الشرطة النسائية في العراق عيون يقظة من أجل سيادة القانون

وفد من الشرطة النسائية من وزارة الداخلية العراقية يشارك في زيارة معرفية إلى عمان، الأردن بدعم من حكومة مملكة هولندا

22 يناير 2023
UNDP Iraq

الوفد النسائي خِلال زيارتهُ المعرفية

الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

تعد المساواة بين الجنسين في تنفيذ القانون عنصراً أساسياً في حماية المواطنين وتعزيز مبادئ المساواة وسيادة القانون.

إن العنف المنزلي والجنسي وكذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي مشكلةً عالمية، وأيضاً مشكلة واسعة الانتشار في العراق، لذلك فإن إنفاذ سيادة القانون هو حجر الزاوية لبناء السلام على المستوى المحلي في العراق، وتحقيق التوازن بين الجنسين لمعالجة ومنع هذه الحالات مما يساعد على حماية النساء والأسر من العنف، و إن  تحقيق هذا التوازن أيضاً سيقود بالضرورة  إلى زيادة الوعي بأهمية دور المرأة في الخدمات العامة والمناصب القيادية.

دَعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق زيارة 24 شرطية من الشرطة النسائية من مختلف أنحاء وزارة الداخلية في العراق، للتعرف على دور الشرطيات داخل مديرية الخدمات العامة في المملكة الأردنية الهاشمية وكذلك المشاركة في تبادل المعرفة حول سياسات الأردن واستجابتها لقضايا العنف المنزلي، وقد تمت الزيارة بفضل الدعم السخي المقدم من حكومة مملكة هولندا.

استمرت الزيارة في الفترة من 22 إلى 28 من تشرين الأول 2022، وشمل الوفد مفوضين وغير مفوضين ومدنيين من وزارة الداخلية، وقد ركزت الأيام الثلاثة الأولى من الزيارة على التعلم من إدارة حماية الأسرة والأحداث، ومعهد الأميرة بسمة للتدريب في الأردن.

كما تلقى الوفد النسائي من وزارة الداخلية معلومات وفهم واسع المعرفة لسياسات وممارسات الأردن في الاستجابة لقضايا العنف المنزلي والجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي بما في ذلك العنف الأسري ضد النساء والأطفال داخل الأسرة والتعريف بالنموذج المتكامل لضمان تطبيق تدابير الحماية والوقاية في وقت واحد، وذلك عن طريق تنفيذ نموذج تقديم خدمة متكامل داخل إدارة حماية الأسرة والأحداث في الأردن والذي لا يضم فقط ضباط الشرطة ولكن يضم أيضاً الفرق الطبية، والموظفين ذوي الصلة والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والمستجيبين لتلك القضايا.

إضافة إلى ذلك، تدعم الإدارة قسماً للأبحاث المكثفة بشكل منتظم حول الأسباب الجذرية للعنف المنزلي في الأسرة، وينظم جلسات توعية بين المجتمعات لمعالجة الظروف الحالية التي غالبًا ما تؤدي إلى العنف المنزلي.

تقول المُقدم نسرين عبد العظيم شمخي، مديرة قسم شؤون المرأة بمديرية شرطة بغداد: " كانت هذه الزيارة المعرفية مُمتازة إلى الأردن، لقد تعلمنا الكثير من أخواتنا في الأردن حول كيف تمكنوا من بناء مثل هذه الإدارة الممتازة لشؤون الشرطة النسائية، والتي تشارك في جميع أنشطة الشرطة. يمكننا الآن مراجعة جوانب حماية الأسرة والاستجابات للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي التي يمكن تعزيزها في العراق "

كما زار الوفد النسائي معهد الأميرة بسمة للتدريب، وتعرَفنَ على كيفية تمكن الأردن من توظيف المزيد من الضابطات في قوات الشرطة وكيفية تطبيع دور المرأة في قوة الشرطة بين المجتمعات التقليدية في جميع أنحاء الأردن. أُنشأ معهد الأميرة بسمة لتدريب النساء في عام 1978 ويشمل الآن إدارة شؤون الشرطة النسائية حيث يدعم عدداً كبيراً من ضابطات الشرطة المشاركات في التحقيقات الجنائية والإدعاء العالم ومراكز تشكيل تأهيل المرأة كما يعد المعهد الآن مركزاً قيادياً للشرطة النسائية، لتشجيع توليهن لمناصب قيادية  داخل مديرية الخدمات العامة

تقول السيدة فاطمة كاظم دخيل، رئيس لجنة المرأة، بوكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية: " تعلمنا الكثير من تجربة الأردن،  لدينا بالفعل معهد تدريب نسائي ويمكننا النظر في إنشاء قسم لشؤون المرأة لقوات الشرطة بأكملها في العراق"

استعرض الوفد العراقي السياسات الحالية لوزارة الداخلية خلال اليومين الأخيرين من الزيارة لفهم الثغرات و معرفة التحديات من أجل تنفيذ إصلاحات شاملة ومراعية للنوع الاجتماعي.

تقول النقيب أسيل عبد الوهاب سليم، مُساعد مدير شعبة المرأة بقسم الشرطة المجتمعية في مكتب الوزير، "ساعدتنا ورشة العمل كثيراً للتعرف على كيفية زيادة دور المرأة في الشرطة. وتسعى وزارة الداخلية لزيادة دور المرأة حيث كانت هذه الزيارة جيدة لإعطائنا المزيد من الأفكار حول كيفية مساعدة وزارتنا على تحقيق النجاح كما هو الحال في الأردن".

تقول الرائد نور من وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية :"أَمتد من عائلة فيها العديد من ضباط الجيش، وعزمت على الانضمام إلى قوات الشرطة في العراق. لقد كان من أكثر إنجازاتي التي لا تُنسى عندما ألقيت القبض على شبكة من المسؤولين الفاسدين الذين كانوا يستغلون مناصبهم ويأخذون رشاوى من الناس، وفي طريقنا للخروج  رأيت الجمهور يتجمع ويهتف. لقد باركوا لنا وشكرونا على خدمتنا للوطن، فكانت هذه اللحظة فخراً لي. أقول دائما للشابات أن ينضموا إلى قوات الشرطة لأنه لا توجد طريقة أفضل يمكننا من خلالها خدمة بلدنا وشعبنا. أنا ملتزمة بالعمل مع وزارة الداخلية لزيادة دور المرأة في الوزارة حتى نتمكن من خدمة نساء وفتيات العراق ".

 

يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قطاع الأمن العراقي كعنصر حاسم لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في العراق ومنع تجدد النزاع من خلال دعم برنامج حوكمة قطاع الأمن والعدالة.