يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الأزواج في العراق لمعالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي وتغيير الاعراف والسلوكيات القائمة على النوع الاجتماعي
الشراكة بين الزوجين وتغيير الأعراف والسلوكيات القائمة على النوع الاجتماعي
14 سبتمبر 2022
يقول فراس وراوية: "نحن نحب بعضنا البعض، والأهم من ذلك أننا نحترم بعضنا البعض ونريد أن نرى بعضنا البعض وهو ينمو ويتطور. من المهم أن نتشارك الاحترام والمساوة والقوة في العلاقة". ووفقاً للعروسين حديثي العهد من الرمادي، فإن هذا هو مفتاح الزواج الصحي والسعيد والأهم من ذلك كله أنه آمن.
فراس وراوية تزوجا منذ عامين، بمجرد أن التقيا لأول مرة، شعروا بتواصل عميق ازدهر ليصبح صداقة قوية، ومع مرور الوقت، تطورت إلى علاقة ثقة متبادلة، يقول فراس: "كان من المنطقي فقط أن نتزوج، حيث لم يكن هناك شك في أننا لائقون لبعضنا البعض. والأهم من ذلك، أردنا أيضاً نفس الأشياء ولدينا نهج متشابه في الحياة". وتضيف راوية: "مع ذلك، ليست كل العلاقات صحية وآمنة. فالكثير من الناس يواجهون أشكالاً مختلفة من العنف العاطفي والجسدي في العلاقات ويلتزمون الصمت حيال ذلك، ويزداد الأمر سوءاً بشكل خاص عندما تكون النساء غير مدركات لحقوقهن".
يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشكل وثيق مع أزواج مثل فراس وراوية للحد من عنف الشريك وتحسين العلاقات للناجين، يتضمن ذلك سبعة عشر جلسة للأزواج على مدى ثلاثة أشهر، تغطي قضايا والسعي للتمكن من إنشاء مساحات آمنة للتواصل المفتوح وصولاً الى معالجة مسببات العنف القائم على النوع الاجتماعي.
يتضمن المشروع أيضاً مكوناً لتدريب قادة المجتمع للحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي لتغيير الافكار بين الأزواج وعلى مستوى المجتمع. منذ عام 2021، تم تدريب 44 زوج وزوجة و61 شخصية من قادة المجتمع في الأنبار وديالى، وسيتلقى عشرة أزواج آخرين من ديالى هذا التدريب بنهاية العام الجاري.
تقول راوية: "لقد تعلمنا إنشاء مساحات آمنة والاستماع إلى بعضنا البعض، قضينا وقتاً نتحدث فيه عن كيفية تربية الأطفال في منزل آمن، هذه هي الطريقة الوحيدة التي سنتمكن من إنهاء دورات العنف التي واجهتها النساء والفتيات عبر الأجيال بعد هذا التدريب، سنضمن نشر هذه الرسائل لأصدقائنا وعائلتنا ومجتمعنا"
يرحب فراس وراوية بهذه المبادرة وهما على ثقة من أن مثل هذه الدورات التدريبية ستساعد في الحد من العنف في الأسرة.
عند التحدث إلى مهند وآية، وهما شابان من الرمادي خضعوا أيضاً للتدريب مع فراس وراوية. يقول الزوجان: "ساعدنا هذا التدريب على فهم مدى أهمية مشاركة جميع المسؤوليات في المنزل. والأهم من ذلك، إيجاد طرق آمنة وصحية للتواصل مع القضايا المشتركة".
تضمن منهج التدريب مجموعة من الجلسات التفاعلية وغير الرسمية، بما في ذلك التمارين المنزلية المصممة لتغيير الافكار وتقليل عنف الشريك، وركزت على معالجة الاختلالات في موازين القوى، والاعتراف بالتغيير كعملية، وفهم محفزات العنف القائم على النوع الاجتماعي، وبناء طرق لإدارة المحفزات والسيطرة عليها.
ليث الخطيب، المدرب الرئيسي في الجلسات، يحدثنا وهو مقتنع بأن خلق الوعي هو أحد الحلول الأكثر فاعلية. "أجرينا معظم جلسات الأزواج معاً، وقد أجبر هذا الأزواج على إجراء محادثات مفتوحة وصريحة مع بعضهم البعض، ويتطور محتوى التدريب تدريجياً، من التعرف على مراحل التغيير إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإجراء تلك التغييرات السلوكية."
مع الرعاية والاهتمام الكافيين، يمكن تنفيذ مثل هذه التدريبات بأمان وفعالية، حتى في سياقات مثل العراق، حيث يتم التسامح مع العنف. كما يقول ليث، "لقد لاحظت أن النساء اللواتي حضرن التدريب تحدثن بثقة وشعرن بالأمان، من المهم التعامل مع هذا التدريب بعناية وحساسية وفهم للتكيف المجتمعي في العراق."
معلومات حول البرنامج:
يتم تنفيذ المشروع من خلال برنامج اعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم من كندا والدنمارك، تم اختيار الأزواج من مشروع مهارات سبل العيش الذي شاركوا فيه من خلال البرنامج.
المنهج هو جزء من برنامج "Indashyikirwa" ، وهو برنامج يقوده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على مستوى العالم ويهدف إلى الحد من عنف الشريك وتغيير المواقف والسلوكيات والأعراف الاجتماعية ذات الصلة. تم تنفيذه مبدئياً في رواندا من قبل منظمة كير رواندا وشبكة رواندا النسائية ومركز موارد الرجال في رواندا. قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق بتكييف هذا النموذج مع العائدين المتأثرين بالنزاع الذي تسبب به داعش.