بالصور: تطهير ألغام الموصل

4 أبريل 2020

كانت الموصل - ثاني أكبر مدينة ومركز ثقافي في العراق - الأكثرَ تضرراً في معركة تحرير العراق من الدولة الإسلامية في العراق والشام (المعروفة أيضاً بإسم داعش).

إسهاماً في إعادةِ بناء هذه المدينة الشهيرة، تعملُ دائرةُ الأمم المُتحدة للأعمالِ المُتعلقة بالألغام (UNMAS) جنباً إلى جنب مع برنامج الأمم المُتحدة الإنمائي (UNDP) والمُنظمة الدولية للهجرة (IOM) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) وغيرها من الشُركاء الوطنيين والدوليين لإزالة المواد المُتفجرة والأشياء الخطرة الأخرى المُتبقية من الحرب.

سَيُمَكِّنُ هذا من إستعادة الخدمات المُجتمعية والبُنية التحتية الحيوية مثل المدارس والمُستشفيات والطُرُق وشبكات المياه وشبكاتِ الكهرباء.  

بعد حوالي ثلاث سنوات من تحرير الموصل، تم إزالةُ مايقربُ من 62,000 مخاطر مُتفجرة من أكثر من 1,422 موقعاً في الموصل.

تبحثُ فِرَقُ الإزالة التابعةُ لدائرةِ الأمم المُتحدة للأعمالِ المُتعلقة بالألغام عن المُتفجرات في المدينة القديمة التاريخية بالموصل والتي إحتوت بعد تحريرها حوالي عشرة ملايين طن من الأنقاض – ما يُعادل ثلاثة أضعاف أهرام الجيزة. وبَعد إزالة الألغام من الشوارع، وظَّفَ برنامج الأمم المُتحدة الإنمائي آلافاً من السُكان المحليين لإزالة الأنقاض.

تصوير: كلير توماس/برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

عَثَرَت فِرَق إزالة الألغام التابعةُ لدائرةِ الأمم المُتحدة للأعمالِ المُتعلقة بالألغام على كدسٍ من الأسلحة من صُنع داعش في مجمع مستشفى الشفاء في الجانب الأيمن من الموصل. حيثُ كان مُجمع المُستشفى أحدُ مقار داعش وتَعرَّضَ لقصفٍ شديد في معركة تحرير المدينة. ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حالياً بإعادة تأهيل خمسةِ مؤسَسات صحية مُتخصصة في المُجمع، بما في ذلك مُستشفى الأورام، وهو أكبر مؤسسة لمرضى السرطان في نينوى.


تصوير: كلير توماس/برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

يُقيمُ خبراءُ دائرةِ الأمم المُتحدة للأعمالِ المُتعلقة بالألغام دورةً تدريبية حول المخاطر المُتفجرة للمُتعاقدين في الجانب الأيمن من الموصل. يتمُ تدريب العُمال، الذين يستخدمهم برنامجُ الأمم المُتحدة الإنمائي لإزالة الأنقاض، على كيفيةِ التعرف على خطر الغام والعبوات الناسفة المبتكَرة والتصدي لها.

تصوير: كلير توماس/برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

يستعرضُ خبراءُ دائرةِ الأمم المُتحدة للأعمالِ المُتعلقة بالألغام المخاطر المُتفجرة لموظفي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والشُركاء الدوليين في مجمع الشفاء الطبي. ولايمكن البدء بأعمال برنامجِ الأمم المتحدة الإنمائي لإعادة التأهيل إلى أنْ يتمَ تطهير الموقع من قِبل دائرة الأمم المُتحدة للأعمالِ المُتعلقة بالألغام أو أحد شُركائها التنفيذيين.

تصوير: كلير توماس/برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

 

مئات من المخاطر المُتفجرة مُتكدسة في مجمع مستشفى الشفاء. تم إزالةُ حوالي 1,320 قطعة من المُتفجرات من هذا الموقع وحده بين تشرين الأول 2017 وآذار 2019.

تصوير: كلير توماس/برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

قِسم من مستشفى الشفاء المدمَّر بشدة، في الجانب الأيمن من الموصل، العراق، 8 آذار 2018. كان المستشفى في السابق أكبر مركز للرعاية الصحية في المدينة، وتَعرَّضَ لأضرارٍ جسيمة أثناء القتال بين القوات العراقية وداعش خلال 2017. في ذلك الوقت ، كانت مشاريع إعادة الإعمار جاريةً لإعادة تأهيل المُنشأة الشاسعة بعد أن قامت دائرةُ الأمم المُتحدة للأعمالِ المتعلقة بالألغام بتطهير المنطقة من الملوثات المُتفجرة. ونظراً لحجم المجمع، كانت عمليات التطهير وإعادة الإعمار تحدثان في نفس الوقت.

تصوير: جنكيز يار/دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام

تم العثور على مخبأ خِلال عمليات التطهير في منطقة "الغابات" في الجانب الأيسر من الموصل، العراق بتاريخ 8 آذار 2018. ويُعتقَد أنَّ داعش كان يستخدم هذه المنطقة كموقع للتدريب وإعادة التعليم أثناء سيطرتهم على المدينة. وقد تم تطهير المخبأ مُنذ ذلك الحين من قِبل مقاولي دائرة الأمم المتحدة للأعمالِ المُتعلقة بالألغام.

 

تصوير: كلير توماس/برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

تُوظِّفُ الشركةُ التنفيذية لدائرةِ الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، المجموعةُ الدنماركية لإزالة الألغام (DDG)، فِرَقَ الإزالة لكشف و إزالة المتفجرات من منطقة الغابات في الجانب الأيمن من الموصل. كان داعش يَستخدمُ الغابات لتخزين المُتفجرات و أسلحة أخرى.

 

تصوير: كلير توماس/برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

 

منزل في حطام قرية طيبة، مُحافظة كركوك. بالنسبة للعديد من النازحين، تعد المساكن المدمرة واحدة من أكبر العقبات التي تحول دون عودتهم. إنَّ معالجة هذه القضية صعبة وحساسة في العراق بعد إنتهاء الصراع ، خاصةً بسبب المستويات العالية من تلوث الموقع بمخلفاتٍ حربية. تُنسق المنظمة الدولية للهجرة في العراق بشكل روتيني مع دائرة الأمم المُتحدة للأعمالِ المتعلقة بالألغام لتقديم المعلومات الأساسية حول تهديد المخاطر المُتفجرة في المجتمعات المتضررة.

تصوير: أنجام رسول/المنظمة الدولية للهجرة

إزالةُ الأنقاض من منزل مدمر في الزنجيلي بالموصل. في العام الماضي، أكملت المُنظمة الدولية للهجرة في العراق مشروعاً تجريبياً في غرب الموصل، ركز على تطهير المُخلفات الحربية وإزالة الأنقاض. توسع النشاط في عام 2020 ؛ ستتم إزالةُ الأنقاض من المنازل المدمرة بالكامل في حي الزنجيلي غرب الموصل وستتم إزالة المخاطر المتفجرة من المواقع بالشراكة مع تيتراتك.

تصوير: أرام حكيم/المنظمة الدولية للهجرة

يقوم السُكان بالقربِ من الموصل بإعداد الأرض لزراعة أشجار الزيتون، كجزءٍ من برامج سبل العيش والقدرة على الصمود في برنامج الأغذية العالمي. تُساعد المشاريع الناس في العثور على عمل مرة أخرى عندما يعودون إلى منازلهم من المُخيمات، وتُمكن من الوصول إلى المياه، وتسمح للمُجتمعات باستئناف الزراعة. تم تطهير الأرض من المخاطر المُتفجرة، وذلك بفضلِ شراكة برنامج الأغذية العالمي الوثيقة مع دائرة الأمم المُتحدة للأعمالِ المُتعلقة بالألغام وخُبراء من القِطاع الخاص وشركاء آخرين

 

تصوير: برنامج الأغذية العالمي

امرأة تزرع عباد الشمس لجني البذور والزيت في حديقة منزل في قريتها بالقرب من الموصل. يعني ضمانُ سلامة المناطق من المخاطر المُتفجرة أنَّ المُشاركين في برامج برنامج الأغذية العالمي تمكنوا من زراعة الخضروات والفواكه بأمان في "حدائق المطبخ"، مما يُساعد الأُسَر على تلبية إحتياجاتهم الغذائية، وتأمين الدخل عن طريق بيع منتجاتهم الزائدة. قام المُشاركون في البرنامج بزراعةِ أشجار قابلةً للحصاد، وبُنيتوزرعت في صوبات. قام كثيرون بتحسين وصولهم إلى المياه عبر ترميم القنوات المجاورة والري الجديد أو المُصلح

تصوير: إميليان مالفاتو/برنامج الأغذية العالمي

 

 


إعادةُ الإستقرار في العراق بعد داعش

بناءً على طلب من حكومة العراق، أنشأ برنامج الأمم المُتحدة الإنمائي مرفق التمويل لتحقيق الإستقرار (FFS) في حزيران 2015 لتَسهيل عودةِ النازحين العراقيين، وإرساء أُسس إعادة الإعمار والإنعاش، والحماية من تجدد العنف والتطرف، عبر إعادة تأهيل البُنى التحتية الحيوية.

التطهير أولاً

قبل البدء في أي مهام إعادة الإعمار وإعادة التأهيل، يجب أولاً تطهير المنطقة من المخاطر المُتفجرة – العبوات الناسِفة المُبتكرة (IEDs) على وجهِ الخُصوص، والتي يسهل صنعها وتمويهها وتحويلها إلى أسلحة خطرة تهدف إلى القتل. على الرغم من سهولة تركيب العبوات الناسفة المبتكرة، إلا أنها تثبت تحدياً لجعلها آمنة، خاصة بسبب طبيعتها الديناميكية. يمكن تحويل أي أدوات منزلية إلى عبوة ناسفة مُبتكرة، مع تعرضِ الأطفال بشكل خاص للخطر.

بعد التطهير يأتي الانتعاش


أكمل برنامج الأمم المُتحدة الإنمائي في العراق أكثر من 2,300 مشروع إستقرار في 31 مدينة ومنطقة محررة في العراق، مما ساعد السُلطات المحلية على إعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات الأساسية بسرعة مثل المدارس والمستشفيات والطرق وشبكات المياه وشبكات الكهرباء. وقد ساهمت هذه الجهود في عودة أكثر من 4.6 مليون نازح.

تعملُ المُنظمة الدولية للهجرة في العراق على معالجةِ عواملِ النزاع والنزوح والهجرة الغير النظامي من خلال تعزيز قُدرة الحكومة على تقديم الخدمات، و المبادرات التي تعيد بناء الثقة بين المجتمعات، و زيادة فرص التفاعل بين المجتمع والمجتمع المدني. كما تشمل برامج الإستقرار والانتعاش إشراك المجتمع، وتعزيز سبل العيش وخلق فرص العمل، وإضفاء الصحة النفسية والدعم المعنوي والاجتماعي في المجتمعات المتأثرة بالصراع، وأيضاً مشاريع التماسك الاجتماعي؛ وإصلاح البنى التحتية من بين أمور أخرى.

ويدعمُ برنامج الأغذية العالمي 70,000 عائدً من المخيمات والمجتمعات المضيفة عبر أنشطة كسب العيش والصمود على المدى الطويل، مثل إستعادة أنظمة الري والمدخلات الزراعية وفرص التدريب. تُساعد هذه الأنشطة الأشخاص الضعفاء ومجتمعاتهم على العودة إلى العمل وتلبية إحتياجاتهم الغذائية.

 

 

في اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام، تودُ UNMAS وUNDP وIOM وWFP أن تشكر جميع موظفي الخط الأمامي الذين يُخاطرون بحياتهم يوميا لتطهير البنية التحتية الحيوية في المناطق الملوثة.