دعم مجال صيانة القوارب الناشئ في اليمن

24 فبراير 2025
Man in work attire sitting near a boat, with a calm expression and a coastal background.

يقف رفيق بثقة أمام ساحل أبين.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

في اليمن، تشكل صناعة صيد الأسماك حجر الأساس للمجتمعات الساحلية، حيث توفر الدخل الأساسي وقوتها اليومي. ومع ذلك، فقد أثرت التحديات الاقتصادية بشدة على هذا القطاع. ويواجه العديد من الصيادين صعوبات بسبب تكلفة صيانة قواربهم، والمهارات المطلوبة لضمان إصلاحات مستدامة وآمنة.

رفيق، صياد متفاني من محافظة أبين، وجد العزاء دائمًا وسبل العيش في البحر. ومع ذلك، فإن حياة الصياد غير متوقعة، وكانت هناك أوقات لم يقدم فيها البحر سوى القليل من الخير. خلال هذه الفترات، وجد رفيق نفسه يكافح من أجل تلبية احتياجاته.

يتحدث رفيق عن رحلته وأهمية صيانة القوارب في حياة الصياد، وهي المهارة التي تعلمها أكثر بعد تلقي التدريب المهني. كان رفيق أحد المشاركين في مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال  المرحلة الثانية الذي نفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، مع الشريك المحلي  وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر وبتمويل سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

كان التدريب المهني الذي تلقاه رفيق شاملاً، فلم يقتصر على تزويده بالمهارات العملية فحسب، بل اكتسب أيضاً المعرفة النظرية اللازمة للتفوق. فقد تعلم كيفية خلط المواد بشكل صحيح، وتطبيقها، والتأكد من عدم تلفها. وكانت الخبرة العملية لا تقدر بثمن، ووجد رفيق نفسه يفهم تعقيدات صيانة القوارب بشكل أفضل بكثير من خلال التدريب العملي.

وبدعم من منحة عينية مقدمة من خلال المشروع، تمكن رفيق من إنشاء ورشة صيانة قوارب كاملة. ويقول: "لقد وفرت لي هذه المنحة جميع الأدوات والمواد اللازمة التي أحتاجها، مما سمح لي بالعمل بشكل احترافي دون الحاجة إلى الحصول على إمدادات إضافية".

وفقًا لرفيق، "تعني هذه المهارات والموارد الجديدة أنه حتى عندما يكون الصيد ضعيفًا، يمكنني الاعتماد على صيانة القوارب لدعم أسرتي".

A worker in safety gear repairs a boat on a beach with waves in the background.

يقوم رفيق بإصلاح القارب بعناية، ويظهر خبرته في صيانة القوراب البحرية.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

لقد نمت خبرة رفيق، وسرعان ما بدأ في تعليم الصيادين الآخرين كيفية إصلاح القوارب، ونقل خبرته المكتسبة حديثًا إلى الآخرين. وهو يشرح العمليات، ويشارك معرفته حول المواد، ويوضح المهارات التي أتقنها. لقد انتشرت سمعته كخبير ماهر في صيانة القوارب، ووجد نفسه أكثر انشغالًا من أي وقت مضى.

لقد غير مصدر الرزق المزدوج هذا - الصيد وصيانة القوارب - حياة رفيق التي يقول عنها "لقد استقر دخلي، وتحسن أدائي، ولم أعد أواجه حالة اللاوضوح الذي كانت تزعجني ذات يوم. لقد مكنني التدريب المهني والدعم الذي تلقيته من الاعتماد على الذات، مما يضمن لي دائمًا الحصول على عمل، بغض النظر عن ظروف الصيد".

اليوم، يعد رفيق شخصية مرموقة في مجتمعه. فهو يواصل الصيد، ولكنه يكرس أيضًا وقته لصيانة القوارب وتعليم الآخرين. قصته هي شهادة على أهمية التدريب المهني والتأثير الذي يمكن أن يحدثه. تسلط رحلة رفيق الضوء على مدى أهمية صيانة القوارب بالنسبة لصيادي الأسماك، لضمان أن تكون قواربهم جاهزة دائمًا لاستقبال الصيد التالي.

Two men working on a colorful fishing boat on a sandy beach under a clear blue sky.

يتعاون رفيق مع أحد عماله المهرة، حيث يركز كلاهما على استعادة القارب إلى شكله السابق.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

ومن خلال تلقي التدريب الأساسي، يمكن لمجتمعات الصيد في اليمن أن تستمر في الازدهار على الرغم من التحديات التي تواجهها؛ ويعد دعم وتمكين الصيادين وميكانيكيي القوارب أمراً حيوياً لضمان استدامة صناعة صيد الأسماك في اليمن.

***

يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) إلى تمكين ١,٥٣٣ شاب وشابة في المناطق الريفية من اكتساب المهارات المهنية والتقنية والتجارية، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال لتعزيز قابليتهم للتوظيف ومشاركتهم الإنتاجية في أنشطة الانتعاش الاقتصادي والمحلي. ستساهم هذه الجهود في اكتمال الجهود الجماعية الشاملة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي واستعادة سبل العيش لتحسين مستوى المعيشة والقدرة على الصمود بين اليمنيين. هذا المشروع ممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يقدم المشروع منحًا وتدريبًا فنيًا على مجموعة واسعة من المهن المطلوبة في تسع محافظات و ٢٤ مديرية: المشروع أبين (أحور وخنفر)، لحج (المقطرة، القبيطة، ردفان، رأس العارة، تبن)، عدن (دار سعد)، مأرب (مأرب)، شبوة (الروضة، مرخة السفلى ورضوم)، وحضرموت (المكلا، القطن، الشحر، تريم)، المهرة (الغيضة وحصوين)، الضالع (الضالع والأزراق)، وتعز (الشمايتين وصالة وموزع والوازعية). يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) على التدريب على المهارات المهنية والتدريب على إدارة الأعمال، حيث سيعمل المشروع على بناء قدرات المشاركين في مجالات عديد منها: تجهيز الأغذي والمنسوجات، النول اليدوي والمهارات المهنية مثل ميكانيكا السيارات والنجارة وإصلاح الهواتف المحمولة وصيانة الأجهزة المنزلية والخدمات البيطرية  وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية وصيانتها.