مخبز رائد: قصة المثابرة والأمل

على الرغم من الانتكاسات الاقتصادية الناتجة عن الصراع ضد داعش، ووباء فيروس كورونا ( كوفيد-19)، والصراع الأوكراني الجاري، يستمر مخبز رائد في تل عبطة بالازدهار

8 مارس 2023
UNDP_IQ_Raid_Bakery3

رائد وهو يقف أمام مخبزه، تجاوز مخبز رائد في تل عبطة العديد من التحديات الاقتصادية الناجمة عن الصراع والوباء من اجل رسم الفرحة على وجوه الزبائن بالخبز الطازج.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

لقد ولد رائد البالغ من العمر 39 عاماً في تل عبطة في نينوى، وكان يحلم دائماً بامتلاك مخبزه الخاص، بعد تحرير مدينته من داعش، نزح رائد وعائلته إلى مخيم للنازحين، عندما عادوا، رأى رائد ان هناك  فرصة لبدء عمله في المخبز وإعالة أسرته. وبدأ بتوفير الخبز للجيش والشرطة، ومع انتشار سمعته في المنطقة اصبح لديه العديد من الزبائن.

يقول رائد: "إن بدء عمل تجاري من الصفر ليس بالأمر السهل أبداً، لكنني كنت مصمماً على نجاحه من اجل عائلتي ومستقبلنا».

العودة الى العمل

بدأ رائد عمله في متجر صغير في السوق، ومع ذلك، فقد واجه العديد من التحديات، خاصة مع ارتفاع أسعار الدقيق، كان عليه أن يجد طريقة لتغطية نفقاته وفي نفس الوقت العمل على إعالة أسرته، على الرغم من هذه التحديات، ثابر واستمر في توفير الخبز الطازج واللذيذ لزبائنه.

ويضيف رائد قائلا: "الخبز ليس مجرد وظيفة بالنسبة لي، إنه شغف، أحب عمل وصفات جديدة ورؤية زبائني يستمتعون بخبزي "

UNDP_IQ_Raid_Bakery2

رائد مبتسماً وهو يحمل رغيفاً من الخبز الطازج.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.
الانتقال إلى سوق البلدية

عندما سمع رائد عن متاجر البلدية التي أعيد تأهيلها من قبل برنامج اعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، رأى ان هناك فرصة لتوسيع عمله، قام بنقل مخبزه إلى أحد هذه المتاجر ووجد أن هذا المتجر مجهز بشكل افضل ومساحته اكبر من المتجر السابق. وكان الإيجار أيضاً أرخص، مما سمح له بزيادة أرباحه.

في ما يخص دعم الأعمال التجارية كمخبز رائد، أعاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بناء ستين متجر في تل عبطة تشمل سوقاً للخضروات مع القدرة على استيعاب 50 بائعاً، ويضف رائد: " كان الدعم من متاجر البلدية مهماً جداً في نجاح عملي، أنا ممتن لإتاحة الفرصة لي لإدارة عملي في مثل هذا الموقع الرائع "، وسيساعد ذلك أيضاً على إضفاء الطابع الرسمي على الأعمال التجارية الصغرى في المنطقة والمساهمة في إيجاد سبل عيش مستدامة.

تأثير فيروس كورونا  والنزاع  الحاصل في أوكرانيا

مثل العديد من الاعمال حول العالم، تأثر مخبز رائد بجائحة فيروس كورونا، مع إغلاق المطاعم ولا يخرج الا عدد قليل من الناس من منزلهم، انخفض الطلب على خبزه. بالإضافة إلى ذلك، أثر الصراع المستمر في أوكرانيا على أسعار الدقيق، مما زاد من صعوبة الحفاظ على أرباحه.

ويقول رائد ايضاً: "لقد كان الوباء تحدياً صعباً للجميع، لكنني أعتقد أنه يمكننا التغلب عليه بالتصميم، أنا أعمل بالفعل على وصفات خبز جديدة للحفاظ على الأشياء طازجة ". " يصعب عليه جدا رؤية سعر الدقيق يرتفع بسبب الصراع في أوكرانيا، لكنني لا أستسلم ابداً. أجد دائماً طرقاً بديلة لاحافظ على استمرارية عملي ".

اليوم، على الرغم من كل هذه الصعاب، يكسب مخبز رائد ثلاث مرات أكثر مما كان عليه قبل صراع داعش حيث قام الآن بتوسيع مخبزه وتوظيف ثلاثة اشخاص آخرين.

UNDP_IQ_Raid_Bakery4

يجهز رائد الخبز الطازج لزبائنه.

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.
خطط الرائد الكبيرة 

رائد لديه أحلام كبيرة لمخبزه. يأمل في توسيع أعماله وتزويد المزيد من المطاعم بالخبز في المستقبل، كما يريد إنشاء وصفات خبز جديدة ومبتكرة للحفاظ على زبائنه. الأهم من ذلك، أنه يريد الاستمرار في إعالة أسرته وبناء مستقبل أفضل لهم. 

يقول رائد: "بصفتك صاحب عمل، يجب أن تكون قابلاً للتكيف، التحديات تتغير دائماً، ولكن إذا كنت على استعداد لتجربة أشياء جديدة، فيمكنك التغلب عليها ".

رسالة إلى أصحاب الأعمال الآخرين 

يعتقد رائد أنه يجب على أصحاب الأعمال الآخرين الاستفادة من الفرص المتاحة لهم. يشجعهم على بدء أعمالهم التجارية الخاصة والاستفادة من متاجر البلدية، مع العمل الجاد والتصميم، يعتقد أن أي شخص يمكنه تحقيق أحلامه. 

ويضيف رائد: "إلى أصحاب الأعمال الآخرين، أقول: لا تتخلى أبداً عن أحلامك، استفد من الفرص التي تأتي في طريقك، واعمل بجد لجعلها حقيقة واقعة ". 

قصة رائد هي قصة المثابرة والأمل على الرغم من مواجهته العديد من التحديات، إلا أنه لم يتخل أبداً عن حلمه بامتلاك مخبز، بمساعدة متاجر البلدية، تمكن من توسيع عمله وإعالة أسرته. قصة رائد هي شهادة على روح المقاومة البشرية وقوة التصميم. بينما يتطلع إلى المستقبل، لا يزال رائد متفائلاً جداً لما هو آتٍ. 

ويقول رائد: "أعلم أنه سيكون هناك المزيد من التحديات في المستقبل، لكنني مستعد لها. أنا متحمس لمعرفة إلى اي مستوى سيصل مخبزي، وأنا ممتن لفرصة القيام بما أحبه كل يوم ". 

يستمر مخبز رائد في الازدهار في متاجر البلدية، واخلاصه في مهنته تعد مصدر إلهام لكل من يعرفه. ان قصته تذكير بأنه بالعمل الجاد والتصميم، كل شيء ممكن، حتى في مواجهة الصعاب. 

 

 

حول المشروع تعرض متجر البلدية في تل عبطة لأضرار جسيمة خلال الصراع ضد داعش، وجرى اعادة تأهيل المتاجر من خلال برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل سخي من الحكومة الكندية. ومنذ عام 2015، عمل البرنامج مع الحكومة العراقية والجهات الفاعلة المحلية لضمان العودة الآمنة والكريمة والطوعية وإرساء الأساس لإعادة إدماج النازحين بنجاح في المجتمع. وحتى الآن، تم الانتهاء من 3,500 مشروع لتحقيق الاستقرار.