كشف الحقيقة: الصحفيون العراقيون يحاربون الفساد وجهاً لوجه

اقرأ كيف يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع وسائل الإعلام لتعزيز التحقيقات الاستقصائية حول الفساد في العراق

2 مارس 2023

يتفاعل المشاركون بنشاط مع المدربين خلال الجلسات

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

لا يزال الفساد يمثل مشكلة كبيرة في العراق ويعتبر التقدم في مكافحته محدوداً، فإن تمكين وسائل الإعلام والمجتمع المدني للإبلاغ عن الفساد والتحقيق فيه يعزز الشفافية والمساءلة وهما أمران ضروريان لمجتمع يعمل بكفاءة. و تعمل مجموعة من الصحفيين الاستقصائيين الشباب والمصممين بجد لكشف الممارسات الفاسدة وتعزيز الشفافية.

تمكين الصحافة الاستقصائية

تلقى 26 من الصحفيين الشابات و الشباب من ممثلي المجتمع المدني تدريباً في مجال الصحافة الاستقصائية والتقارير بدعم من مشروع مكافحة الفساد والتحكيم التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ان المتدربين مجهزون اليوم بشكل أفضل لإجراء تحقيقات متعمقة ومحاسبة من هم في السلطة.

 

تبلغ ضحى الشمري 29 عاماً وهي معلمة وناشطة حقوقية من بابل و واحدة من الصحفيين. أسست هي وزملاؤها منظمة لكشف الفساد، وركز تحقيقهم الأخير على الالتزامات المالية التي تعهدت بها الحكومة تجاه معالجة الفساد. تقول ضحى: "إن عملنا مهم لمحاربة الفساد وزيادة المساءلة في العراق". 

التدريب المختص بأساليب التحري

قدم أكثر من 200 شخصاً من ممثلي المجتمع المدني والصحفيين المؤهلين للمشاركة في التدريب المتخصص للمشروع على تقنيات التحقيق وإعداد التقارير بعد عملية تصفية المتقدمين والتدقيق في مجال خبراتهم تم اختيار 26 مشاركاً في السلسلة الأولى من التدريبات. 

تبلغ جميلة حاتم ياسين 35 عاماً وتعمل كمعلمة علم اجتماع ومسؤولة علاقات عامة في منظمة نساء الأنبار، وتعمل جميلة على تقرير استقصائي حول ضحايا المختفين قسرياً الذين حُرموا من حقوقهم الأساسية. وتشارك جميلة رأيها وتقول: "ساعدنا هذا التدريب في إجراء تحقيقات متعمقة ومحاسبة المسؤولين على أفعالهم". 

قُدم التدريب المتخصص على تقنيات التحقيقات الصحفية في أربعة أجزاء على مدى خمسة أشهر كل منها لمدة ثلاثة أيام. اكتسب المشاركين خلال ذلك الوقت فهماً أعمق لكيفية معالجة وسائل الإعلام للقضايا المتعلقة بالأشكال الشائعة للفساد والإبلاغ عنها.

حماية الصحفيين والمصادر

وعلى سبيل المثال خلال جلسة حول الأمن السيبراني تعلمت ضحى وجميلة كيفية حماية بياناتهما من الهجمات الرقمية. وتضيف ضحى: "نحتاج إلى التحلي بالأمان وحماية بياناتنا عند العمل على التحقيقات". 

يدرك الصحفيون دورهم الحاسم في الكشف عن المعلومات المهمة ونشرها للجمهور ومع ذلك غالباً ما يتم استهدافهم بسبب المعلومات الحساسة التي ينشروها، تقول جميلة "نحن نؤمن بشدة بأن على الحكومة حماية الصحفيين العاملين في الموضوعات المتعلقة بالفساد وسن القوانين لحماية عائلاتنا. إن عملنا حاسم في تعزيز الشفافية والمساءلة في العراق ونحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على الإبلاغ دون خوف من التهديدات أو الترهيب من قبل من لديهم السلطة. إن حماية الحكومة أمر حيوي بالنسبة لنا لمواصلة عملنا والمساهمة في مستقبل أفضل للعراق".  

كما تضمن التدريب جلسات حول حماية المبلغين عن المخالفات وهي مصممة خصيصاً لتقديم حماية سرية المصادر. يقول حسن موسى إسماعيل البالغ من العمر 27 عاماً وهو ناشط مدني من محافظة دهوك " كان التعرف على الحماية القانونية المتاحة للمبلغين عن المخالفات وكيفية الحفاظ على سرية هويتهم أمراً اساسياً لكي اكتشف المخالفات بشكل فعال ومحاسبة من هم في السلطة. أشعر الآن أكثر ثقة من قدرتي على حماية المصادر التي تتقدم لتزودني بمعلومات حساسة". 

 تضمنت إحدى الجلسات تدقيق الحقائق وكيفية دمجها في التقارير الاستقصائية. ويعتبر هذا عنصر أساسي في التقارير الاستقصائية لأنه يتضمن الدقة والمصداقية في إعداد التقارير. يضيف خطاب عزيز سليمان، 35 عاماً، الباحث في منظمة "قف" للمراقبة والتنمية، "في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، من المهم أكثر من أي وقت مضى التأكد من أن المعلومات التي نقدمها دقيقة ويمكن الوثوق بها. التأكد من الحقائق هو أحد أفضل الطرق للتأكد من أن تقاريرنا موثوقة ويمكنها تحمل التدقيق."". 

غطت الجلسات تقنيات البحث والمقابلات والأمن الرقمي وتحليل البيانات والتحقق من الحقائق. بالإضافة إلى ذلك غطى التدريب أفضل الممارسات من جميع أنحاء المنطقة والقضايا القانونية والأخلاقية ذات الصلة بالصحافة الاستقصائية بما في ذلك استخدام الكاميرات الخفية والآثار القانونية لنشر المعلومات الحساسة. 

أصبح الصحفيون اليوم مثل حسن وجميلة وضحى وخطاب أكثر ثقة في أداء عملهم وتعزيز الشفافية والمساءلة. من خلال الاستمرار في دعم وتدريب الصحفيين الشباب يمكننا أن نأمل في مستقبل أكثر إشراقاً للعراق.

حول المشروع:

يتعاون الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حالياً في مشروع "مكافحة الفساد والتحكيم في العراق" ، الذي يبني على جهود العراق لتحسين الشفافية والمساءلة عبر مؤسسات الدولة. يدعم المشروع مكافحة العراق للفساد من خلال دعم المؤسسات لمراجعة قوانين مكافحة الفساد وتوفير تدريب متخصص عند الطلب لمحققي الفساد وقضاة النزاهة.