جودة التعليم: البرنامج الإنمائي مُلتزم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة في العراق

يتبادل المعلمون والطلاب في جميع أنحاء العراق وجهات نظرهم حول أهمية الاستثمار في التعليم الجيد.

24 يناير 2023

طلبة مدرسة أم كلثوم الابتدائية في الفلوجة، التي أُعيد تأهيلها من قِبل برنامج إعادة الاستقرار، خلال حِصة اللغة العربية. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

يُقدر عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بـ 3.2 مليون طفل* في العراق حيث أدت عقود من الصراع ونقص الاستثمار إلى إعاقة ما كان في السابق أحد أقوى أنظمة التعليم في المنطقة.

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 24 من كانون الثاني اليوم العالمي للتعليم، إحتفاءً بدور التعليم في السلام والتنمية حيث لا يمكن ان تنجح البلدان النامية بكسر حلقة الفقر التي تترك ملايين الأطفال والشباب والكبار وراءهم، من دون تعليم جيد وفرص معيشية مناسبة للجميع.

تحدث برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى المعلمين والطلبة العراقيين حول أهمية التعليم في بناء طريق لمستقبلٍ واعِد.

نور في قسم العلوم في جامعة الموصل، أُعيد تأهيل الجامعة من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال برنامج اعادة الاستقرار. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

التعليم يوفر الاستقرار

"يفتح التعليم العالي آفاقاً جديدة ويوفر الاستقرار للنساء والفتيات، سواء كان ذلك من خلال التطوير الوظيفي أو ريادة الأعمال، فأنا أستخدم التعليم لبناء خبرتي ودخول سوق العمل بقوة." نور ميسر دحام، 22 سنة، طالبة في السنة الرابعة في قسم العلوم، جامعة الموصل.

يؤدي الحصول على تعليم جيد إلى زيادة فرص الشابات والشباب في الحصول على وظيفة أفضل ويفتح اّفاقاً جديدة ويوفر الاستقرار في الحياة. تُضيف نور: "أُشجع النساء العراقيات على عدم الاستسلام أبداً فقد عانينا من الكثير من الصدمات معاً دعونا الآن ننهض ونُعيد البناء. آمل أن أرى المزيد من النساء والفتيات يلتحقن بالتعليم العالي والجامعي والمزيد من العائلات تخلق بيئة تسمح لهم للقيام بذلك. فعند استقرار كُلٍ منا، سيساهم ذلك في استقرار العراق.". جُهِز قسم العلوم في جامعة الموصل وإعيد تأهيله من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة.

فتيات يلعبن في فناء مدرسة حطين الابتدائية للبنات في حديثة، والتي أُعيد تأهيلها من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال برنامج اعادة الاستقرار. الصورة: برنامج الامم المتحدة الانمائي

التعليم يسمح بالاعتماد على الذات

"التعليم هو الطريق إلى تطوير الذات حيث يفتح الفرص ويقلل من عدم المساواة. "إنها حجر الاساس لتحسين مجتمعنا و هي المحرك الرئيسي للتنمية المستدامة". سوسن محمد بكر، 55 سنة، مدرسة في معهد الفنون الجميلة في كركوك.

 

تؤمن سوسن إيماناً راسخاً بأن الحصول على تعليم جيد يسمح للشابات والشباب العراقي بتحقيق الاستقلال. وتضيف: "يساعد التعليم على زيادة قدرتُنا على التفكير والتصرف بعقلانية". كما تؤكد بأن التعليم يسمح للفتيات والشباب بالاستقلالية المالية واتخاذ قراراتهم بأنفسهم.

تؤدي سوسن العديد من الأدوار، فهي أيضاً منسقة مجموعة نساء كركوك من أجل السلام التي يدعمها برنامج التماسك المجتمعي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

 

صف في معهد الفنون الجميلة في كركوك. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

يخلق التعليم فرصاً اقتصادية

"أحببت العلوم طيلة حياتي وأردت دوماً أن اعمل في هذا المجال، وأشجع طلابي وطالباتي على اغتنام كل فرصة تأتي في طريقهم لبناء حياتهم المهنية سواء كان ذلك في القطاع الخاص أو العام أو التعليمي،" الدكتورة ذكرى علي، 54 عاماً، رئيسة قسم الكيمياء الاحيائية في جامعة الموصل.

 

تؤكد ذكرى أن المجتمع المتعلم هو مفتاح النمو الاقتصادي. "نحتاج إلى إستمرار الأشخاص في التعلم والبحث ليظلوا دائماً مبتكرين وعالمين بمحيطهم. أتمنى الأفضل لطلابي، وخاصة النساء في صفي. آمل أن يشجع التعليم الشابات على بدء الأعمال التجارية وخلق المزيد من الفرص الاقتصادية".

شهد من مدرسة عين الحصان الابتدائية، سنجار، التي أعيد تأهيلها من قبل برنامج اعادة الاستقرار. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

التعليم ضروري لتحقيق المساواة

ستكون شهد، 10 أعوام، أول فتاة من عائلتها تتلقى تعليماً رسمياً وهي حالياً في الصف الرابع في مدرسة عين الحصان الابتدائية في سنجار. تقول شهد: "دُمرت مدرستي خلال الصراع ضد داعش، واعتقدت بأنني لن أعود إلى المدرسة أبداً. لكني اليوم سعيدة بلقائي بأصدقائي. أنا فخورة بكوني أول فتاة ترتاد المدرسة في عائلتي. أُريد أن أضمن دراستي وأن أصبح شخصاً يقتدى به في يوم من الأيام، شخص يمكنه خدمة عائلتي وأهالي قريتي".

أطفال أثناء العطلة في مدرسة عين الحصان الابتدائية في سنجار، والتي أعيد بناؤها من قبل برنامج اعادة الاستقرار. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

يضمن التعليم مستقبلاً أفضل

رقية محمد عويد، 27 عاماً، معلمة في مدرسة ابتدائية في الأنبار، تستمتع بالتدريس ورواية القصص ونقل المعرفة بطريقة تلهم طلابها لتحقيق أحلامهم الكبيرة. تقول رقية "يوفر التعليم الأساس لمستقبل ناجح. إنها أفضل طريق لتحقيق أهداف المرء".

بعد ساعات الدوام المدرسي، أصبحت رقية عضواً نشطاً في مجموعة نساء الأنبار من أجل السلام التي يدعمها برنامج التماسك المجتمعي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتود استخدام التعليم لتحفيز طلابها على تحقيق أحلام كبيرة لمستقبل العراق. "التنمية هي بذرة تنبع جذورها من أساس تعليمي متين يضمن التفكير المستقل نحو أهداف محددة."

 

حول برنامج الامم المتحدة الانمائي:

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو منظمة الأمم المتحدة الرائدة التي تكافح من أجل إنهاء ظلم الفقروعدم المساواة والتغيير المناخي. يشمل عملنا في العراق إعادة بناء وتحسين مرافق التعليم التي تضررت أثناء الصراع مع داعش لضمان المساواة والشمول في الحصول على تعليم تقني ومهني عالي الجودة وبأسعار معقولة وهو مفتاح التنمية المستدامة. اقرأ المزيد عن عمل البرنامج هنا.

 

* المصدر:  منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) و منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)