة للسوق".

بفضل الدعم الذي تلقّاه، أصبح حسام ينتج محصولًا أكبر وبجودة أعلى.


ما الخطوة التالية؟

نجاح هذه المزرعة دفع حسام للحلم بشكل أكبر.

يشارك قائلاً: "استأجرنا قطعة أرض إضافية من مزارع آخر، وزرعناها باستخدام نفس نظام التنقيط. والآن أجهّز قطعة أرض أخرى – بمساحة فدّانين كاملين – لزراعتها الشهر القادم".

ومع ذلك، يأمل حسام أن يمتد الدعم الذي حصل عليه ليشمل مزارعين آخرين أيضًا.

ويتساءل: "تخيل ما الذي يمكننا تحقيقه إذا حصل كل مزارع على دعم لفدّانين أو حتى ثلاثة، بدلًا من واحد فقط. سنكون قادرين على إطعام المنطقة بأكملها!"

A man sitting on a mat, holding a slice of watermelon, surrounded by rustic wooden structure.

في وسط مزرعته، يفتح حسام بطيخة ناضجة، متذوقًا ثمرة جهده الطويل بفضل الدعم الذي تلقّاه من خلال برنامج الصمود الريفي 3 المشترك (ERRY III). محافظة لحج، اليمن.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024


نبذة عن البرنامج

قصة حسام هي جزء من البرنامج المشترك لدعم سبل العيش، والأمن الغذائي، والتكيف مع تغيّر المناخ في اليمن (الصمود الريفي 3 - ERRY III)، المموّل من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، والمنفّذ من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومنظمة العمل الدولية (ILO)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP).

يهدف البرنامج إلى تعزيز قدرة المجتمعات الضعيفة على الصمود في مختلف أنحاء اليمن، من خلال تحسين الأمن الغذائي، وتعزيز فرص التوظيف، واستعادة الأصول المجتمعية، ودعم سلاسل القيمة الزراعية، إلى جانب تمكين المرأة اقتصاديًا، وزيادة الوصول إلى الطاقة المتجددة.

في إحدى المحافظات المستهدفة من قبل البرنامج المشترك، تم توزيع 100 نظام ريّ بالتنقيط عبر مكون سلاسل القيمة الغذائية التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، مما حوّل الحقول الجافة إلى مزارع مزدهرة، وأعاد الحياة لسبل عيش العديد من الأسر – من بينها أسرة حسام.