استكشاف التنمية البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي
7 ديسمبر 2025
البرنامج الإنمائي أثناء تقديمه للنتائج الرئيسية للتقرير السنوي للتنمية البشرية 2025
طرابلس، 8 ديسمبر 2025 – قدمت الهيئة العامة للمعلومات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليوم تقرير التنمية البشرية العالمي لعام 2025 في طرابلس، ليبيا، تحت شعار "مسألة اختيار: الإنسان والإمكانات في عصر الذكاء الاصطناعي".
وقد أتاح عرض ومناقشة التوصيات والنتائج الرئيسية للتقرير فرصة للجهات المعنية الوطنية للانخراط في حوار استشرافي حول مسار التنمية في ليبيا في سياق التحول الرقمي والمرونة المؤسسية.
وجمع الحدث ممثلين حكوميين وخبراء في السياسات وأكاديميين وشركاء في التنمية للتأمل في مسار التنمية البشرية في ليبيا في خضم التقدم التكنولوجي والتحديات المؤسسية. ويؤكد التقرير العالمي أنه على الرغم من الفرص الهائلة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي والرقمنة، إلا أن فوائدهما لن تتحقق إلا من خلال الحوكمة الشاملة، والمؤسسات القوية، والاستثمارات التي تعطي الأولوية للقدرات البشرية.
كما شهد حدث هذا العام تدشين تقرير التنمية البشرية الوطني السابع لليبيا، الذي تعده الهيئة العامة للمعلومات بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويقدم التقرير الوطني تحليلاً مفصلاً لمؤشرات التنمية البشرية في ليبيا، مسلطاً الضوء على كيفية تذبذب التقدم بالتوازي مع السياق السياسي والأمني للبلاد.
ووفقاً لتقرير التنمية البشرية العالمي لعام 2025، تظل ليبيا ضمن فئة "تنمية بشرية مرتفعة"، حيث تحتل المرتبة 115 من أصل 193 دولة، بقيمة 0.721 لمؤشر التنمية البشرية (HDI) في عام 2023. ويشير التقرير إلى أن ليبيا لا تزال تظهر قوة في مؤشرات الدخل، في حين تأثر التقدم في مجالي الصحة والتعليم بسنوات من عدم الاستقرار وتفاوت مستوى تقديم الخدمات.
ومقارنة بدول المنطقة، يتفوق أداء ليبيا على المغرب ومصر، وتظل قريبة من نظرائها في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة. ويسلط التقرير الضوء على أنه مع استمرار الاستثمار في رأس المال البشري، والنظم الصحية، والتعليم، فإن ليبيا تمتلك القدرة على التقدم إلى فئة "تنمية بشرية مرتفعة جداً" في السنوات المقبلة. كما يؤكد التقرير الوطني أنه عند استعادة الاستقرار، فإن ليبيا لديها القدرة على استعادة الزخم، مدفوعة برأس مالها البشري، وقاعدتها الاقتصادية، وإمكاناتها الرقمية.
وصرح المهندس عبد الباسط الباعور، رئيس الهيئة العامة للمعلومات، قائلاً: "يعد تقرير التنمية البشرية الوطني أداة رئيسية نطلق عبرها نقاشًا وطنيًا موسعًا يتمحور حول الإنسان. سيتناول هذا الحوار كيفية بناء اقتصاد وطني عالي الجودة وتمكين مجتمعنا من تسخير الإمكانات الكاملة للبيانات والذكاء الاصطناعي، كل ذلك بما يتوافق مع المعايير الوطنية والدولية.".
من جانبها، قالت الدكتورة صوفي كيمخدزه، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "بينما يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الطريقة التي نعيش ونعمل بها، فإن هذه فرصة عظيمة لليبيا لشق طريقها الخاص، وهو طريق يخدم فيه الابتكار الرقمي الناس، ويحمي الحقوق، ويسرع عجلة التنمية البشرية".
وسيستند تقرير التنمية البشرية الوطني إلى هذه الرؤى لتوجيه عملية صنع السياسات والتخطيط الوطني القائم على الأدلة، مما يعزز دور البيانات والابتكار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.