عانى العراق وعلى مدى سنوات من تفشي الفساد الذي ترك أثر سلبياً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد. وقوض هذا الفساد ثقة  الشعب  في المؤسسات الحكومية وتجلى ذلك في العواقب السلبية على العراقيين متمثلة عدم الاستقرار الاقتصادي وضعف الخدمات العامة المقدمة  إضافة الى الضرر الذي أصاب النسيج الاجتماعي.

تمكين المجتمع المدني

يعتبر اشراك وتمكين المجتمع المدني مهم جدا في جهود مكافحة الفساد. يدرك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أهمية العمل على مستوى القاعدة الاولية ويعمل على دعم هذه المنظمات في مكافحتها للفساد من خلال مشروع مكافحة الفساد من أجل الثقة في العراق.

وكجزء من نشاطات المشروع ، قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منحًا صغيرة إلى 17 منظمة محلية ، بما في ذلك مؤسسة النهرين لدعم الشفافية والنزاهة التي يقع مقرها بغداد. سمحت لهم المنحة بالجمع بين أعضاء البرلمان والصحفيين والمجتمع المدني والقضاة لتحسين التعاون وزيادة الشفافية وتقوية الحوكمة الإلكترونية. وأوضح رئيس المؤسسة محمد رحيم الربيعي: "تمكنا من رصد الفساد في قطاعين حكوميين  وقدمنا تقارير استقصائية. وهذا ساعد في بناء ثقة الجمهور في الحكومة وتعزيز الشفافية في مجتمعنا".

منح صغيرة بأثر كبير

حصلت منظمة دبين للتنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان ومقرها كركوك على منحة لتطوير مجموعة أدوات لمكافحة الفساد للمواطنين. "كانت مجموعة أدوات مكافحة الفساد التي أعددناها  مفيدة بشكل لا يصدق في توجيه المواطنين بشأن اكتشاف الفساد والإبلاغ عنه. لقد تلقينا ردود فعل إيجابية من المواطنين الذين استخدموا مجموعة الأدوات وشهدوا زيادة في تقارير الفساد التي يتم إعدادها"  وذلك وفقاً لتقارير المنظمة. كما استخدموا المنحة لتعزيز عملياتهم الداخلية بشأن الإدارة المالية الفعالة للتخفيف من مخاطر الفساد في المشتريات واعداد الموازنة والمحاسبة.

حملات التوعية العامة

استخدمت منظمة الإرادة منحتها لتنظيم ماراثون في ديالى للتوعية بالفساد. تعاونت المنظمة مع لجنة النزاهة الاتحادية والسلطات المحلية والمواطنين للتخطيط للحدث  الذي شارك فيه أكثر من 650 مشاركًا ، بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة. يقول حسام صاحب من منظمة الإرادة: "حقق الماراثون الذي نظمناه نجاحًا كبيرًا وساعد في زيادة الوعي بأهمية محاربة الفساد. تلقينا تغطية إعلامية كبيرة وحظينا بإقبال كبير ، مما يدل على التزام مجتمعنا بمكافحة الفساد".

نتائج إيجابية

أدى العمل عن كثب مع المجتمع المدني العراقي إلى خلق بيئة مواتية للمواطنين لمحاسبة المؤسسات ومعالجة الفساد وتعزيز الشفافية. إن نجاح ورش العمل والتقارير الاستقصائية الصادرة عن المنظمات ومشاركة المجتمع في فعاليات التوعية العامة يوضح الأثر الإيجابي لهذا العمل.

يهدف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى مواصلة دعم منظمات المجتمع المدني في العراق لبناء ثقافة الشفافية ومكافحة الفساد بشكل فعال.

حول مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمكافحة الفساد من أجل الثقة في العراق:

تم تنفيذ المشروع بدعم من حكومة الدنمارك  ويهدف إلى بناء ثقة منظمات المجتمع المدني العراقية في مكافحة الفساد وتعزيز بناء قدراتها.