إيجاد حلول افتراضية: توفير الدعم النفسي للنساء العراقيات خلال جائحة كورونا

7 مايو 2020

باحثة اجتماعية تتواصل مع نساء عراقيات من داخل منزلها خلال فترة التباعد الاجتماعي.

وثقت الأمم حول العالم زيادة في حالات العنف المنزلي بعد تفشي فيروس كورونا وأدت القيود التي تفرضها الحكومات على الحركة وسياسة التباعد الاجتماعي الى بقاء أفراد الأسرة داخل منازلهم، مما حد من علاقتهم بالآخرين. ومن أجل إيجاد وسائل تساعد المتضررين من العنف المنزلي تحتم علينا التفكير بطريقة خارجة عن المألوف.

يصل عدد النساء اللاتي يعملن في مهنة التمريض في العراق الى 40,500 امرأة وهن أكثر عرضة الى الإصابة بالفايروس او الإرهاق بسبب العمل خلال هذه الفترة العصيبة. وغالبا ما تكون النساء العراقيات هن المسؤولات عن رعاية أفراد اسرهن، ويمكن أن يؤدي عبء الاعمال المنزلية، بالإضافة إلى نقص الدخل الذي تواجهه بعض الأسر، إلى زيادة المشاكل الأسرية والتصرف بعنف تجاه النساء والأطفال والمسنين.

يدعم مشروع المصالحة المتكاملة في العراق التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضحايا العنف والنساء المتضررات من النزاع بما يتماشى مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الأخيرة لوضع النساء والفتيات في صميم جهود الاستجابة لجائحة كورونا. بدعم من حكومة الدنمارك، تم تدريب 75 باحثة اجتماعية من المنظمات غير الحكومية في 15 محافظة على تقديم الدعم النفسي لضحايا العنف في حالات النزاع. ومن اجل التغلب على حظر التجول الصارم الذي تم تطبيقه في العراق للحد من تفشي فيروس كورونا، تم إجراء التدريب في الفترة ما بين 17 أنيسان و 19 نيسان عبر منصة الكترونية على شبكة الإنترنت للعاملين الاجتماعيين اثناء بقائهم في منازلهم.

 تم وضع منهاج التدريب من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق بعد اجتماع تم الكترونياَ مع ممثلي مختلف المنظمات غير الحكومية المحلية لمناقشة تقديم الدعم أثناء فترة العزل الاجتماعي بسبب الوباء. تم تبادل الإرشادات مع المشاركين وتركز التدريب على تقنيات الكتابة التعبيرية والطريقة والأدوات التي يمكن للباحثات الاجتماعيات استخدامها لدعم النساء العراقيات.

 بالنسبة للعديد من الباحثات الاجتماعيات، كان هذا المشروع مقدمة لهم لبناء قدراتهم افتراضياً. تقول رواء، من منظمة حواء: "كانت هذه أول جلسة حضرتها عبر الإنترنت في مجال تقديم الدعم النفسي للنساء. ساعدني التدريب على إدراك أن هناك أدوات وتقنيات يجب أن نتعلمها لأن عمل الباحثات الاجتماعيات مهم في أوقات الأزمات. لقد علمنا التدريب أن نكون مبدعين في التواصل للتخفيف من معاناة النساء".

باحثات اجتماعيات يتواصلن مع نساء عراقيات في بيوتهن.

 تحت إشراف خبراء برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمات غير الحكومية المتخصصة لضمان التطبيق الناجح للتقنيات التي تضمنها أثناء التدريب، باشرت كل باحثة اجتماعية بالتواصل مع عشر نساء هاتفياً بشكل يومي.  تم التواصل مع 7500 امرأة في غضون عشرة أيام.

شاركت العديد من الباحثات الاجتماعيات قصصاً مؤثرة حول ردود الفعل من النساء اللاتي تواصلن معهن عبر الهاتف. تقول إيمان، من معهد القيادات النسوية أن: "الامتنان والتقدير اللذين سمعتهما من النساء جعلتني فخورةً جداً.أخبرتني امرأة أن التواصل مع نساء أخريات أثناء الوباء قلل بشكل كبير من شعورهن بالعزلة والخوف."