دعم الرعاية الصحية للأمهات في ريف اليمن

7 أبريل 2024

تُواجه النساء في قرية شعب المزارية، بمديرية باجل، محافظة الحديدة، تحديات صحية تهدد حياتهن مع كل ولادة جديدة. فغياب مراكز الطوارئ للتوليد يُجبرهن على خوض غمار تجربة الولادة في ظروف بدائية، تُعرضهن لمخاطر جسيمة.

قرية شعب المزارية، مديرية باجل، محافظة الحديدة

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

تروي ملاح ساجد، أم لستة أطفال، قصصاً مُفجعة عن معاناة النساء أثناء الولادة.

 "يمتن النساء هنا أثناء الولادة، وكذلك أطفالهن. لا يوجد أطباء أو قابلات أو حتى وحدة طوارئ للتوليد قريبة. يعتمدن على عدد قليل من النساء الأكبر سناً ذوات الخبرة المتواضعة في التوليد، لكن هذا ليس كافياً".

ولا تقتصر المخاطر التي تتعرض لها النساء على الولادة في المنزل، بل تمتد إلى أبعد من ذلك. حيث يشكل الوصول إلى المرافق الصحية في باجل، والتي تبعد 31 كيلومتراً، مشقة للعديد من الأسر. فوعورة الطريق وتكاليف النقل المرتفعة  يقف عائقًا كبيرًا أمام الرعاية الصحية الأساسية للكثيرين من أبناء المجتمع.

ملاح ساجد، أم لستة أطفال، تتحدث عن التحديات التي تواجهها النساء أثناء الولادة في قرية شعب المزارية بمحافظة الحديدة.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

ولكن، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ساعد الصندوق الاجتماعي للتنمية في إنشاء لجنة فرعية في عزلة الخلفية. حيث كانت اللجنة مسؤولةعن تحديد احتياجات مجتمعهم ووضع خطة عمل وفقًا لذلك.

ولعبت النساء الأعضاء في لجنة التنمية الفرعية دورًا رائدًا في إيصال صوت النساء الريفيات الأخريات وتسليط الضوء على الحاجة الملحة لخدمات التوليد الطارئة والولادة الآمنة. وفي نهاية المطاف، اتفق أفراد المجتمع على ضرورة بناء وحدة الطوارئ التوليدية.

وكجزء من تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن(الصمود الريفي 3)، قام الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD) بدعم المجتمع في شعب المزارية لبناء وحدة توليد طارئة منقذة للحياة.

وعن أهمية التدخل من أجل توفير خدمات الرعاية الصحية للأمهات، يقول وليد عامر، مهندس في الصندوق الاجتماعي للتنمية: " هذا المشروع حيوي حيث  يخدم مجتمعًا يضم 8000 شخص في مكان يبعد عن أي مركز طبي آخر." وأضاف: "كان الحصول على الرعاية الصحية تحديًا كبيرًا لهؤلاء السكان. والآن، تجلب هذه الوحدة الأمل وتعد بالولادة الآمنة".

وليد عامر، مهندس في الصندوق الاجتماعي للتنمية، يسلط الضوء على الأثرالإيجابي للتدخل على المجتمع.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

وفي أثر التدخل يقول علي عايش، مدير اللجنة المجتمعية في شعب المزارية : " الوحدة ستخدم الجميع وتُشعر ابناء المنطقة بالأمان." واضاف :" فرح الرجال والنساء والآباء والأمهات ببناء الوحدة الصحية، وساهم الجميع من اجل انجاح المشروع."

كما أوضح قائلاً: "لن يضطر الأهالي بعد الآن إلى الذهاب إلى الوحدات الصحية البعيدة في مديرية باجل - فوحدة الطوارئ متاحة للجميع بتكلفة نقل معقولة 3,000 ريال بدلاً من 30,000."

رئيس اللجنة المجتمعية في شعب المزارية، علي عايش، يتحدث عن الدور المهم الذي تلعبه وحدة الطوارئ من أجل الولادة الآمنة في قريته.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

أدى استثمار بقيمة 230,000 دولار أمريكي إلى إحداث تحول في الوصول إلى الرعاية الصحية في 11 مديرية في محافظات تعز وأبين ولحج والمحويت والحديدة. وتضمنت المبادرة إنشاء أو توسعة خمس وحدات صحية وبناء وحدة طوارئ للتوليد، مع استمرار أعمال البناء لخمس وحدات إضافية. يُمكّن هذا الاستثمار الحيوي ما يقرب من 24,000 شخص في المناطق الريفية في اليمن من الوصول إلى خدمات رعاية صحية أفضل.

وحدة الطوارئ للتوليد المشيدة حديثاً، مديرية باجل، محافظة الحديدة.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

بتمويل من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والشريك المحلي، الصندوق الاجتماعي للتنمية، بتعزيز تقديم الخدمات الصحية الحيوية من خلال إنشاء مبادرات مجتمعية مدمجة وتنفيذ مشاريع صغيرة النطاق لتحسين البنية التحتية الصحية في ريف اليمن.

تم تنفيذ هذه الأنشطة كجزء من تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن (الصمود الريفي 3)، والذي يهدف إلى تعزيز قدرة المجتمعات المتضررة من الأزمات على الصمود من خلال خلق سبل عيش مستدامة والحصول على الخدمات الأساسية.