العراقيون يعبرون عن رأيهم بالفساد بلا خوف

13 ديسمبر 2022

اكتظت الشوارع في عام 2019 بالشباب العراقي المطالب بإنهاء آفة الفساد التي تنخر البلد، وبالرغم من كون العراق من البلدان ذات الدخل المتوسط والذي يعتمد بشكل كبير على العائدات النفطية، لكن وكما كان المتظاهرين العراقيون يصرون على التركيز عليه وهو ان تلك العائدات لا تجد طريقها لإفادة شعبها، بل قد خلفت نقصاً في الخدمات الأساسية وتصدعاً في علاقة المواطن والدولة كما ورفعت من معدلات البطالة. والأهم من ذلك، أن الفساد أصبح مؤثراً على سلامة الافراد والعوائل وحتى المجتمعات.

يتعافى العراق اليوم بعد سنوات من عدم الاستقرار وأصبح من المهم ان يعمل الجميع لمكافحة آفة الفساد، في اليوم العالمي لمكافحة الفساد يصدح العراقيون بأصواتهم مشيرين الى أن الجميع مسؤولين عن مكافحة الفساد وفضحه.

UNDP Iraq


"نحتاج ان نحصل على المعلومات بشكل عادل وبشفافية من اجل ضمان مشاركة الجميع في مكافحة الفساد، حيث إنها أداة مهمة يمكننا من خلالها زيادة الإبلاغ وتحديد الممارسات والقضايا الفاسدة كما أنه يزيد من المساءلة المؤسسية والتعامل بشفافية، لخلق بيئة من الثقة - لا شيء مخفي عن أعين الناس".

- فرح ثائر حسن، 33 عاماً، رئيسة منظمة السعي للديمقراطية وحقوق الإنسان ومقرها بغداد.

UNDP Iraq


"ان الفساد يؤثر علينا جميعاً، خصوصاً أولئك الذين يعانون من وضع اقتصادي صعب، إنه يؤثر بشكل مباشر على حصولنا على الخدمات وفي بعض الأحيان يعطل الخدمات الأساسية مثل الصحة، التعليم، المياه، والكهرباء، كمواطنين يجب ان نعبر عن مخاوفنا ونطالب بالمساءلة، هذه هي الطريقة الوحيدة للتعافي من كل الصراعات التي واجهها العراق".

- أكرم أحمد، 26 عاماً، عامل بأجر يومي،  جلولاء ديالى.


"يؤثر الفساد على التنمية في العراق، حيث انه يؤثر على حصولنا على الفرص الاقتصادية وكذلك فرص العمل، وبكوننا نساء شابات، فأننا نلمس أثر الفساد علينا بطرق متفاوتة، وفي الوقت الذي نفتقر فيه اصلاً الى الفرص المتساوية فان الفساد يزيد صعوبة هذا الوضع بشكل أكبر، لذلك فأنني أتمنى من المؤسسات في العراق ان تتخذ موقفاً ضد الفساد وتعمل على استعادة ثقة المواطن"

- آيات عدنان، 20 سنة، عداءة ماراثون وطالبة في أكاديمية رياضية في خانقين، ديالى.

UNDP Iraq


"ان مسؤوليتنا كصحفيين ومواطنين في نفس الوقت هي ان نقدم المعلومات الدقيقة والمعتمدة للناس، يمكننا ان نسلط الضوء على قضايا فيها شبهات فساد ونحشد ضغطاً جماهيرياً للدفع باتجاه اتخاذ الاجراء المناسب، ومع ذلك، يجب أن نقوم بذلك بمسؤولية وبطريقة لا تسبب اضطراباً، ولكنها تشجع على العمل والتغيير ".

- عيسى العطواني صحفي ومراسل لقناة الحرة، بابل.

"إن تقييد حرية التعبير والكلام لن يؤدي إلا إلى إضعاف مكافحتنا للفساد، لذلك، يجب أن نستمر في بناء بيئة آمنة للصحفيين للتقصي وبيئة امنة للمجتمع المدني للإبلاغ عن شبهات الفساد والمواطنين من اجل حرية التعبير، يجب علينا حماية أولئك الذين يجرؤون على الإبلاغ والتكلم، هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها محاسبة المؤسسات، بعد كل شيء، هذه هي نفسها المؤسسات التي وجدت لخدمتنا نحن الشعب العراقي".

- ريا فياق، 37 عاماً، المديرة التنفيذية لجمعية الدفاع عن حرية الصحافة ومقرها بغداد


"يمكن للفساد ان يؤثر على سلامة الناس وحصولهم على العدالة، لذلك كمواطنين علينا ان نتكلم بدون خوف من اجل الوصول الى التغيير الحقيقي، اننا جميعنا نرغب برؤية العراق وهو في طريق التنمية وان يكون بلداً ناجحاً، لكن الفساد هو ما يعيق قدرتنا على النمو والازدهار، لذلك فان هذه الحرب سوف لن ترى بشارة النصر الا إذا وضعنا خلافتنا جانباً وتوحدنا في الحرب ضد الفساد."

- عمر فاضل صالح، 37، المدير التنفيذي لمؤسسة الحق لحقوق الانسان، الانبار.

 

يعمل كل من الاتحاد الأوربي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشكل وثيق حالياً على مشروع "التحكيم ومكافحة الفساد في العراق" والذي يعد مكملاً لجهود العراق في تحسين المسائلة وبشفافية في جميع مؤسسات الدولة، يدعم المشروع جهود العراق في محاربة الفساد من خلال دعم المؤسسات في مراجعة قوانين مكافحة الفساد وتقديم تدريبات متخصصة الى المحققين في قضايا الفساد وقضاة النزاهة.