أول امرأة تمتهن صيانة الهواتف الذكية وبرمجتها في قضاء طوز خورماتو

تعرف على منى البالغة من العمر 19 عاماً من قضاء طوز خورماتو في صلاح الدين والتي استطاعت ان تكون أول امرأة تفتتح محلاً لإصلاح الهواتف المحمولة في المنطقة

27 سبتمبر 2022

منى وهي تقف عند مدخل محلها لتصليح الهواتف المحمولة في طوز خورماتو. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

تبحث عن مكان لإصلاح هاتفك المحمول في طوز خورماتو؟ لا تحتاج الى المزيد من البحث، حيث إن محل إصلاح الهواتف المحمولة التابع لمنى مفتوح الآن للعمل، تبلغ منى من العمر 19 عاماً و هي أول امرأة افتتحت محلاً لإصلاح الهواتف المحمولة والإكسسوارات في طوز خورماتو في صلاح الدين.

ومع ذلك، كانت الرحلة شاقة لمنى للوصول إلى ماهي عليه اليوم، تعود أصول منى إلى ضواحي طوز خورماتو، وقد أُجبرت على الفرار مع عائلتها أثناء الصراع مع داعش، تحدثنا مع منى: "لقد فقدنا جميع أموالنا أثناء النزاع حيث اضطررنا إلى الفرار وترك ممتلكاتنا وراءنا، كان علينا أن نبدأ من الصفر، وبمساعدة زوجي تمكنت من فتح المحل، كان عليه أن يعمل كعامل بأجر يومي من أجل ان احافظ على المحل مفتوحاً ". 

على الرغم من امتلاك كل من الرجال والنساء العراقيين للهواتف، إلا أن سوق الإصلاح يهيمن عليه الرجال في الغالب، تلقت منى الكثير من ردود الفعل الرافضة من مجتمعها عندما قررت فتح المحل، حيث تقول: "لقد تمكنت من التغلب على هذه الصعوبات ".و تعتقد منى بأن فتح مشروع كهذا لا يواجه الأعراف الجنسانية فقط ، بل يلهم النساء الأخريات في مجتمعها أيضاً.

تلقت منى تدريباً لتطوير الأعمال ومنحة مالية لبدء مشروعها من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث تلقت دورة تدريبية مدتها خمسة أيام في مجال الأعمال ، تلتها منحة قدرها 1000 دولاراً أمريكياً للعمل في المشروع.

تحدثنا مع منى: "لقد تمكنت من فتح هذا المحل بفضل التدريب على تطوير الأعمال والمنحة التي تلقيتها، وقد ساعدني ذلك في شراء أدوات الإصلاح التي أحتاجها لبدء المشروع، بينما ساعدني التدريب على فهم كيفية إدارة نشاط تجاري وتتبع الدخل والنفقات والأرباح، كما تعلمت الموازنة بين الأرباح والاستثمار في نمو المشروع. "

لقد تعلمت منى ذاتياَ كيفية إصلاح الهواتف المحمولة المختلفة من خلال البرامج التعليمية ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت حيث تقول: " كنت أشاهد مقاطع الفيديو عبر الإنترنت للعثور على حلول لإصلاح انواع مختلفة من الهواتف، لقد استخدمت الأرباح لشراء مواد لإصلاح الهواتف المحمولة، وقد ساعد هذا في تعزيز عملي."

اليوم، تكسب منى ما يقرب من 500,000 ديناراً عراقياً (حوالي 400 دولاراً أمريكياً). وتستطرد منى الحديث قائلة "زوجي بحاجة إلى جراحة للعيون، أتمنى أن أكون قادره على توفير ما يكفي من أجل الجراحة وكذلك توسيع المحل وخدماته. "

في فترة قصيرة، تمكنت منى من الاستحواذ على ثقة العملاء وزيادة دخل أسرتها. "لدي الان ما لا يقل عن ستة إلى ثمانية عملاء يومياً، ومن خلال أرباحي، يمكنني تغطية جميع نفقات المنزل، بما في ذلك الإيجار"، كما أنها تكسب ما يكفي لتتمكن من توظيف شخص ما لمساعدتها في إدارة المحل.

تساعد المنح التي تقدم للنساء في خلق فرص عمل لنساء مثل منى على تحقيق كامل إمكاناتهن. "أريد أن أشجع المزيد من النساء على بدء مثل هذه الأعمال التجارية، حتى لو كانت صغيرة، أريد أن تتحدى النساء العراقيات فكرة أن الرجال فقط هم من يمكنهم العمل".

* تم تغيير الاسماء حماية للأشخاص.

 

يتم تنفيذ المشروع من قبل برنامج الاستجابة للأزمات والصمود في العراق التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع منظمة الرؤية العالمية، بتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، المقدم من خلال بنك التنمية، حيث تلقى أكثر من 980 شخصاً مثل منى في طوز خورماتو تدريباً لتطوير الأعمال وكذلك منح الدعم.