إحياء الروح التنافسية لدى الشباب العراقي بالرياضة والفنون

يوفر منتدى بني سعد للشباب والرياضة في ديالى مساحات آمنة تسمح للشباب باللعب والتعبيرعن أنفسهم وصقل مواهبهم.

26 يونيو 2023

يزور العديد من الأولاد مثل حيدر مركز الشباب في عطلات نهاية الأسبوع للاسترخاء ولعب كرة السلة مع الأصدقاء.

تصوير: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

 

يقع منتدى بني سعد للشباب والرياضة في قلب مدينة المقدادية في شرق العراق. تأسس المنتدى في ديالى في عام 1986 وتطور على مر السنين وقدم فرص لاحصر لها من خلال برامجه المختلفة.

ساعد منتدى بني سعد للشباب والرياضة العديد من الرياضيين الذين لعبوا في ملاعب المنتدى وفازوا بالبطولات الوطنية حيث يعتبر مركزاً للأنشطة الفنية والثقافية التي تُعزز الإبداع وتوفر فرصاً للنمو الشخصي.

ويرأس هذه المؤسسة التمكينية أحمد حسن عمري، ويدير نشاطات المنتدى بلا كللٍ منذ عام 2014. يقضي أحمد 10 ساعات في المركز كل يوم، ويكرس حياته لتغيير حياة الشباب في مجتمعه. يقوم أحمد بعمله بشغف، فتنوع نشاط المركز بإدارتهِ من تنظيم أمسيات شعرية وتدريب كرة القدم إلى التخطيط لمشاريع جديدة.

بعد الصراع ضد داعش، اقر الكثيرون بتفاني أحمد في المركز مشيدين بجهوده لإعادة الأمل في مجتمعه وخاصة بين الشباب.

الصور: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

 

"أرى شخصي من خلال هؤلاء الشباب، عندما كنت في سنوات المراهقة لم أستطع متابعة حبي للرياضة والفنون لصعوبة تحمل عائلتي تكاليفها. لا أريد أن تمر الأجيال الشابة في مجتمعي بما مررت به. لدى الكثير منهم عملاً مؤقتاً وهم بحاجة إلى الدعم والتوجيه. لذلك، أساعدهم على الوصول إلى قدراتهم الكاملة لكي يتمكنوا من تحويل أحلامهم إلى حقيقة".

تجذب ملاعب بني سعد الحديثة والمجهزة تجهيزاً كاملاً، الشباب للمشاركة في الألعاب الرياضية.

الصور: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

 

يزور ما لا يقل عن 800 شخص لا تتجاوز أعمارهم الـ 10 سنوات كل يوم اثنين، منتدى بني سعد للشباب والرياضة. يلعبون كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة وكرة المنضدة والبليارد والشطرنج. يجتمع الرسامون والنحاتون والشعراء والمصورون في المركز لمناقشة الفن والتعاون في المشاريع. يأتي البعض لتشغيل الموسيقى والتمثيل على المسرح، ويشارك آخرون في التدريب على المهارات ويتعلمون الخياطة والحياكة والحِرف اليدوية.

"أعِدهم جميعاً كأبنائي وبناتي، فنحن نرحب بالجميع ونشجعهم على الاشتراك في نشاطاتنا. يعمل فريقنا بجد لوضع أفكارٍ جديدة وإيجاد طرق أفضل لخدمة سكان ديالى".

يوفر منتدى بني سعد مساحات آمنة ويمكن للناس العمل بحرية وعرض مواهبهم، ويحب الممثلون والرسامون قاعات المركز الهادئة لأنها تساعدهم على التركيز على فنهم.

الصور: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

رمز اً للأمل والصمود

لطالما كان منتدى بني سعد للشباب والرياضة رمزاً للأمل والصمود في ديالى. بعد أن نجا من التفجير في عام 2007، اصبح المركز في حاجة ماسة إلى إعادة التأهيل. وبسبب نقص التمويل، لم تبدأ إعادة إعماره إلا في عام 2011 وأعاق الصراع ضد داعش في عام 2014 اكمال عملية اعادة التأهيل.

أغلق أحمد المركز الذي كان قد تولى ادارته للتو في ذلك العام وعلق جميع الأنشطة. على الرغم من التهديدات الأمنية، كان يتفقد المركز باستمرار بمساعدة فريقه.

يقول احمد: "كان علينا حماية المركز بأي ثمن. كان يمثل كل ما نملُك".

اختار أحمد وفريقه البقاء في ديالى ورعاية مركز الشباب، مصممين على عدم السماح للخوف بردعهم. بمساعدة فريقه، أعاد بعض أنشطة المركز بعد أشهر من انتهاء الصراع ىحتى بمحدودية الموارد والتجهيزات والمشاركين.

بمرور السنين، أصبح منتدى بني سعد يقود التغيير في ديالى،ويدعم المواهب الشابة ويزرع بيئة تمكن الجميع من الازدهار.

الصور: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

في عام 2021، عمل برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع أحمد وفريقه ومحافظة ديالى لإعادة بناء وتحديث منتدى بني سعد للشباب والرياضة. أعيد افتتاح مركز الشباب في شهر تشرين الثاني لعام 2022، ويضم صالات جديدة متخصصة وقاعة المسرح الكبير وكرة السلة وجميع الملاعب والحدائق، وتعمل جميعها بالطاقة الشمسية. 

يؤكد احمد:"الشباب هم مستقبل العراق. أود أن يكون المنتدى ملاذاً يُمكن للشباب في ديالى من أن يجدوا الإلهام فيه لتحقيق أهدافهم وأحلامهم". ومع توسيع المركز، أصبح أحمد وفريقه الآن قادرين على استيعاب أكثر من 1000 زائر يومياً. ويعمل على تمكينهم من خلال تقديم أنشطة جديدة مثل الخياطة لجذب المزيد من الناس. و يضيف احمد" نريد أن يساعد هذا المركز الناس ليتغلبوا على التحديات وليحققوا أحلامهم و ان يحتضنوا شغفهم. أعتقد أن مركز بني سعد سيلعب دوراً حيوياً في مستقبل مجتمعنا، وليس للشباب فقط، وسنواصل العمل بجد لتزويد المتدربين بالأدوات اللازمة للارتقاء بحياتهم".

إعادة بناء الحياة خطوة بخطوة

مع كُل غُرزة، تنسج كُلاً من شيماء (جهة اليسار) ونور(جهة اليمين) مستقبلاً أكثر إشراقا لعائلتيهما.

الصور: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

تقضي شيماء أحمد، 48 عاماً، ونور خالد أحمد، 28 عاماً، ثلاث ساعات على الأقل يومياً في منتدى بني سعد للشباب والرياضة حيث تُخيطان الملابس الجميلة وتتعلمان تقنيات جديدة وتتواصلان مع زميلاتهُن.

في مواجهة تحديات العيش في مرحلة ما بعد داعش، وجدت شيماء ونور إحساساً جديداً بهدفهما من خلال شغفهما المشترك بالخياطة، والذي اكتشفتاه أثناء مشاركتهما في التدريب على المهارات في منتدى بني سعد.

"إن لهذا المركز مكانة خاصة في قلبي. أشعر دائما بأنني في بيتي ومحاطة بأصدقاء داعمين يحتفلون بإنجازي".

إن الروابط التي تشكلها شيماء ونور مع المتدربين تُحيي شغفهم بالتدريب وتُلهم الآخرين.

الصور: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

مثل نور، وجدت شيماء اللإلهام في منتدى بني سعد. في كل ساعة قضنها في المركز، اكتشفن المزيد من قدراتهن ومواهبهن التي تستمر بالازدهار. بعد أن أصبحن مدرباتٍ الآن، يقُمن بعقد جلسات تدريبية لثلاث مرات في الأسبوع لينقلن خبراتهن للآخرين. 

تقول شيماء:"نحن نكتسب مهارات فنية لا تقدر بثمن، ونحصل أيضاً على فرصة لبناء الصداقات داخل المجتمع. إنه لشعور جيد أن نُمكن الآخرين ونشهد تقدم المتدربين لدينا".

تشترك شيماء ونور بطوحهن بالتقدم، ويرغبن في تحقيق أحلامهن في إنشاء أعمالهن الخاصة، والاستفادة من مهاراتهن في الخياطة.

عن المشروع:

أُعيد تأهيل منتدى بني سعد للشباب والرياضة في ديالى من قبل برنامج إعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم من حكومة ألمانيا. تم بناء المركز باستخدام وسائل مستدامة وصديقة للبيئة، ويعمل بالطاقة الشمسية ولديه أنظمة لتقليل استهلاك الطاقة والمياه، وخفض انبعاثات الكربون وإدارة النفايات بشكل صحيح. ويخدم المركز اليوم أكثر من 50,000 شخص.

اعتباراً من 20-23 حزيران أكمل برنامج إعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكثر من 3,600 مشروع، مما أدى إلى تحسين حياة أكثر من 8.3 مليون شخص في المحافظات الخمس المحررة خلال الصراع ضد داعش.