قصة العودة وإعادة البناء: أشجار الزيتون تنمو من جديد في تلعفر

3 أغسطس 2025
الصور: يحيى عبد الكريم/ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

يتذكر محمد عماد شهاب،  البالغ من العمر ١٨ عاماً، وهو من اهالي تلعفر، الأيام الصعبة التي عاشها هو وإخوته خلال أربع سنوات نزوح في الموصل، بعيداً عن ديارهم ومزرعتهم. خلال تلك الفترة، عمل في وظائف عديدة لمساعدة أسرته على كسب عيشهم، وفي الوقت نفسه، كان يسعى لمواصلة تعليمه. كان طالباً في المرحلة الإعدادية عند بدء عمليات التحرير، وبمرور الوقت أصبح في المرحلة الثانوية.  

اليوم، هو في المرحلة الأخيرة من دراسته الثانوية، يحلم بمستقبل أفضل. 

Three Photos Side by Side with Caption
Photo 1 Photo 2 Photo 3

ما بعد داعش 

بعد تحرير منطقتهم من داعش، عاد محمد وشقيقه مع عائلتهم إلى قريتهم في تلعفر، ليكتشفا حجم الدمار، لم يبقَ من منزلهم أو مزرعتهم سوى الرماد، وكأن الحياة توقفت هناك تماماً، حتى منزل عمهم لم يكن أفضل حالاً. 

 

البدء من جديد 

كانت خطوتهم الأولى هي إعادة بناء منزلهم، عمل محمد وشقيقه معاً لإصلاح وترميم الأجزاء المتضررة من المنزل، كانت المهمة شاقة، لكنهم كانوا سعداء بالعودة، واستعادة الاستقرار لحياتهم، بعد إعادة بناء المنزل واستعادة الماء والكهرباء، بدأوا يفكرون في إصلاح المزرعة. 

Three Photos Side by Side with Caption
Photo 4 Photo 5 Photo 6

التخطيط لمستقبل جديد 

 خلال هذه الفترة، سمعوا عن المنح المقدمة من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق عبر منظمة الجمعية الألمانية لمكافحة الجوع في العراق، فانتهزوا الفرصة لإحياء مزرعتهم، بعد تقييم وضعهم، حصلوا على منحة دعمتهم في شراء معدات زراعية، بما في ذلك جرار لحرث التربة، وخزان مياه بسعة 3000 لتر، ومضخة مياه، وأنظمة ري بالتنقيط. 

 

قرر محمد زراعة أنواع خاصة من الأشجار، وخاصة أشجار الزيتون عالية الجودة والمربحة (القيسي والخلخالي)، إلى جانب أشجار الحمضيات والتين. حيث يتميز هذا النوع من أشجار الزيتون بمقاومته العالية للجفاف والبرد، ويتحمل التربة الجيرية، ويتميز بمقاومة قوية ضد أمراض الزيتون الشائعة. كما يتميز بإنتاجيته العالية وثماره كبيرة الحجم. 

والآن، ومع نمو الأشجار الصغيرة يوماً بعد يوم، يتطلع محمد إلى مستقبل مشرق، وعندما تثمر الأشجار، يخطط لبيع محصوله لتحقيق دخل جيد، مما سيساعده على تطوير المزرعة، أما حلمه التالي فهو تركيب نظام طاقة شمسية لتشغيل مضخات المياه، مما يقلل التكاليف ويزيد الأرباح. 

Three Photos Side by Side with Caption
Photo 4 Photo 5 Photo 6

بدعم من برنامج بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع منظمة الجمعية الألمانية لمكافحة الجوع وبدعم سخي من الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني، أدرك محمد أن الأمل لا ينضب، فكل قطرة عرق يبذلها على هذه الأرض تبني مستقبله، وتثبت أن الحياة ستعود أقوى من قبل. 

اليوم، ونحن نودع محمد وأخيه، نرى بريق الأمل في عيونهم،  كلنا ثقة بأن الزيارة القادمة ستكشف عن مزرعة أكثر ازدهاراً وجمالاً من أي وقت مضى.