العمل في اوقات الازمات: محادثة بين مختصين في سبل العيش في العراق

27 يوليو 2021

تقوم النساء بإصلاح المناضد المدرسية في مدرسة جوجالي الابتدائية في نينوى. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

يشاركنا اثنان من المتخصصين في سبل كسب العيش في شمال ووسط العراق أفكارهم حول خلق فرص عمل للعراقيين في مرحلة ما بعد الحرب ضد تنظيم داعش.

 فرص العمل تخلق الأمل وآفاق جديدة. أعطى برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي الأولوية لتوفير دعم سبل العيش على المدى القصير والمتوسط للعراقيين الذين يعملون على إعادة البناء بعد الصراع المدمر ضد داعش. حتى الآن، خلق هذا الدعم فرص عمل لأكثر من 39,000 عراقي يساهمون في ايجاد دخل لأسرهم، وزيادة القوة الشرائية واستعادة البنية التحتية.

ومع ذلك، لا تزال احتياجات الاستقرار متواصلة حيث لا يزال أكثر من 1.2 مليون شخص نازحي، ويرجع ذلك أساساً إلى عدم وجود منازل ووظائف يعودون إليها.

 كيف نبني على التقدم المحرز حتى الآن ونستمر في خلق فرص عمل للعراقيين العائدين؟ بعد أن عملنا عن كثب مع المجتمعات المحلية لسنوات، تحدثنا إلى اثنين من المتخصصين في سبل العيش اللذان يعملان في شمال ووسط العراق من أجل معرفة رؤاهم.

نارين حسيب ، مديرة المشروع ، تغطي سبل العيش في نينوى مع النساء الأيزيديات اللواتي يتلقين تدريبًا على المهارات من خلال البرنامج في سنجار. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

علي النجار ، كبير مسؤولي البرامج في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق خلال زيارة إلى مواقع مشاريع كسب العيش في الأنبار.

تلبية الاحتياجات المتزايدة

 نظراً لأن المشاركة الاقتصادية للمرأة في العراق هي الادنى على مستوى العالم، فقد كان التركيز على خلق فرص كسب العيش للمرأة أولوية رئيسية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. في آيار/مايو 2017، من خلال مبادرة تجريبية في الأنبار، بدأ برنامج أعادة الاستقرار للمناطق المحررة العمل مع النساء العراقيات لاستعادة البنية التحتية الحيوية من خلال مشاريع النقد مقابل العمل. يقول علي النجار، مسؤول برامج أقدم في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق: "في البداية، رفضت المجتمعات مشاركة المرأة. ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل بما في ذلك طبيعة المجتمع العراقي والتصور المحافظ لدور المرأة".

يشرح علي النجار كيف واجهت البلاد بعد الصراع واقعاً جديداً حيث أُجبرت الأرامل فجأة على دخول سوق العمل لإعالة أسرهن. وفي هذا السياق يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأسر التي تعيلها نساء بمنح صغيرة لاستعادة أعمالها التجارية والأصول المفقودة.

النساء المدعومات من خلال برنامج إعادة الاستقرار ينظفن ويزيل الأنقاض في الموصل. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

Your image titleYour image title

بحلول نهاية عام 2017، بعد أن تم الوصول لأكثر من200 امرأة مستفيدة في الأنبار، قام علي النجار وفريقه بتوسيع المشاريع لتشمل محافظات أخرى محررة صلاح الدين وديالى. يقول: "كان تأثير البرنامج التجريبي على تحسين القوة الشرائية للأسر واضحاً. ونتيجة لذلك، بدأنا نرى المزيد من الطلبات من السلطات المحلية في مناطق أخرى لإشراك النساء". يركز علي على ادراج نشاطات سبل العيش داخل برنامج أعادة الاستقرار للمناطق المحررة في وسط العراق ويعمل مع السلطات المحلية المختلفة لضمان التنفيذ الفعال لمشاريع النقد مقابل العمل.

في الجزء الشمالي من العراق، احتياجات الاستقرار متشابهة. توضح نارين حسيب، مديرة المشروع الذي يغطي مبادرات سبل العيش في نينوى: "يمكن أن يؤثر الافتقار إلى الاستقرار على استدامة مساهماتنا". وتؤكد على ضرورة ضمان المشاركة المتساوية لجميع العراقيين، بمن فيهم النساء، لإعادة بناء العراق وضمان استدامة التقدم. "الاستقلال المالي هو المفتاح لتمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع. وهذا يمكن أن يمكّن المرأة على مستوى المجتمع المحلي ويؤدي في نهاية المطاف إلى خلق ثقافة دعم المساواة وتمثيل أفضل للمرأة على المستوى الوطني."

نحو حلول مستدامة

تتلقى النساء تدريبًا على المهارات في الزراعة الحضرية من خلال البرنامج. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

وفقاً لعلي النجار ونارين، فإن ما نجح في البرنامج هو مجموعة حلول مستدامة للمجتمع من خلال الجمع بين مشاريع إعادة تأهيل البنية التحتية وخلق فرص كسب العيش. كيف؟ توضح نارين: "أثناء تجديد وتجهيز مصنع زيت الزيتون الكبير في بعشيقة، نقوم بتدريب مزارعي الزيتون ودعمهم ماليًا لزيادة إنتاجهم.

ينطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من دعم العراقيين بفرص معيشية قصيرة إلى متوسطة وطويلة الأجل تتماشى مع الوضع العام والاحتياجات المتطورة ويؤكد علي النجار أن استدامة التوظيف "هي أحد الجوانب المهمة للحفاظ على أولئك الذين عادوا ليشعروا بالأمان في مناطقهم".

تحقيق التوازن

 شكلت السنة والنصف الماضية من الوباء تحديات فريدة من نوعها.  اما الان "أصبح التواصل مع فريقي أكثر فاعلية. لقد فرض الوضع علينا انت نتواصل بالفرق عن بُعد مع ضمان اتباع إجراءات السلامة الخاصة بـفيروس كورونا في مواقع المشروع. لقد اعتمدنا الوضع الطبيعي الجديد وسارعنا إلى إيجاد طرق جديدة للمراقبة والتنفيذ"، يقول علي النجار.

علي النجار خلال زيارة مراقبة دورية لموقع مشروع في حديثة بالأنبار. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

اما بخصوص الموازنة بين المكتب وإدارة تنفيذ المشاريع، حقق علي النجار ونارين التوازن الصحيح. من خلال ارتداء الكمامات والتعقيم المنتظم، والمحافظة على التباعد الاجتماعي واخذ اللقاح فان كل من علي ونارين يسافرون إلى مواقع المشروع لمراقبة التقدم والمشاركة مع المجتمعات. من خلال العمل عن كثب مع المجتمعات من اجل التأكد تلبية احتياجات الناس بشكل جيد أثناء تصميم المشاريع.

القوة الدافعة

 عند التحدث إلى علي النجار ونارين، يتضح مدى حبهما لوظائفهما. يقول علي النجار: "أشعر بدافع من تأثير عملي على حياة الناس بشكل إيجابي. خاصة عندما أرى وجوههم السعيدة بعد أن أكملنا مشروعاً".

نارين مع مجموعة من النساء في سنجار اللواتي يتلقين تدريبًا على التصنيع الحرفي للأغذية. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

تقول نارين، إنها تتشارك شعوراً مشابهاً، "سبل العيش هي المفتاح لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة، لا سيما في الاوضاع الهشة وللمجتمعات الريفية الضعيفة التي تتعافى من الصراع. أشعر بالحماس للعمل الجاد وأنا أعلم أن عملي يمكن أن يدعم الأسر من خلال وضع الخبز على مائدتهم، ويمكنهم ان يعيشوا بطريقة كريمة".