ورش الخياطة النسائية

إعادة بناء الحياة خطوة بخطوة في العراق

18 ديسمبر 2023

نساء في ورشة خياطة

في قلب مدن القائم والرمانة وبيجي والموصل، يتردد صدى التقدم من خلال ورش الخياطة المقدمة للنساء.

تعد ورش العمل جزءاً من عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال منظمة الرؤية العالمية، لتدريب العائدين والمجتمعات المستضيفة الذين يتعافون من سنوات ما بعد الصراع ضد داعش في العراق.

وتهدف هذه الدورات إلى توفير مهارات جديدة لمختلف النساء اللاتي يعيدن بناء حياتهن بعد عدة سنوات من الصراع. وكانوا إما نازحات خلال صراع داعش، أو لاجئات سابقاً وعائدات من مخيم الهول، أو أفراد مستضعفة في المجتمع. وتم اختيار المتدربات بعناية من خلال أسلوب شامل ومُراعي لما مروا به الافراد خلال النزاعات.

عمل الخير – رد الجميل للمجتمع

وبينما ترددت اصوات آلات الخياطة في المراكز، اكتُشفت قصص تدفئ القلب. وافقت النساء في ورش الخياطة على استخدام مهاراتهن الجديدة لرد الجميل لمجتمعهن.

جليلة أحمد، إحدى المشاركات في ورشة الخياطة.

قالت جليلة أحمد، أرملة وأم لسبعة أطفال تبلغ من العمر 42 عاماً، وهي إحدى المتدربات في ورشة الخياطة: "لقد شاركنا في مناقشات حول كيفية المساهمة في دعم مجتمعنا ومد يد العون للمُحتاجين".

وخلال المناقشات، اتفقت جليلة وزميلاتها المتدربات على صنع الزي المدرسي للتلميذات من الأيتام والشريحة المستضعفة. بأيدي هؤلاء المتدربات، تم تصنيع 480 زياً مدرسياً – بضمنهم 340 في القائم والرمانة، و100 في بيجي، و40 في الموصل.

ويعني هذا العمل اللطيف أن البرنامج قد حقق هدفه الأول - وهو استعادة الأرواح وبناء سبل العيش في مجتمع متماسك يمكنه تحديد احتياجات الجميع ودعمهم خلال الأوقات الصعبة.

بالاجمال، تم تدريب 280 امرأة في ورش الخياطة بضمنهم 100 في القائم و60 في كل من الرمانة وبيجي والموصل.

نساء يقيسن ويقصن القماش

متمكنات لدعم الاخرين 

كجزء من ورش العمل، تلقت النساء أيضاً خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي بالإضافة إلى التدريب على بناء السلام والتماسك المجتمعي داخل مجتمعاتهن. وخلال هذه المناقشات، اتفقن على كيفية استخدام مهاراتهن المكتشفة حديثاً لمد يد العون للمستضعفين في مجتمعاتهم.

قالت جليلة أحمد، أرملة تبلغ من العمر 42 عاماً وأم لسبعة أطفال، وأحد المتدربات في ورشة الخياطة: "كانت هذه المساهمة بمثابة مكافأة لنا، ونحن ممتنون للثقة التي أولاها لنا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الرؤية العالمية لكي نصبح أعضاء فعالين في مجتمعنا. لاحظ الجميع وجودنا، وقدراتنا، ورأوا دورنا الملموس في المجتمع."، وأضافت جليلة: "إنه لشعور رائع جداً بعد فترة الأزمة السابقة التي مررنا بها".

قلت سُعاد خليف، مشاركة أخرى من ناحية الرمانة في الأنبار:"إن توزيع الزي المدرسي لا يساعد فقط في تخفيف العبء المالي على الأسر، بل يعزز أيضاً بالشعور بالوحدة والدعم داخل المجتمع كعائلة كبيرة تدعم بعضها البعض."

السيد خميس يسلم الزي الرسمي لطالبات المدارس في محافظة الأنبار

تم تنفيذ التدريب بالشراكة مع إدارة مراكز التدريب المهني ومديريات التربية والتعليم في كل موقع من مواقع المشروع.

قال السيد خميس محمد، مدير مديرية تربية القائم، في محافظة الأنبار: "نشكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الرؤية العالمية على دعم هذه المبادرات الإيجابية من خلال توفير الزي المدرسي لمن هم في حاجة له في مجتمعنا مما يشجيع المزيد من الفتيات على الالتحاق بالمدارس - وبالتالي تعزيز زيادة فرص الحصول على التعليم". 

أطفال يحملون زيهم الجديد.

كانت ورش الخياطة النسائية جزءاً من مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الاجتماعي والاقتصادي ودعم الصمود المجتمعي لمنع التطرف العنيف. وكان الهدف الرئيسي للمشروع هو توفير سبل العيش ودعم التكامل الاقتصادي للعائدين وكذلك المجتمعات المضيفة لهم. كما حصل المشاركون في أنشطة المشروع على الدعم النفسي الاجتماعي.

وقد استفاد من هذه الجهود حوالي 1580 فرداً، بضمنهم 818 امرأة نصفهم من الشابات، و862 رجلاً منهم 448 من الشباب. بالإضافة إلى التدريب، حصل العديد من المشاركين أيضاً على منح للأعمال التجارية الصغيرة وتم تزويدهم بإمكانية الوصول إلى فرص العمل المستدامة في المهن التي تعلموها.

نساء في ورشة خياطة

تعد ورش الخياطة النسائية شهادة حية على تأثير المبادرات المجتمعية في استعادة الأمل وإعادة بناء الحياة في المجتمعات التي تأثرت سابقاً بالصراع ضد داعش.

-النهاية-

يعد مشروع الصمود الاجتماعي والاقتصادي والمجتمعي لمنع التطرف العنيف التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جزءاً من جهوده التي تهدف لبناء مجتمع عراقي مسالم ومتماسك مجتمعياً. وقد أصبح هذا العمل ممكناً بفضل الدعم السخي المقدم من حكومة اليابان.