السلام المستدام في العراق: نهج متكامل للتماسك المجتمعي

31 ديسمبر 2022
UNDP Iraq

 

يعد وضع العراق معقداً نوعا ما فيما يتعلق بالتنمية، حيث عانى المجتمع من الحروب والاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على مدى سنوات. وتؤثر التغييرات الأخيرة بما فيها تلك الناجمة عن جائحة كورونا إلى جانب الآثار الواضحة للتغيير المناخي على النسيج الاجتماعي بحيث يصبح هشاً وضعيفا، مما يؤدي إلى النزوح وتأجيج الصدامات المحتملة للحصول على الموارد. تترك هذه القضايا المجتمعات المستضعفة بدون فرص لكسب العيش وعرضة للتطرف العنيف.

يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على مفاهيم التماسك المجتمعي من خلال منظورين: أولها يتعلق بالتماسك المجتمعي الأفقي بما يخص العلاقات بين المواطنين والمجموعات الموجودة في المجتمع. والثاني هو التماسك المجتمعي العامودي حيث يتعلق بالعلاقات بين المواطنين والحكومة. وفي مرحلة ما بعد النزاع، إلى جانب إعادة بناء البنية التحتية الحيوية والإسكان، يأتي تعزيز التماسك المجتمعي. و تكمل الخطة الشاملة المتعلقة بالتماسك المجتمعي في العراق جميع جوانب المجتمع.

 

منع التطرف العنيف

يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف من خلال العمل الوثيق مع مستشارية الأمن القومي لوضع خطط على مستوى المحافظات وتنفيذها، وكذلك بناء قدرات كوادر السلطات المحلية  ودعم منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العراق. وفي المجتمعات المحلية يتم تعزيز الصمود لمنع التطرف العنيف من خلال التدخلات الخاصة بالتمكين الاقتصادي والاجتماعي وبرامج التأهيل النفسي.

"تشمل القضايا الرئيسية التي تؤثر على العراق الفساد والبؤر الأيديولوجية الدينية المتطرفة وساعدنا هذا التدريب على فهم أدوات تشخيص أسباب التطرف العنيف ودعمنا في التفكير في طرق لمنع انتشاره والتي سنشاركها مع افراد محافظاتنا. "

-  نورس، 40 سنة، كربلاء.

 

القادة الدينيون

إن تطوير شبكة قوية للقادة الدينيين هو نتاج خمسة منتديات واسعة النطاق لحوار القادة الدينيين من مختلف الأديان لأكثر من 300 زعيم ديني في محافظات الأنبار وديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين. وضَمِنَ برنامج بناء القدرات تم دعم الشبكة في مجال الخطاب الديني المعتدل والتزود بأدوات تعزيز التماسك داخل المجتمعات المحلية.

 

النساء بُناة السلام

تُمثل المرأة نصف المجتمع حيث ان تمثيل المرأة هو أمر حيوي على كل طاولة تُتخذ فيها القرارات. ساهمت الشراكات مع أكاديمية فولك برنادوت وشبكة العمل المدني الدولية في تمكين النساء من محتلف انحاء العراق على بناء السلام و منع التطرف العنيف والتماسك المجتمعي وحل النزاعات.

"من الضروري مراعاة النوع الإجتماعي في منع التطرف العنيف، وذلك بسبب تأثير بعض العوامل على الإناث أكثر من تأثيرها على الذكور. ونحتاج إلى جلسات توعية للحد من ظاهرة العنف المنزلي ضد المرأة ".

- أنغام علي حسين، 33 عاماً، ديالى، نائب رئيس منظمة ريتا لرعاية الأطفال والأيتام

 

إعادة إدماج الأسر النازحة التي وصمت بسبب انتماء احد افرادها الى لداعش

ساهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعودة وإدماج 4,000 أُسرة في مناطقها الاصلية من خلال نهج شامل متعدد الأوجه يشتمل على تأهيل المساكن وبرامج الصحة العقلية والدعم النفسي - الاجتماعي، وبناء القدرات والدعم في مجال سبل كسب العيش في إطار مشروع المصالحة المجتمعية وإعادة الإدماج في العراق. ويعمل المشروع على الحد من الوصمة التي تحيط بالذين يُعتقد بأنتماء احد افراد اسرهم إلى تنظيم داعش من خلال التمكين المجتمعي والذي يعود بالمنفعة المشتركة لكل من العائدين والمجتمعات المضيفة ، حيث شمل تشجيع عودة النازحين حالياً من مخيم الهول وإعادة تأهيلهم بالشراكة مع الحكومة وقادة المجتمعات المحلية والوكالات الاممية الاخرى والمجتمع المدني. وتوسع برنامج إعادة الإدماج إلى حد كبير ليشمل مناطق جغرافية جديدة.

"لقد عانينا كثيراً في مخيم الهول، وعند عودتنا تم قبولنا في برنامج إعادة التأهيل، وكانت تجربتي مع برنامج الدعم النفسي مفيدة للغاية ، وأشعر أن العديد من العائلات يمكن أن تستفيد من هذه البرامج. " 

- فاطمة، 27 عاماً، زوجة سابقة لعضو في داعش.

 

السلطات المحلية والمنظمات المجتمعية

تم تمكين أكثر من 450 منظمة مجتمعية من محافظات الأنبار وديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين في مجال التماسك المجتمعي و منع التطرف العنيف وطرق التواصل وإدارة المشاريع، حيث تلقت 91 منظمة منحاً صغيرة لمبادرات بناء السلام. و شهد العمل مع السلطات المحلية تمكين أكثر من 2000 فرداً من الشرطة المجتمعية والشرطة والمسؤولين المحليين وقادة المجتمع المحلي في محافظات كركوك ونينوى.

"ناقشنا وجوب عمل القادة الدينيين وممثلي الحكومة على إشراك الشباب والنساء في صنع القرار من أجل المساهمة في التغيير للأفضل وتعزيز التماسك والوحدة".

- حنين، 25 عاماً، مشاركة في مشروع دعم المنظمات المجتمعية، الموصل.

 

لجان السلام والحوار المحلية

يساهم الدعم المقدم إلى 28 لجنة محلية للسلام والحوار في المحافظات الخمس المحررة في اشراك السلطات المحلية وقادة المجتمع في مبادرات بناء السلام وإعادة الإدماج المجتمعي. و تعد هذه اللجان اساسية في تطوير اتفاقات السلام المحلية لتيسير عودة النازحين إلى مجتمعاتهم المحلية.

"اتفقنا على عدم ترك المواطنين النازحين بمفردهم، ونعمل على دعم إعادة الإدماج بأكمل وجه."

- أمجد ياسين، عضو لجنة السلام المحلية في الموصل.

 

 

مجموعات الشباب من أجل السلام

تتكون مجموعات الشباب من اجل السلام من أكثر من 200 فرد من الشابات والشبان عبر المحافظات المحررة. و تعد كل من المحافظات الخمس حاضنة لأحد مجموعات الشباب من أجل السلام بضمنها مجموعة واحدة للنساء من أجل السلام حيث تتألف كل منهما من عشرين عضواً وعضوة. 

قادت المجموعات تصميم وتنفيذ أكثر من 75 مبادرة مجتمعية لبناء السلام منذ عام 2020 ركزت على التحديات والاحتياجات الملحة لأفراد المجتمع والتي اظهرت روح المبادرة وقدرات الشباب في العراق.

"من خلال تمكين الشباب، سيتم القضاء على جذور التطرف والعنف وسنتجه نحو التعافي".

 - كوثر المحمدي، 30 عاماً، عضو مجموعة شباب الأنبار من أجل السلام

 

صحافة المواطن وبرامج الإعلام

أُنشئت شبكة تضم أكثر من 200 فرداً من المهنيين الإعلاميين الشباب في إطار مشروع صحافة المواطن، حيث تم بناء القدرات في مجال منع خطاب الكراهية واستخدام أدوات صحافة المواطنين لإعداد ونشر القصص ذات الروايات الإيجابية لبناء السلام. تضمن المشروع اطلاق منصة إلكترونية بأكثر من 500 منشور لهذا العام وكذلك إطلاق مهرجان السلام والتعايش للأفلام القصيرة في 21 تشرين الاول/سبتمبر 2022.

"أود أن أكتب عن التعايش بين الأيزيديين والمسلمين وألفت الانتباه إلى منطقتي من خلال مشاركة ونشر الأخبار عن التعايش السلمي، حيث ستنعكس مثل هذه القصص الإيجابية في مناطق أخرى كذلك."-  ليلى، 25 سنة، نينوى.

دعم التماسك المجتمعي في العراق هو برنامج مدته خمس سنوات تم إطلاقه في كانون الثاني 2020 لتعزيز مجتمعات أقوى واكثر سلمية و تماسكاً في جميع انحاء العراق.