الشباب هم مستقبل اليمن

16 يوليو 2025
A group of young men posing together on a beach, with the ocean in the background.

شباب يمنيون في سقطرى يلتقطون صورة جماعية بعد لعب كرة القدم على الشاطئ.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

في اليمن، يُشكّل الشباب ما يقارب ثلاثين في المئة من السكان. ويُعدّ ضمان توفير فرص التعليم والتدريب المهني على نطاق واسع أمرًا أساسيًا لتمكين هذه الفئة المتنامية بالمهارات اللازمة للنجاح.

من تصنيع الأغذية المتخصصة إلى الهندسة، يتغلب شباب اليمن على الصعاب من خلال تطوير مهاراتهم ودخول مجالات عمل متنوعة.

يدير ياسر "مركز السيد روبوت" في المعلا، عدن، حيث يُقدّم تدريبًا في الهندسة والروبوتات. إنه شغوف بتوفير مهارات عملية وواقعية، لكن مركزه واجه عقبة كبيرة: نقص المواد الأساسية للتدريب العملي. مما حدّ من نوعية الدورات العملية التي يُمكنه تقديمها.

A man in a white shirt smiles at a laptop on a desk in a tech-themed room.

ياسر، مركز السيد روبوت.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

بدعم من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، يُعد ياسر واحدًا من العديد من رواد الأعمال الشباب الذين مكّنهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة  (SMEPS)، في مختلف أنحاء اليمن لتحسين مشاريعهم المدرة للدخل.

حصل ياسر على دعم مالي لشراء آلة نحت، وأجهزة كمبيوتر محمولة، ومحركات، وأجهزة تحكم منطقي قابل للبرمجة، بالإضافة إلى ألواح شمسية. وقد أحدث هذا الدعم نقلة نوعية في مركزه، إذ أتاح له تنفيذ تطبيقات عملية تحاكي بيئات المصانع، وبفضل الألواح الشمسية، تمكّن من معالجة مشاكل الكهرباء المزمنة.

شهد مركز ياسر زيادة ملحوظة في عدد الدورات التدريبية، وارتفاعًا في الإيرادات بنسبة 30%، بفضل التدريب، والاستشارات، والدعم المالي الذي تلقاه من خلال مشروع تعزيز الحماية الاجتماعية الطارئة والاستجابة لجائحة كوفيد-19 (ESPECRP).

مركز السيد روبوت.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

مركز السيد روبوت.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

مشروع أشجان الصغير في محافظة مأرب ليس مجرد مشروع تجاري؛ بل هو شهادة على مهاراتها الريادية. بدعم من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد من خلال البرنامج المشترك لتعزيز القدرة على الصمود في المناطق الريفية في اليمن (ERRY III)، تلقت أشجان، مع 79 شابة أخرى، تدريبًا شاملًا في معالجة السمسم ذات القيمة المضافة. وقد ساعدتها هذه المهارة العملية، التي تشمل الزراعة والاستخلاص والتعبئة، في تحويل محصول تقليدي إلى مصدر دخل لها ولعائلتها. 

تقول أشجان: "فوجئ البعض برؤية امرأة تدير معصرة زيت السمسم. لكنني أثبت لهم أن المرأة قادرة على النجاح في أي مجال تختاره".

تُظهر رحلة أشجان كيف يمكن للمهارات العملية أن تُحفّز الانتعاش الاقتصادي.

A person in a niqab pours liquid from a bottle into a blue container in a dimly lit room.

أشجان تصب زيت السمسم الطازج في وعاء، لتضمن جودة منتجاتها لعملائها. وقد بنت قاعدة عملاء مخلصة لمنتجاتها عالية الجودة.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

في المجتمعات الساحلية اليمنية، لا يقتصر دور الشباب على المساهمة في الاقتصاد فحسب، بل يدافعون أيضًا عن الاستدامة البيئية.

من خلال مشروع ميناء عدن للثروة السمكية (AFH)، المموّل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) عبر بنك التنمية الألماني (KFW)، حوّل شباب، مثل بركة، شغفهم بالطهي إلى مشاريع مستدامة في مجال المأكولات البحرية.

بعد تلقيها تدريبًا في إدارة الأعمال وتوفير المعدات الأساسية، حوّلت بركة مطبخ منزلها إلى مشروع مزدهر يوفر مأكولات بحرية طازجة ومحلية لسكان حيّها. يشجع نموذج عملها على الاعتماد على المصادر المحلية ويقلل من هدر الطعام، موضحًا كيف يمكن للمشاريع التي يقودها الشباب دعم سلاسل القيمة الخضراء وتمكين رائدات الأعمال في الوقت نفسه.

A person in gloves prepares food in a rustic kitchen with a gas stove.

بركة تقوم بإعداد طبق من المأكولات البحرية في عدن، اليمن.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

تقول بركة: "زودني التدريب بالمهارات التجارية اللازمة لإطلاق مشروعي الخاص بالمأكولات البحرية وضمان استدامته. واليوم، أفخر بتقديم وجبات صحية من مصادر محلية، وأساهم في الوقت نفسه في الأمن الغذائي والاقتصادي في مجتمعي".

A group of women in hijabs and hats working on handicrafts at a table.

مجموعة من النساء ينتجن ديكورات منزلية من الأصداف البحرية.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025
A woman in a black niqab holds a tool, focused on a task indoors with red curtains.

وردة تصمم اكسسوارات من الصدف.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

وردة، شابة من عدن، تُحوّل النفايات إلى ديكورات منزلية، بدعم من المشروع نفسه. بعد حضورها تدريبًا متخصصًا في الاستفادة من مخلفات الأسماك، وحصولها على منحة صغيرة، أطلقت مشروعًا إبداعيًا لإنتاج إكسسوارات وهدايا صديقة للبيئة من أصداف البحر المُعاد تدويرها. لا تُدرّ مبادرتها دخلًا فحسب، بل تُساهم أيضًا في الحفاظ على البيئة البحرية والحد من النفايات.

تقول وردة: "لقد فتح التدريب عينيّ على كيفية إعادة استخدام مخلفات الأسماك وتحويلها إلى شيء قيّم. بفضل المنحة والتوجيه، بدأتُ مشروعًا يدعم رزقي".

ومن خلال مشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن (SFISH)، المموّل من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، تُعدّ الشابات مثل فاطمة قدوةً في الإدارة المسؤولة للموارد البحرية.

تلقّت فاطمة الدعم في شكل تدريب فني، وأدوات، وإمكانية الوصول إلى الأسواق، لتأسيس مشروعها الخاص بتجهيز الأسماك. وهي تُساهم الآن في دخل أسرتها ونظم الغذاء المجتمعية، مع تعزيز معايير الجودة وتقليل الهدر، وهما عنصران أساسيان في مصائد الأسماك الذكية مناخيًا.

تقول فاطمة: "قبل المشروع، كنتُ أفتقر إلى المعرفة والأدوات اللازمة لإدارة مشروع تجاري سليم. لكن الدعم الذي تلقيته ساعدني على بناء ثقتي بنفسي، وتحسين جودة المنتج، والعمل بطريقة أكثر استدامةً واحترافية".

a man holding a cup

فاطمة تعرض علامتها التجارية من التونة المصنوعة منزليًا.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025
A woman in a white lab coat prepares ingredients on a metal tray in a tiled room.

فاطمة أثناء تحضير إنتاج التونة.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

في منطقة ردفان بمحافظة لحج، يعمل علي، الشاب الذي كان يعاني من البطالة، الآن بدقة متناهية في صيانة لوحات الدوائر والأسلاك. وهو فني ماهر في صيانة الهواتف المحمولة، وهي مهنة أتقنها من خلال برنامج التلمذة الصناعية التابع لمنظمة العمل الدولية، وهو جزء من برنامج تعزيز القدرة على الصمود في المناطق الريفية في اليمن الثالث (ERRY III) المدعوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

لقد مكّنت المبادرة، التي دربت 795 متدربًا في سبع محافظات، مكّنت علي، ليس فقط من اكتساب المهارات التقنية، بل أيضًا من تنمية قدراته الريادية من خلال برنامج "ابدأ وحسّن مشروعك" (SIYB).

وبعد حصوله على مجموعة أدوات عند التخرج، يخطط علي الآن لبدء مشروعه الخاص في إصلاح الهواتف المحمولة، مجسدًا بذلك هدف البرنامج المتمثل في تمكين الشباب اليمني من سبل عيش مستدامة وتحقيق الاعتماد على الذات.

خريجون شباب من برنامج التدريب "ابدأ وحسّن عملك" (SIYB).

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

على بُعد أميال، في محافظة تعز، تعمل نهلة وسالي، وهما شابتان لامعتان، كمهندستين ناجحتين. في ظل حاجة المجتمع المحلي إلى بنية تحتية قوية، كانت نهلة وسالي في طليعة هذا المجال، حيث طبقتا مهاراتهما الهندسية والتصميمية التي اكتسبتاها حديثًا لابتكار حلول مستدامة.

تُظهر الشابتان كيف تُمكّن الخبرة التقنية الشباب من تولي أدوار قيادية. وقد أصبحتا الآن قادرتين على حل المشكلات وتوظيف معارفهما المكتسبة في تطبيقات عملية لإعادة بناء أصول المجتمع الحيوية.

تُصمّم نهلة على ترك أثر دائم في قطاع البناء، مُركزةً على إثبات قدراتها. وتؤكد قائلةً: "أخطط لمواصلة العمل في هذا المجال، والاستثمار في المعدات اللازمة للمنافسة والفوز بمزيد من العطاءات".

كما ترى سالي مشروعها الحالي بمثابة نقطة انطلاق. وتوضح قائلةً: "هذه التجارب تُشكل أساسًا متينًا لمسيرتي المهنية"، مُتأملةً في الفوائد طويلة المدى للمشاركة في مشاريع التنمية المجتمعية. من خلال المشاريع الممولة من البنك الدولي، مشروع تعزيز الحماية الاجتماعية الطارئة والاستجابة لجائحة كوفيد-19 (ESPECRP) ومشروع الاستجابة للأمن الغذائي والمرونة (FSRRP)، دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نهلة وسالي في المقام الأول من خلال نهج التعاقد المجتمعي، الذي أشركهما بشكل مباشر في أنشطة التنمية المحلية، موفّرًا لهما الخبرة العملية والتعرض المهني اللازمين لتأمين سبل عيش مستدامة والمساهمة في مجتمعاتهما.

a group of people standing on a rock
a group of people wearing costumes

نهلة وسالي تعملان مع زملائهما المهندسين في مديرية المسراخ، محافظة تعز.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

في جميع أنحاء اليمن، يتصدى الشباب لتغير المناخ بمهارات جديدة؛ فهم يتعلمون الزراعة المقاومة للجفاف، ويصممون أنظمة حصاد المياه، ويقودون حملات توعية. وتُعد مهاراتهم العملية المكتسبة في الزراعة المستدامة وإدارة الموارد قوة دافعة في مواجهة التدهور البيئي.

مع تفاقم شح المياه، وارتفاع درجات الحرارة، وتدهور الأراضي، تبرز حاجة ملحّة لتعزيز قدرة الشباب على الاستجابة بفعالية. لذا، فإن تزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة تغير المناخ يُعدّ أمرًا أساسيًا لتحقيق المرونة البيئية والتنمية طويلة الأجل.

ويمكن للتدريب في مجالات مثل الزراعة المستدامة، وإدارة المياه، والطاقة المتجددة أن يوفر حلولًا عملية محلية التوجه. كما أن توفير الوصول إلى المعرفة المناخية يُمكّن الشباب من المشاركة في عمليات صنع القرار، ويضمن انعكاس أصواتهم في السياسات التي تؤثر على مستقبلهم.

وفي الوقت ذاته، يفتح بناء المهارات في القطاعات الخضراء آفاقًا جديدة للتوظيف، مما يساعد الشباب على المساهمة في كل من الانتعاش الاقتصادي والاستقرار البيئي.

من خلال شراكات مع مرفق البيئة العالمي، وصندوق المناخ الأخضر، وحكومة اليابان، والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) عبر بنك التنمية الألماني (KfW)، يُوسّع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نطاق دعمه في اليمن من خلال تطوير حلول متكاملة لتغير المناخ، وندرة المياه، والتدهور البيئي.

ويشمل ذلك تصميم وتنفيذ تدخلات استراتيجية تهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية والمحلية في مجال التصدي لتغير المناخ، والحد من مخاطر الكوارث، وتوفير الطاقة المستدامة، والحفاظ على النظم البيئية.

ويركز برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على دعم صنع السياسات القائمة على الأدلة وتعزيز المؤسسات، كما يُشرك المجتمعات المحلية في بناء قدرة على الصمود على المدى الطويل من خلال دعم صغار المزارعين والنساء والفئات الضعيفة من خلال مبادرات مُدرة للدخل، وتمكينهم من خلال التدريب الفني المُصمم خصيصًا.

Man in a red shirt tending to a field of yellowing plants under a bright sky.

مزارعون يمنيون ينحنون لمحاصيلهمز

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2025

ياسر، أشجان، بركة، وردة، فاطمة، علي، نهلة، وسالي يرمزون لآلاف الشباب اليمني الذين تُغيّر مهاراتهم حياتهم.في عام 2024 وحده، تلقى أكثر من 7000 يمني في جميع أنحاء البلاد دعمًا من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبدء مشاريع مستدامة في قطاعات حيوية مثل البن والعسل والحناء وتجهيز الأسماك.

 أدى هذا الدعم المؤثر إلى إطلاق أكثر من 2000 مشروع جديد، مما يُثبت أن الاستثمار في مهارات الشباب استثمارٌ أساسي في تعافي اليمن، إذ يُعزز القدرة على الصمود والابتكار والاعتماد على الذات من أجل غدٍ أكثر إشراقًا.