انهاء الانقسامات : الحوارات المجتمعية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإعادة بناء التماسك الاجتماعي في نينوى

30 نوفمبر 2023

المشاركون في مناقشة جماعية خلال الحوار المشترك الأول حول إعادة الإدماج والتماسك الاجتماعي الذي نظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في نينوى، العراق.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق 2023

مع إغلاق الستار على اخر ايام شهر تشرين الأول/أكتوبر، استضاف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أول حوار مشترك حول إعادة الإدماج والتماسك الاجتماعي في محافظة نينوى. وكان الحوار بمثابة حوارات مفتوحة بين مجموعة متنوعة من قادة الرأي لمناقشة سبل إعادة بناء الروابط المشتركة التي جمعت مجتمعاتهم معاً قبل ظهور تنظيم داعش قبل سبع سنوات.

تعتبر هذه الحوارات حول التماسك الاجتماعي ضرورية لنجاح إعادة الإدماج لا سيما في المناطق التي احتلها تنظيم داعش في السابق لأنها تهدف إلى إعادة بناء الثقة والمساعدة في مكافحة عودة ظهور التطرف العنيف والتي تعتبر أساسية للسلام والاستقرار المستدامين والتنمية الاقتصادية.

يعد التماسك الاجتماعي أمراً بالغ الأهمية لنجاح الجهود الإنسانية وجهود إعادة الإدماج في مناطق ما بعد النزاع لأنه يسهل العودة المستدامة للسكان النازحين ويعزز إعادة الإدماج ويدعم إعادة تأهيل المجتمعات المتضررة. وبدون التماسك الاجتماعي، يمكن تقويض هذه الجهود مما يؤدي إلى استمرار النزوح والتهميش.

وكان من بين قادة الرأي الـ 64 الحاضرين مسؤولين حكوميين محليين وأعضاء لجان السلام المحلية والمنظمات المجتمعية والزعماء الدينيين والقبليين والمجموعات الشبابية والنسائية وقادة المجتمع الآخرين. وركزت المناقشات على قضايا إعادة إدماج العائدين وقبولهم في المجتمع ومنع التطرف العنيف فضلاً عن احتياجات الخدمة الاجتماعية للمجتمع بأكمله.

علا زياد أحدى المشاركات وهي تستمع لجلسات الحوار.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق 2023

وقالت علا زياد إحدى المشاركات في جلسات الحوار “من خلال الحوارات والجلسات المكثفة التي أجريت في أربيل والموصل لاحظنا زيادة كبيرة في الوعي والقبول لهذه العائلات داخل المجتمع. ويعد هذا القبول المتزايد أمراً محورياً للحفاظ على رفاهية الأسر بما في ذلك الأطفال والنساء ودمجهم في المجتمع.

وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد نظم حوارات مماثلة من قبل لكن هذا هو أول حوار مشترك يجمع بين مختلف المجموعات وقادة الرأي بعد الاستجابة لتعليقاتهم المستمرة التي تطالب بإجراء حوار مشترك. وكان الهدف الأساسي هو إنشاء منصة تعاونية للمناقشات المفتوحة حول إعادة الإدماج والتماسك الاجتماعي

يستمع الشيخ فيصل العباسي باهتمام إلى نقاشات المجموعة أثناء الحوار.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق 2023

 "بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عقدنا العديد من الاجتماعات وورش العمل التي ركزت على السلام المجتمعي والتكامل في محافظة نينوى. لقد ساعدنا الانخراط في هذه الاجتماعات على تحديد وحل التحديات العديدة التي نواجها في المحافظة.

وأعرب عن أمله في أن تستمر الاجتماعات في توفير منصة للحوار الذي يعزز السلام وأن تؤسس لمجتمع آمن ومزدهر في نينوى.

وبناية جلسات الحوار التي استمرت لمدة يومين اكتسب المشاركون فهمأً لأهمية إعادة الإدماج لمجتمعاتهم وقدموا أيضاً حلولاً وتوصيات للتحديات التي يواجهونها جميعاً في المجتمع. وكانت أيضاً فرصة لهم للتعرف على وجهات نظر شرائح المجتمع الأخرى.

بالنسبة لمنال ذنون يونس (جالسة من جهة اليمين)، وهي عضوة في مجموعة السلام، فإن التحدي الأكبر الذي يواجها لا يتعلق بالإسكان أو العمل التطوعي. بل يتعلق بالفهم العام  خاصة بين الشباب وطلبة المدارس الثانوية في الفئة العمرية 15-25 سنة.

وقالت: "إن الشاغل الرئيسي هو كيفية جعل هؤلاء الشباب يرحبون بالعائدين ويضمنون الاندماج السلس للعائدين مع المجتمع المضيف"، مع تسليط الضوء على الحاجة إلى التعاون الجماعي مع المجتمعات لبناء مجتمع قائم على السلام والأمن.

 

ومن خلال تعزيز هذا النوع من الحوار والتعاون المفتوح، يأمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تمكين المجتمعات  لتولي زمام المبادرة  نحو إعادة الإدماج المستدام، مع عدم إغفال التحديات الفريدة التي تواجهها كل مجموعة أثناء العمل نحو مجتمع أكثر تماسكًا.