نور: بين الهندسة والأمومة.. مسيرة تعلم لا تتوقف
13 أكتوبر 2025
لم تكن نور، المهندسة في دائرة صحة كركوك، تتوقع أن تكون يوماً من الأيام واحدة من المتدربات ضمن برنامج تدريبي متخصص يغير مجرى مسيرتها المهنية، كانت مشاركتها في تدريب بعنوان "أدارة وصيانة المعدات الطبية"، والتي أقيمت تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في محافظة كركوك، هو نقطة تحول في تطورها المهني والشخصي .
حيث تقول: "منذ اللحظة الأولى، أسرنا محتوى التدريب الذي تضمنت معلومات وتقنيات عملية مصممة لتعزيز مهاراتنا ومسيرتنا الوظيفية، حيث استطاعت المدربة، بأسلوبها العملي التفاعلي، أن تبسط المفاهيم التقنية المعقدة، وتجعلها واضحة وسهلة التطبيق، على الرغم من التخصص الدقيق في مجال صيانة المعدات الطبية، كانت مهارة المهندسة ندى في تبسيط الأمور وسرد الأمثلة الواقعية سبباً في إحداث فرق كبير، كما كانت تتابع تقدم كل متدرب بشكل شخصي، مما جعلنا نكتسب مهارات جديدة ونخطط لإدخال المعلومات التي اكتسبناها من التدريب الى المؤسسات التي نعمل فيها وذلك خلال أيام قليلة".
تصف نور هذه التجربة قائلة: "بالنسبة لي، كان هذا التدريب بمثابة دفعة جديدة من الطاقة والمعرفة، لقد جمع بين أهمية المعلومات الحيوية وأساليب العرض الجذابة ، والطابع التحفيزي الواضح، مما حوله من مجرد تدريب إلى نقطة انطلاق جديدة، ومصدر إلهام حقيقي لتطوري في هذا المجال الاساسي."
قوة الدعم الأسري
كان التوازن هو التحدي الأكبر لنور حيث يجب عليها ان تخلق توازن فعلي بين عملها وواجبها في رعاية اسرتها ومع ان نور ام لطفلين الا ان دعم زوجها كان كبيراً وفعالاً في مسيرتها حيث لم تكن وحيدة في هذا المشوار.
تقول نور بامتنان: "زوجي هو الداعم الاساسي لمسيرتي المهنية، ودعمه لا حدود له، حيث يشجعني دائماً على المشاركة في الدورات التدريبية، ويهيئ لي الجو الأسري المناسب للتعلم والتطور، مما يمنحني الثقة في التوازن بين مسؤولياتي" هذا الدعم الفعال كان هو السر الذي سمح لنور بالتركيز على تطورها المهني دون الشعور بالذنب تجاه أسرتها.
تطبيق الدروس على أرض الواقع
لم تنتظر نور طويلاً لتطبيق ما تعلمته. عادت إلى عملها في مديرية الصحة وهي مسلحة بخطط واضحة وأفكار مبتكرة، بدأت في معالجة المشكلات مع لجان صيانة الأجهزة الطبية حيث اصبحت تُحل بشكل أكثر تنظيماً وكفاءة وفعالية من ذي قبل.
كما أثر هذا التطور المهني بشكل إيجابي على حياتها الشخصية أيضاً، فكلما كانت أكثر إلمامًا بكيفية حل المشاكل المهنية، كلما قلّ الوقت الذي تقضيه في حلها، مما يتيح لها قضاء وقت أكبر مع أطفالها وزوجها.
تختتم نور قصتها:" أحرص اليوم على إيجاد مساحة للتطوير الذاتي بجانب اهتمامي بأسرتي فالتوازن يملأ حياتي بالرضا والطاقة الإيجابية لمواصلة مسيرتي بثبات."
كلما تحسنت في حل التحديات المتعلقة بالعمل، قل الوقت الذي تحتاجه لاستكشاف الأخطاء وإصلاحها، مما ترك لها لحظات أكثر جودة مع أطفالها وزوجها.
بالنسبة لنور، لم يكن الأمر مجرد تدريب، بل كان مسيرة تعلم متكاملة أثبتت أن الهندسة والأمومة والتطور المهني يمكن أن تتضافر لتخلق حياة مليئة بالإنجاز والتوازن.
حول التدريب
تُجسّد قصة نور الأثر العميق لبرامج بناء القدرات التي يدعمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. منذ إطلاقها عام ٢٠٢١، استفاد منها أكثر من ٢٣,٩٩٢ موظفًا حكوميًا، من بينهم ٥,٥٢٣ امرأة، في قطاعات حيوية كالصحة والكهرباء والطرق والجسور، والبلديات، والتعليم والزراعة. ومن خلال تعزيز مهارات الكوادر العراقية، عززت هذه المبادرات مؤسسات العراق، ومكنت النساء والرجال على حد سواء من القيادة والمشاركة والمساهمة بفعالية في تقديم الخدمات.