Locationsبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق وهيئة النزاهة يجمعان وسائل الإعلام في إقليم كردستان لتعزيز التغطية الأخلاقية وبناء الثقة العامة.
بناء النزاهة عبر الصحافة: مسودة "مدونة السلوك الإعلامي" تتبلور في أربيل
27 نوفمبر 2025
الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق \ كارزان سعدون
اجتمع صحفيون ومؤسسات إعلامية من مختلف أنحاء إقليم كردستان العراق في أربيل، في ورشة عمل تشاورية استمرت يومين لمراجعة والمصادقة على مسودة "مدونة السلوك للصحفيين ووسائل الإعلام في إقليم كردستان العراق".
نُظمت الورشة كجزء من مشروع "مبادرات مكافحة الفساد والتحكيم" التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والممول من الاتحاد الأوروبي، وقامت بتنفيذها منظمة "الإعلام في التعاون والتحول" - شريكة البرنامج - بالتعاون الوثيق مع هيئة النزاهة في إقليم كردستان. يمثل هذا الحدث خطوة جوهرية نحو تعزيز الممارسات الإعلامية الأخلاقية والشفافة والخاضعة للمساءلة، مما يسهم في تعزيز الثقة العامة وتقوية الحكم الديمقراطي في المنطقة.
الدكتور أحمد أنور محمد، رئيس هيئة النزاهة في إقليم كردستان العراق
تضع مدونة السلوك إطاراً شاملاً للنزاهة الصحفية، وحماية حقوق الإنسان، والتغطية المسؤولة، وآليات التنظيم الذاتي. وتؤكد المدونة على الدقة، والتوازن، وحماية المصادر، ورفض التأثيرات السياسية أو التجارية غير المبررة، مع الحفاظ على كرامة الأفراد وتعزيز خطاب عام يتسم بالشمولية والتسامح.
وفي هذا السياق، صرح الدكتور أحمد أنور محمد، رئيس هيئة النزاهة في إقليم كردستان العراق، قائلاً: "نحن في هيئة النزاهة في إقليم كردستان فخورون بوجود تعاون ممتاز مع المؤسسات والمنافذ الإعلامية سواء داخل كردستان أو خارجها... إن الصحافة والإعلام يتقدمان بوتيرة سريعة، وهناك اليوم حراك عالمي لتنظيم العمل الإعلامي وعمل وسائل التواصل الاجتماعي عبر القوانين والتشريعات. ومن خلال هذه اللوائح، نهدف إلى تطبيق المعايير الدولية لمهنة الإعلام والصحافة وإبراز الصورة الجميلة لإقليم كردستان".
على مدار يومين، انخرط المشاركون في حوار مفتوح وتشاركي لتنقيح مسودة مدونة السلوك. وعملوا سوياً لضمان أن تعكس المدونة واقع الصحافة في إقليم كردستان، مما يعزز وضوحها وعدالتها وملاءمتها للمشهد الإعلامي المتطور. ومن خلال تبادل وجهات النظر ومعالجة نقاط الاختلاف بشكل جماعي، ساعدت المجموعة في صياغة إطار أقوى وأكثر شمولية يدعم التغطية الأخلاقية والثقة العامة.
جمعت الورشة طيفاً متنوعاً من الجهات الإعلامية الفاعلة من أربيل والسليمانية ودهوك. وضمن هذا التنوع تمثيلاً لمختلف المجتمعات والمناطق الجغرافية، مما سمح لمسودة المدونة بالاستفادة من وجهات نظر مهنية واسعة النطاق وتجارب واقعية من داخل المشهد الإعلامي في الإقليم.
ياما ترابي، مدير مشروع مبادرات مكافحة الفساد والتحكيم في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
يُعد هذا الجهد جزءاً لا يتجزأ من شراكة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع هيئة النزاهة في إقليم كردستان لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد وتقوية الثقة العامة، حيث يسلط الضوء على الدور الأساسي للإعلام في مواجهة المعلومات المضللة، وتحدي السرديات الضارة، ودعم الرقابة المجتمعية والمساءلة الديمقراطية.
من جانبه، قال ياما ترابي، مدير مشروع مبادرات مكافحة الفساد والتحكيم في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "تعزز المدونة النزاهة الصحفية من خلال تعزيز المساءلة والشفافية في التغطية الإعلامية. كما أنها تتماشى مع الجهود المستمرة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للارتقاء بالمعايير الأخلاقية عبر القطاعات المهنية الرئيسية ودعم تطوير منظومة نزاهة قوية في العراق".
تهدف هذه الجهود مجتمعة إلى بناء منظومة معلوماتية أكثر مرونة وشفافية وموثوقية؛ منظومة يمكن للصحفيين فيها العمل بحرية ومسؤولية، وحيث يمكن للجمهور الاعتماد على تغطية دقيقة وأخلاقية كركيزة للحكم الرشيد.
