الأسبوع العالمي لريادة الأعمال 2020: تعرف على خريجي برنامج القيادات الشابّة

17 نوفمبر 2020

منذ العام 2015، أشرك برنامج القيادات الشابّة (YLP) 90 شابّاً وشابّةً من جميع أنحاء اليمن وذلك من خلال معسكرات الابتكار السنوية، والهاكاثون، وورش العمل التي تهدف إلى تعزيز قدرتهم على الاستجابة للتحديات الحساسة التي تواجه اليمن في الوقت الراهن.

بدون تدخل مناسب ومع ما نسبته 24٪ من الشباب والشابات عاطلين عن العمل أو لا يتقاضون أجوراً كافية، يواجه اليمن كارثة اقتصادية وإنسانية متفاقمة. من خلال التدريب وبناء القدرات، يقدم البرنامج للشباب الأدوات اللازمة لتطوير حلول فريدة ومبتكرة لمواجهة تحديات الحياة الواقعية وتعزيز أجندة 2030 وأهدافها السبعة عشر.

هذا العام وبمناسبة الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، نحتفل بالنجاح المستمر لخريجي البرنامج من صانعي التغيير في اليمن. تعرّف على ثلاثة شباب يمنيين تمكنوا من ترجمة أفكارهم إلى واقع عملي.

 

جمال إعادة تدوير النفايات: "قص وإبداع" - اليمن

اعتادت دينا أن تكون طالبة متميزة وطموحة في مجال الأزياء، ولكن بسبب تداعيات الصراع المستمر توقف مجال دراستها في المناهج الجامعية منذ عام 2015. كادت دينا أن تصاب بالإحباط ولكنها لم تحبط بل بدأت رحلة جديدة جمعت فيها شغفها بالتصميم مع معضلة حيوية مجتمعها ألا وهي (إعادة تدوير النفايات).

بدأت دينا بتجربة الأفكار وتصميم المنتجات والتوزيع لكنها كانت تفتقر إلى المهارات اللازمة لإدارة مشروعها على نطاق واسع. هذا عندما انضمت دينا إلى البرنامج في عام 2017.

أصبح لدى دينا الآن طريقة للناس ليروا كيف قد تصبح القمامة كنزًا ومن هنا تولدت فكرة "قص وإبداع". مجموعة متكاملة من حوامل الأقلام والفرش والجِرار المصممة خصيصًا، والمصنوعة من مواد يمنية معاد تدويرها بنسبة 100٪. تخطط دينا أيضًا لإنتاج دفاتر من الورق المعاد تدويره بمجرد حصولها على التمويل اللازم لشراء الآلات.

بعد اكتسابها فهمًا أعمق لمهارات العمل المطلوبة لإدارة الإنتاج والتوزيع على المدى الطويل، استطاعت دينا أن تدرك تماماً الأثر الإيجابي في اليمن الذي يمكن أن تكون هي السبب وراءه. الإدارة الفعالة للنفايات الصلبة تعاني من نقص شديد في الموارد والتمويل، ما يتسبب دوماً في أن تمتلئ الشوارع ومجاري المياه بالنفايات.

لا يزال الدافع الأساسي لدى دينا اليوم هو تجميل العالم من حولها وحمايته. مجموعتها من المنتجات متاحة محليًا في فروع مكتبة الجيل الجديد وكذلك ورقة وقلم للقرطاسية والأدوات المكتبية، و متوفرة أيضاً عبر الإنترنت من خلال صفحة الفايسبوك Create & Cut.


الطاقة لريف اليمن: الغاز الحيوي للجميع

أراد عمر حلاً لثلاث مشاكل: (1.) القدرة المحدودة على الحصول على الطاقة بأسعار معقولة في الريف اليمني؛ (2.) المخاطر الصحية المحتملة نتيجة الطبخ على نار مفتوحة داخل المنزل؛ و (3.) إلقاء النفايات العضوية التي تساهم في انبعاثات غاز الميثان والتي قد تساهم في انتشار محتمل للكوليرا والأمراض المعدية الأخرى.

مع مبدأ "ليس هناك تحدي لا يمكن التغلب عليه"، انضم عمر إلى البرنامج بنسخة عام 2017. يقول عمر: "كان برنامج القيادات الشابة هو الشيء الرئيسي الذي مكنني من إطلاق مشروع الغاز-الحيوي الخاص بي، والذي تطور إلى حل مبتكر لاستدامة أكثر للمجتمعات وكان له تأثير كبير على المجتمعات اليمنية".

مع انطلاق تقنيات الطاقة الجديدة والمهارات اللازمة لتصورات حلول الغاز-الحيوي الخاصة به وانشاءها، بدأ عمر في طرح مصانع الغاز-حيوي صغيرة الحجم المصممة لتمكين التحلل السريع للنفايات العضوية، لضمان أقصى إنتاج للغاز الحيوي، ونقل طاقة فعّالة وبأسعار معقولة إلى مجتمعات الريف اليمنية.

بعد إطلاق مبادرته، حصل عمر على جائزة الأمم المتحدة للبيئة الشبابية وجائزة الأمم المتحدة لأبطال الأرض. يواصل عمر اليوم مهمته من أجل يمن أكثر خضرة من خلال "الغاز-الحيوي للجميع" مع ثلاث وحدات تعمل حاليًا وخطة للتوسع إلى 20 في جميع أنحاء اليمن.

مساحة لسرد القصص للنساء: شتخلونا نعيش!

في اليمن، تشغل النساء 10٪ فقط من المذيعين والمراسلين والضيوف والخبراء ومصادر المعلومات في التلفزيون اليمني. عندما عرفت بذلك نسمة، الناشطة الاجتماعية الشابة، قررت المشاركة في إنشاء مساحة على الإنترنت للنساء لسرد ورواية قصصهن.

"شتخلونا نعيش!" منصة تم تصميمها للتواصل الاجتماعي وتم نشر الرسوم المتحركة والقصص عليها لتعكس وتجسد حياة وخبرة المرأة اليمنية.

اكتسبت فكرة نسمة زخمًا، ولكن بعد مشاركتها في برنامج القيادات الشابة في نسخة عام 2017، حيث تعلمت عن التفكير التصميمي واعداد الموازنة والنمذجة والتمويل الجماعي، بدأت في توسيع أفكارها ووضع أهداف جديدة أكثر طموحًا لمنصتها.

تم اختيار نسمة أيضًا للانضمام إلى ورش العمل الإقليمية للبرنامج في مصر ولبنان، حيث تعرّفت على أفكار جديدة وشاركت مع رجال وسيدات أعمال شباب من مختلف الجنسيات والخلفيات.

منذ عام 2017، "شتخلونا نعيش!" توسعت وحصلت على دعم تمويلي دولي وتستعد للمرحلة الثانية، والتي ستدعم خلالها إنتاج التوعية والمنتجات التي تدافع عن حقوق المرأة وتغيير الصور النمطية.

برنامج القيادة الشابّة هو مبادرة من المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تتمثل مهمة البرنامج في الاستثمار في الشابات والشبان في جميع أنحاء المنطقة لإطلاق العنان لإمكاناتهم ليصبحوا مبتكرين اجتماعيين وقادة ومفكرين وقوة مؤثرة للتغيير في مجتمعاتهم وبلدانهم والمنطقة ككل.