الحياة بعد الصراع: أرجان يستأنف العمل في مزرعة الألبان

أُجبر أرجان على مغادرة مكانه أثناء عمليات التحرير ضد تنظيم داعش، تاركًا منزله ومزرعة الألبان. الخاصة به. تعرفوا على قصة كفاحه للوقوف على قدميه مرة أخرى

8 أكتوبر 2022

اشترى أرجان بقرة بالاستعانة بأموال المنحة التي حصل عليها.

حقوق الصورة :منظمة الرؤية العالمية

تعرفوا على أرجان سعدون شوكت، البالغ من العمر 31 عامًا، وهو أب لثلاثة أطفال، يعيشون قضاء الطوز في محافظة صلاح الدين. كانت أعز ذكريات أرجان هي التي كان يقضي فيها وقتًا مع والده في مزرعته في ناحية ينكجة، وهي قرية تبعد خمس كيلومترات من قضاء الطوز،  ويستخدم أرجان كرسي متحرك منذ الولادة. يتذكر أرجان كيف قضى ساعات طويلة بعد المدرسة في إطعام الماشية في المزرعة. كان يحلم دائمًا بتولي رعاية مزرعة الألبان من والديه ذات يوم.

اتخذت الحياة منعطفًا مؤسفًا لأرجان، وعائلته أثناء عمليات التحرير ضد داعش. كان عليهم الخروج واللوذ بحياتهم  تاركين  خلفهم منزلاً ومزرعة . يتذكرأرجان قائلاً: "ما زلت أتذكر كيف كنا قلقين على سلامتنا. وكيف كنت أكثر قلقًا بشأن ماشيتنا".

خرج  أرجان وعائلته بين عشية وضحاها. "في إحدى الليالي  قررنا مغادرة المنزل ونأخذ الماشية معنا. حملني أخي  يونس على ظهره، هربنا نحو وسط المدينة  على بعد خمس كيلومترات من منزلنا. عندما وصلنا في صباح اليوم التالي، تلقينا خبر بأن داعش أحرق منزلنا ". يتذكر أرجان هذه الاحداث وكيف شعرت عائلته بالحزن والدمار عند سماع الأخبار.

أُجبرت عائلة أرجان على استخدام مدخراتهم لاستئجار مكان في  الطوز،  لسوء الحظ لم يكن لديهم ما يكفي من الأموال لتغذية أو توفير الاهتمام الطبي للماشية و بمرور الوقت بدأوا يفقدون ماشيتهم.

تدهورت صحة أرجان خلال هذه الفترة، وكان عليه الخضوع لعملية جراحية في العمود الفقري لإنقاذ حياته. كانت الجراحة مكلفة مما أجبر أسرته على بيع الماشية المتبقية واقتراض المال. "شعرت أنني كنت السبب الرئيسي لفقدان مصدر رزقنا الوحيد ولبيع الماشية التي كانت معنا طوال حياتنا." أجبر هذا الشعور أرجان على التركيز على صحته والعمل على بناء ما فقدوا.

عادت عائلة أرجان إلى قريتهم بعد خمس سنوات من التحرير. لقد كان أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على إعادة تأسيس مزرعة الألبان الخاصة بهم. جنبا إلى جنب مع شقيقه وزوجته ووالديه قام أرجان، بإزالة الأنقاض وبدأ في استعادة المنزل والمزرعة ببطء. "لقد قمت بتنظيف وإعادة بناء حظيرة الماشية بنفسي،اعتقدت بشدة أنني سأجد فرصة لشراء الماشية ذات يوم."

كان هذا عندما سمع أرجان عن منحة بدء وتطوير الأعمال التي ينظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تمسك بهذه الفرصة وقدم على الفور طلبا من اجل الحصول عليها. بعد ذلك  تم إدراجه في القائمة المختصرة بناءً على معيار محدد مسبقًا بالنظر إلى وضعه الاجتماعي والاقتصادي.

خلال فترة التدريب كان أرجان دائمًا أول من يحضر، وأكثر الحاضرين مشاركة، كان مصممًا على التفاني في  هذه الفرصة لإعادة بناء مزرعة الألبان. وعند تلقي المنحة  اشترى أرجان بضعة أبقار.

يدير أرجان المزرعة الآن وهو المسؤول عنها، ويعمل أرجان على ضمان جودة منتجات الألبان أثناء إدارة سلسلة المبيعات والتوريد،  استأجر مؤخرًا الأراضي الزراعية الإضافية لزراعة القمح. وهو يخطط لاستخدام أرباحه من مزرعة القمح لتوسيع أعماله في مجال الألبان، ولديه حلم ببناء مزرعة ألبان أكبر مما كانت عليه قبل الصراع.

يتم تنفيذ المشروع من قبل برنامج الاستجابة للصدمات وتعزيز الصمود في العراق التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية وبتمويل من الوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية المقدمة من خلال بنك التنمية: تلقى أكثر من 980 شخصًا ، مثل ارجان الذي يسكن في الطوز منح تطوير الأعمال . تم نشر نسخة من القصة على موقع الرؤية العالمية هنا.