خطوة واحدة، أمل كبير

مركز الأطراف الاصطناعية الذي أعيد تأهيله في الفلوجة يساعد الأشخاص ذوي الهمم على المشي مرة أخرى.

15 ديسمبر 2022
UNDP Iraq

يخطو صالح خطواته الأولى بطرفه الاصطناعي الجديد من مركز الأطراف الاصطناعية في الفلوجة. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق
UNDP Iraq

أحد العاملين في مركز الأطراف الاصطناعية الذي أعيد تأهيله في الفلوجة يقوم بتجميع طرف اصطناعي لغرض مساعدة مريض.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

فقد صالح علي حسن ساقه اليمنى عام 2005 بعد إصابته برصاصة طائشة، منذ ذلك الحين، لم تعد حياته كما كانت.

أمضى صالح أياماً في المستشفيات وسافر من الفلوجة إلى بغداد لإنقاذ ساقه لكن بعد فوات الأوان، في النهاية اضطر الأطباء إلى بتر ساقه لإبقائه على قيد الحياة.

يقول صالح "عانيت من الألم لفترة طويلة، لقد تناولت الكثير من الأدوية، لقد انقلبت حياتي رأساً على عقب لأنني لم أستطع المشي وفعل أي شيء."

UNDP Iraq

صالح يحصل على طرف اصطناعي جديد من مركز الأطراف الاصطناعية في الفلوجة.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

سرعان ما بدء صالح بتقبل مصيره، والبدء بالتعافي، والحصول على طرف اصطناعي لاستئناف حياته، "كان الأمر صعباً، لكن كان على التكيف، والتعود على ساقي الجديدة، والمضي قدماً."

مع استمرار النزاع، وجد الكثير من المدنيين حالهم كحال صالح ، حيث تعرض كثير من الناس للقتل والجروح والنزوح.

في عام 2008، تم افتتاح مركز الأطراف الاصطناعية في الفلوجة لخدمة الأعداد المتزايدة من الأشخاص في وسط العراق الذين تعرضوا لبتر أعضائهم بسبب الصراع، وأنتج المركز، الذي تديره وزارة الصحة، أطرافاً اصطناعية لأكثر من 2000 شخص يعاني من البتر أو الإعاقة.

ومع ذلك، لم يستطع المركز مواكبة الأعداد الهائلة من الأشخاص الذين يسعون للعلاج والراغبين في الحصول على الأطراف الاصطناعية.

UNDP Iraq

يتطلب صنع الأطراف الصناعية دقة ومهارة، في مركز الأطراف الصناعية في الفلوجة، يعمل العمال على ضمان توفير أطراف اصطناعية عالية الجودة ومريحة للمرضى.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

يقول الدكتور سعيد مرضي الجميلي، الذي يدير المركز منذ عام 2008 "بصفتنا نحن المركز الوحيد للأطراف الاصطناعية في الأنبار، واجهنا ضغوطاً هائلة لإنتاج الأطراف الاصطناعية التي يحتاجها مرضانا، كان المرفق صغيراً جداً لا يستوعب أعداد العمال، وكانت المواد اللازمة لصنع الأطراف الاصطناعية محدودة."

لم تعد القدرة المحدودة للمركز فقط هي سبب إعاقة عمل فريق الدكتور سعيد، حين سيطر تنظيم داعش على الأنبار، توقف العمال عن الذهاب إلى المركز كما هرب معظم أهل الأنبار إلى بر الأمان.

إيماناً بأن الأشخاص ذوي الهمم يستحقون الأفضل، يقوم الدكتور سعيد بقيادة فريقه بشغف، حيث ساعد المركز آلاف الأشخاص من ذوي الهمم على المشي مرة أخرى منذ 14 عاماً وحتى الوقت الحالي.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

في عام 2013، أغلق المركز بعد تدمير جزء كبير من مبناه وسرقة معظم معداته.

كانت رؤية ما حدث للمركز مؤلمة للغاية للدكتور سعيد، الذي كرس حياته لعلاج مفاصل الناس ورعاية الأشخاص ذوي الهمم، " لقد جعل داعش حياتنا صعبة، عانى مرضانا أكثر من غيرهم، وخاصة أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف مراكز الأطراف الصناعية الخاصة الباهظة الثمن.

UNDP Iraq

بعد تسع سنوات من الإغلاق، استطاع المركز من فتح أبوابه أمام ذوي الهمم، ليكون المركز الأكبر والأفضل تجهيزاً، حيث يقوم المركز الذي أعيد تأهيله حديثاً بإنشاء قوالب ومساند خاصة به لصناعة الأطراف الاصطناعية.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

في شهر تشرين الاول 2022، أعيد افتتاح مركز الأطراف الاصطناعية في الفلوجة بعد إعادة بنائه من قبل برنامج إعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي و بدعم من حكومة بلجيكا وحكومة الدنمارك.

يخدم المركز اليوم 4000 شخص، بمن فيهم صالح الذي عاد إلى الرمادي بعد سنوات من الإقامة في منطقة الحبانية هرباً من الحرب.

استغرق صالح سنوات ليستطيع التكيف مع ساقه الجديدة، لكنه كان مصمماً على الوقوف على قدميه من أجل عائلته.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

"أنا سعيد بوجود مركزاً للأطراف الاصطناعية بالقرب من الرمادي، الموظفون مرحبون ومتعاونون ومتجاوبون، ومن السهل تحديد موعد معهم" يقول صالح أثناء تركيب طرفه الاصطناعي الجديد، "المواد التي يستخدمونها لصنع الأطراف الاصطناعية هي أيضاً ذات جودة عالية."

تم تصنيف هذا المرفق باعتباره ثالث أفضل مركز للأطراف الاصطناعية في العراق، حيث يقدم المرفق الذي أعيد تأهيله في الفلوجة أطرافاً صناعية مجانية لمبتوري الأطراف والأشخاص الذين يعانون من احتياجات خاصة، بالإضافة إلى تدريب الأشخاص الذين يرغبون في التعرف على صناعة الأطراف الاصطناعية.

UNDP Iraq

مع طرفه الاصطناعي الجديد من مركز الأطراف الاصطناعية في الفلوجة، يكون صالح قد اصبح جاهزاً لاستئناف حياته خطوة بخطوة.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

يواصل الدكتور سعيد قائلاً "نشكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتوسيع المركز. مما أدى الى زيادة إنتاجية المركز حيث أصبح لدى الموظفين الآن المساحة التي يحتاجون إليها لإنتاج الأطراف والمساند، وتجميع الأطراف."

"نحن نحب أن نرى مرضانا سعداء وقادرين على الوقوف والمشي بشكل مريح أثناء مغادرتهم المركز، ونأمل أن نجلب الفرح والأمل وهم يخطون خطواتهم الأولى في حياتهم الجديدة ".