تشجيع السلام والتماسك الاجتماعي وبناء الثقة المجتمعية مع السلطات المحلية في العراق

28 أبريل 2022

الصورة: المشاركون في ورشة العمل. 2022

عقب تحرير المناطق التي إستولی عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) داخل العراق، وبذلت جهود كبيرة لاعادة بناءُ البنیة التحتیة وأُعادة تأسيسُ الروابط المجتمعية، غير أنّه وبسبب الشرخ العميق الذي سببه النزاع في تلك المناطق لا بد من مواصلة العمل على تعزيز الثقة بين كافة فئات ومكونات المجتمع  وكذلك مع السلطات المحلية بما فيها الجهات الامنية.

وهنا يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، بالشراكة مع منظمة النجدة الشعبیة (PAO)، وبالتعاون مع تحالف الأقليات العراقية والكفاح من أجل الإنسانية، بتمكين وإشراك السلطات المحلية والآليات المجتمعية لتعزيز التماسك الاجتماعي في اثنتي عشرة منطقة في نينوى وكركوك و بدعم من هولندا.

یتمثلُ الهدف الرئيسي للمشروع بدعم السلطات المحلية وأفراد الأمن والشرطة والشرطة المجتمعية بالموارد اللازمة لحل النزاعات وتعزیز ثقة المجتمع بهم وتمكينهم من التواصل المجتمعي لتیسیر العمل المشترك نحو مجتمع متكافل يسعى لتحقيق السلم والتماسك المجتمعي . کما يشتمل المشروع وضع منهج لبناء السلام وبرامج بناء قدرات للسلطات المحلية المعنیة والآليات المجتمعية واستضافة جلسات للحوار المجتمعي والوساطة وتيسير اتفاقیات محلية مشتركة للسلام.

الصورة: المشاركون في ورشة العمل. 2022

وقد شارك ممثلون عن خمس وعشرين جهة تابعة للسلطات المحلية من قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى في الدورة التدريبية الأولى في الفترة من 21 إلى 23 نيسان/أبريل في دهوك، والتي نُفّذت لتمكين المشاركين في مجال تحديد أسباب النزاع وتحليله وتقنيات إدارة النزاعات ومهارات الحوار والوساطة.

الصورة : قائممقام تلعفر قاسم محمد شريف.2022

یقول قائممقام قضاء تلعفر ، قاسم محمد شريف:

"عندما بدأت العمل في منصبي، فتحت الباب أمام أي مواطن يريد مناقشة أي قضية والتحدث معي على انفراد أو في البیت أو عبر الهاتف. فنحن نتعامل مع الحساسيات الطائفية وخطاباتها من خلال إتباع الحوار المفتوح. ففي تلعفر نتفق على أنّ جميع الناس مدعوون للعودة إلى المنطقة، بوجود أربع مجموعات مستثناة؛ وهؤلاء هم الأشخاص الذين ما زالوا يؤمنون بداعش ويحرضون على نشر أيديولوجيته والقتلة ومرتكبو العنف الجنسي وأولئك الذين أساءوا معاملة النساء وصادروا حرياتهن. وقد قمنا بحثّ الأسر النازحة على العودة من تركيا وساعدنا العائدين على استعادة منازلهم. وخلال احتلال تنظيم الدولة الإسلامية، كان هناك خط مرسوم یفصل بين مجتمعاتنا. أما الآن فقد تلاشی هذا الخط ".

الصورة: ناظم صابر حسين. 2022

یقول مدير بلدية تلعفر ناظم صابر حسين:

" یحتاج قضاء تلعفر إلى التركيز على التعليم وتوازن القوى لبناء ثقة المجتمع المحلي والتماسك الاجتماعي. ونحن نعلم أنّ هناك توتر بينً فئات المجتمع المحلی، ولكنّنا لا نعرف الخلفية الحقيقية للقضايا. يمكننا التعمق في الموضوعات من خلال المناقشات المجتمعية. فالأمر الأكثر أهمية هو أن يستعيد الناس أراضيهم والأموال التي فقدوها".

الصورة: سعدو إبراهيم سعدو (في الوسط). 2022

ویقول مدير شعبة الزراعة وشیخ احدی العشائر في تلعفر، سعدو إبراهيم سعدو:

" تم تشتیت نسيجنا الاجتماعي إبَّان عهد داعش. والزراعة هي العمود الفقري في اقتصاد تلعفر وإمدادات المياه مهمة ليعمل الناس ويجدون مصدر دخل. أما الآن وعلی إثر شحة المياه، فإنَّ الكثيرين منهم باتوا دون عمل. إنَّ تشجيع الأعمال التجارية الصغيرة في تلعفر مثل تربية الماشية هو عامل اساسي لتعزيز الاقتصاد المحلي في المنطقة. وفي الخمس الی الست سنوات الماضية، دمَّر تنظيم الدولة الإسلامية جميع المشاريع الصغيرة. فقبل أن یغزو داعش المنطقة، كنت أملك أكثر من 5000 فدان من الأراضي التي کانت مصدراً لإعالة ما يقرب من 400 عائلة. لكنَّ كل شيء قد صار رماداً، وكان علينا أن نبدأ من لا شيء من جدید. فقد بدأت عملیة التعافي لكنَّها بوتیرة بطيئة".

الصورة: محمد علي عبد الله. 2022

یقول النقيب محمد علي عبد الله من الشرطة المجتمعیة:

" كشرطة مجتمعية، نحن مختلفون عن قوات الأمن الأخرى. فعندما يزورنا الناس في مكتبنا، فإَّنهم لا يرون أسلحة. في البداية، كان المجتمع ضد النساء اللاتي یقمن بزیارة مراكز الشرطة.  أما الآن، وبعد ثلاث سنوات من العمل، لدينا 45 امرأة في صفوف الشرطة المجتمعية. فنحن نعمل على معالجة مشاكل المجتمع. على سبيل المثال، خلال الأيام الأولى للتحرير، كانت أعمال النهب والسرقة منتشرة بسبب نقص إنارة الاماكن العامة. وبالنيابة عن المجتمع المحلي، زرت مديرية الكهرباء حیث قمت بإطلاع المسؤولین بخصوص المسألة الأمنية. فقاموا بتحسين قدرة المدیریة علی توفیر الکهرباء، مما أدَّی الی منع السرقة. فإحدى المهارات التي نتعلمها هي كيفية العمل في توافق مع المجتمعات المحلیة".

في عام 2020، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق برنامجاً مخصصاً للتماسك الاجتماعي مدته خمس سنوات لتعزيز مجتمعات أقوى وأکثر سلمية وتماسكاً في عموم مناطق العراق.