Locationsجذور التغيير: رحلة إبراهيم لاستعادة الحياة والأرض
6 مارس 2025
إبراهيم حاجي، مزارع من سنوني، سنجار، يبلغ من العمر 50 عاماً، كان يعرف الخسارة جيداً. في عام 2014، عندما اجتاحت داعش المنطقة، فقد كل شيء: منزله، وموارد رزقه، وإحساسه بالأمان. لم تكن الدمار فقط في الجانب المادي، بل قطع أيضاً عميقاً في داخله، مما جعله ينطوي على نفسه ويجد صعوبة في رؤية طريق للمضي قدماً. كانت حياته الزراعية المزدهرة قد تحولت إلى ذكريات، ويبدو أن إعادة البناء كانت مستحيلة.
ولكن بعد ذلك، ظهرت فرصة غير متوقعة. عندما تم إطلاق مشروع "الأمن المجتمعي والتكامل"، رأى إبراهيم بصيص أمل. عازماً على تحويل حياته، انضم بحماس إلى برنامج التدريب المهني الذي يركز على تقنيات الزراعة الحديثة والزراعة المستدامة. لم يقتصر التدريب على توفير المهارات الجديدة فحسب، بل منحه أيضاً فرصة لإعادة بناء روحه.
انغمس إبراهيم في البرنامج الذي استمر 50 يوماً، وتعلم تقنيات حيوية في زراعة الأعشاب، وإعادة تأهيل التربة، ومكافحة التصحر باستخدام محاصيل مقاومة للجفاف ونظم ري فعالة في استهلاك المياه. كما شارك في جلسات الدعم النفسي والاجتماعي التي ساعدته على استعادة ثقته بنفسه وتعلم كيفية إدارة الضغوط، مما سمح له بإعادة التواصل مع مجتمعه بطرق لم يكن يتخيلها.
وبالمهارات الجديدة التي اكتسبها، أنشأ إبراهيم مزرعة صغيرة للأعشاب بالقرب من منزله، حيث قام بزراعة النباتات المحلية التي تنمو في ظروف سنوني الجافة.
لم يوفر هذا دخلاً ثابتاً فقط لعائلته، بل ساهم أيضاً في استعادة التربة ومكافحة التصحر في المنطقة. مستلهمًا من تحوله الشخصي، أصبح إبراهيم داعياً للزراعة المستدامة، مشجعاً الآخرين على تبني الممارسات الصديقة للبيئة.
ينظر إبراهيم إلى رحلته قائلاً: "هذا التدريب لم يعلمني فقط كيفية زراعة النباتات، بل ساعدني على النمو كإنسان. أنا فخور بأنني جزء من شيء أكبر، أساعد في استعادة أراضينا وأجلب الأمل لعائلتي وجيراني."
قصة نجاح إبراهيم هي تذكير قوي بالعزيمة وقوة الفرصة. بفضل دعم منظمة بوابة العون وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حول إبراهيم حياته وأصبح منارة أمل لمجتمعه.