تمكين المجتمعات يعيد اليها الثقة والاعتماد على الذات

23 أكتوبر 2018

سكان قرية الرقة العليا والسفلى يتشاركون ببناء جدار استنادي

أثّرت الحرب في اليمن بشكل كبير على اليمنيين وأجبرتهم على فقدان الأمل في تحسن الأمور في أي وقت قريب مع دخول الحرب عامها الرابع. فقد أدّت الحرب، ومن عدة نواحي، إلى اضعاف معنويات الناس واعتمادهم على أنفسهم.

في قرية الرقة العليا والسفلى، إحدى المجتمعات الكبيرة والهشة، في مديرية شرِس بمحافظة حجة، يعاني السكان من الأمراض منذ فترة طويلة. ويعاني سكان القرية، البالغ عددهم 870 شخصاً، من الملاريا والإسهال منذ أن غمرت مياه السيول مصدر المياه الوحيد في القرية (بئر غير محمية) ولوثتها بمياه الأمطار ومخلفات الحيوانات وأوراق الأشجار منذ عام 2016.

ظل الوضع كما هو حتى أطلق فريق تمكين (فريق بناء القدرات) التابع للصندوق الاجتماعي للتنمية عدة حملات توعوية في القرية لتوعية السكان بأسباب هذه الأمراض. وشملت جلسات التوعية الرجال والنساء على حد سواء، وكان الهدف منها تثقيف وتمكين السكان كجزء من مشروع الحماية الاجتماعية لصمود المجتمعات الذي يموله ويدعمه الاتحاد الأوروبي.

بدأ نشاط اشراك المجتمع بتشكيل مجلس القرية التعاوني لإحياء روح العمل الجماعي بين افراد المجتمع المحلي وتمكينهم ومساعدتهم على تحديد احتياجاتهم وأولوياتهم المجتمعية ومن ثم تحقيقها من خلال المبادرات المجتمعية.

بعد ذلك، تم تنظيم جميع أفراد المجتمع من الرجال والنساء وتحفيزهم لتنفيذ أول مبادرة للمساعدة الذاتية. اخذ الجميع أدواتهم وبدأوا بإزالة الأشجار حول البئر وبناء جدار استنادي، ومن ثم قاموا بتنظيف البئر من جميع النفايات التي سقطت فيه. وعند الانتهاء من ذلك، أصبح لديهم مصدر أنظف بكثير للمياه الآمنة والعذبة.

عبّر سكان القرية بعد أن شاهدوا نتائج عملهم عن امتنانهم العميق لفريق "تمكين" لمساعدتهم في إعادة الثقة والاعتماد على الذات التي يتحلّون بها. فهم الان يشعرون بالقدرة على حل مشكلاتهم الخاصة باستخدام مواردهم وقدراتهم، كما يتفقون ايضاً على روح العمل الجماعي والمشاركة الكاملة للمجتمع فيما يتعلق بأولوياتهم المجتمعية.

برنامج تمكين التابع للصندوق الاجتماعي للتنمية هو برنامج للتمكين من أجل التنمية المحلية، حيث يعمل على حشد المجتمعات لقيادة التنمية الخاصة بها على أساس أولويات القدرة على الصمود. نهج التمكين التابع للصندوق الاجتماعي للتنمية يتمثل في تمكين المجتمع بشكل مستدام من حل مشكلاته من خلال تنفيذ مبادرات المساعدة الذاتية وعدم الاعتماد بشكل كامل على المساعدة الخارجية كلما كان ذلك ممكناً.

مشروع الحماية الاجتماعية لتعزيز صمود المجتمعات هو مشروع يموّله ويدعمه الاتحاد الأوروبي ويُنفّذ بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق الاجتماعي للتنمية. يهدف المشروع البالغة كلفته 28 مليون دولار أمريكي إلى تعزيز القدرة الشرائية للمجتمعات الهشة، وترميم البنية التحتية المجتمعية وتحسين الوصول إلى الخدمات الرئيسية وتقديمها من خلال العمالة القصيرة الأجل، وتوفير معدات الطاقة الشمسية وإعادة تأهيل منشآت الرعاية الصحية وبناء قدرات المجتمعات والسلطات المحلية.


***

مشروع الحماية الاجتماعية للمرونة المجتمعية (SPCRP)  بتمويل من قبل الاتحاد الأوروبي (EU) بمبلغ 28 مليون دولار أمريكي و تنفيذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD). يهدف المشروع إلى تعزيز القدرة الشرائية في المجتمعات الضعيفة مع استعادة البنية التحتية للمجتمع، وتحسين الوصول إلى الخدمات الرئيسية ، وبناء قدرات المجتمعات والسلطات المحلية.