بث طاقة الامل لمستقبل الحويجة

اكتشفوا معنا كيف غيرت عودة الطاقة الكهربائية الحياة في الحويجة وعززت النمو الاقتصادي.

5 مارس 2023

يشغل عبود المكائن في ورشته لإصلاح السيارات في الحويجة.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

عبود طه هو أب لأربعة أطفال ويعمل في ورشة لتصليح السيارات في المنطقة الصناعية بالحويجة، شهد تحسناً ملحوظاً في عمله منذ استقرار إمدادات الطاقة. 

  يقول عبود، "لقد غيّرت إمدادات الطاقة الوضع كلياً بالنسبة لنا، فقد كانت تأتي بشكل متقطع وتعطل باستمرار، لكن الآن يمكننا تشغيل أجهزتنا دون انقطاع"، مشيراً إلى استقرار مصدر الطاقة. 

 ومع ذلك، لم يكن هذا هو الوضع دائماً.

 

UNDP_IQ_Hawija_Industrial_Power

يُظهر المشهد الجوي المحطة الفرعية المتنقلة في الحويجة، والتي تم تركيبها كجزء من المشروع.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

 خلال الصراع ضد داعش في عام 2015 تعرضت المنطقة الصناعية الى التدمير وانقطع التيار الكهربائي، لم يؤثر ذلك على الاعمال فحسب، كان له أثر أيضاً على السكان الذين اضطروا إلى تحمل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وكذلك الجهد غير المستقر وسوء نوعية الكهرباء. 

 في عام 2021 اشترك برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة البرنامج الرائد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق مع السلطات المحلية لإعادة تأهيل وتصنيع المحطة الفرعية المتنقلة وشبكة الكهرباء في جميع أنحاء المنطقة الصناعية. يهدف المشروع إلى تحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة وتحسين نوعية الحياة وتمكين الشركات من استئناف نشاطها الاقتصادي. 

 تقدم شبكة توزيع الكهرباء الخدمة بشكل مباشر أكثر من 2600 شخص بما في ذلك حوالي 1650 عاملاً في مختلف الاعمال وأكثر من 700 شخص من السكان. بالإضافة إلى ذلك يقدم مصدر الطاقة المستقر الفائدة بشكل غير مباشر الى أكثر من 345,000 شخص يعيشون في المنطقة المحيطة وذلك بفضل النشاط الاقتصادي المتجدد. 

 

UNDP_IQ_Hawija_Industrial_Power_2

يشعر العاملون في ورشة عبود بالرضا عن مصدر الطاقة الذي أتاح لهم العمل بكفاءة الذي يقلل من الإجهاد الناجم عن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

قبل تأهيل مصادر وشبكة الطاقة الكهربائية كان على أعمال عبود الاعتماد بشكل كبير على مولداته الخاصة مثل الآخرين في المنطقة مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الوقود والخسائر، لكن اليوم، قللت ورشته من استهلاك الوقود من 100 إلى 20 لتراً في الأسبوع، يقول بابتسامة: "لقد مكّن إمداد الطاقة المستقر أعمالنا من النمو وأن يصبح أكثر ربحاً، ونحن نتطلع إلى توسيع عملنا بشكل أكبر". 

على بعد أمتار قليلة من ورشة عبود تتصاعد أصوات الناس من مطعم الفلافل الوحيد في المنطقة خصوصاً خلال وقت الغداء يصبح المطعم مركزاً للنشاط حيث يقدم الفلافل اللذيذة للرواد مما يوفر استراحة تشتد الحاجة إليها بعد يوم عمل طويل. 

 

يدير فيصل مطعم فلافل ناجح في المنطقة.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

عند إجراء حديث مع المالك فيصل علي عبّر فيصل عن رغبته بتوسيع المطعم وإضافة أطباق جديدة إلى القائمة بما في ذلك الشاورما بفضل استمرار خدمة الكهرباء الجيدة، ويضيف فيصل "لقد اعتدنا أن نشهد انقطاعاً مستمراً في التيار الكهربائي واضطررنا إلى إغلاق المطعم في عدة مناسبات. ولكن الآن، مع إمدادات الطاقة المستقرة، يمكننا أن نبقى نعمل ونخدم زبائننا بشكل أفضل". 

شمل العمل على تركيب 325 عموداً كهربائياً و20 محولاً وأكثر من 37 كيلومتراً من الكابلات، بالإضافة إلى ذلك تم تصنيع وتركيب محطة فرعية متنقلة لتحقيق الاستقرار في مصدر الطاقة وتمكين جميع المعدات من العمل بشكل صحيح. ويضيف كامران ياسين مهندس الكهرباء في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمسؤول عن المشروع: "كان هدفنا توفير إمدادات كهرباء مستقرة للسكان، والسماح للشركات بالعمل على مدار اليوم وتنشيط الاقتصاد المحلي". 

 

UNDP_IQ_Hawija_Industrial_Power_3

يشغل عبد الكريم الماكينات في معمل الخراطة الذي يعمل بكامل طاقته في الحويجة.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

 شجع مصدر الطاقة المستقر المصانع الصغيرة والمتوسطة على إعادة استئناف عملها، يقول عبد الكريم محمد عبد الله، الذي يملك ورشة خراطة تنتج مضخات مياه صغيرة وأدوات زراعية: "تعرضت آلاتنا ومعداتنا الثقيلة لأضرار جسيمة بسبب تذبذب وإمدادات الطاقة في بعض الأحيان". أصبحت خراطة عبد الكريم تعمل الآن بكامل طاقتها وتحقق أرباحاً وهو يأمل في الحصول على أدوات إضافية لتوسيع العمليات. 

 

يتمتع زكي بمصدر طاقة ثابت وهو يشغل الأضواء في منزله.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

لم يمكّن مصدر الطاقة المستقر مفيداً للأعمال فحسب، بل أدى أيضاً إلى تحسين نوعية الحياة للسكان، يقول زكي محمد سعيد، أحد السكان، "كانت الكهرباء سيئة ولم نتمكن من تشغيل الأجهزة المنزلية. كان الجهد ضعيفاً، وهو الآن أفضل ". أصبح مصدر الطاقة الآن مستقراً، وتتلقى المنطقة ما يقرب من 17 ساعة من الكهرباء يومياً. 

 كانت إعادة تأهيل المحطة الفرعية المتنقلة وشبكة الكهرباء منارة أمل للمنطقة مما أدى إلى استقرار إمدادات الطاقة وتحسين جودة الحياة، الان تنمو الأعمال التجارية وانخفضت التكاليف وتحسنت نوعية الحياة. 

حول المشروع:

تم تنفيذ المشروع من خلال برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة وبدعم من حكومة هولندا. 

حتى الآن، أكمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ما يقرب من 3500 مشروع لتحقيق الاستقرار، مما وضع الأساس لإعادة دمج النازحين في المجتمع بنجاح، تهدف هذه المشاريع إلى إعادة بناء البنى التحتية الأساسية، واستعادة الخدمات الأساسية، وخلق فرص عمل في المناطق المتضررة من الصراع ضد داعش، حيث يعد التحول في مصدر الطاقة في الحويجة مجرد مثال واحد على كيفية تأثير هذه المشاريع بشكل كبير على حياة الناس.