القاهرة، مصر - في إطار أسبوع القاهرة للمياه، عقدت وزارة الموارد المائية والري وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر اجتماع مائدة مستديرة مشترك للخبراء. تهدف إلى تسريع الجهود الرامية إلى معالجة القضايا العالمية الملحة المتعلقة بندرة المياه العذبة والتكيف مع تغير المناخ من خلال تقنيات مبتكرة لاستصلاح وتحلية المياه.

 وضم الاجتماع وزراء وكبار المسؤولين الحكوميين من البلدان التي تتمتع بخبرة كبيرة في مجال تحلية المياه، والمنظمات الدولية والإقليمية، والقطاع الخاص الرائد في مجال تحلية المياه لأغراض الري، وخبراء دوليين رفيعي المستوى.

 في خطابه خلال الجلسة، أشار الأستاذ الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري في مصر ورئيس مجلس وزراء المياه الأفارقة، الي ارتفاع درجة الحرارة على المستوى العالمى وما تمثله من تأثير سلبى على قطاع المياه بالعالم ، وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا والتى تضم ١٤ دولة من بين أكثر ١٧ دولة فى العالم تعانى من الشح المائى .

وقال: " مصر .. ونظراً لمحدودية الموارد المائية والزيادة السكانية .. تراجع نصيب الفرد من المياه ليقترب من خط الشح المائى ، مع وجود فجوة كبيرة بين الموارد والإحتياجات والتي يتم التعامل معها من خلال مشروعات كبرى لإعادة إستخدام مياه الصرف الزراعى بالإضافة لإستيراد منتجات زراعية من الخارج ، ومن هنا تبرز أهمية الإعتماد على تحلية المياه لإنتاج الغذاء خاصة وأن قطاع الزراعة يعتبر المستهلك الأكبر للموارد المائية ، مع التوجه نحو الإنتاج الكثيف للغذاء بإستخدام نفس وحدة المياه ."

في كلمته الافتتاحية، قال عبد الله الدرداري، مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الانمائي القطري، "اعتناق تقنيات استصلاح وتحلية المياه لا يكفل فقط أمن المياه ولكنه يمنح تقنيات الري الفعالة، مما يقدم خط دائم للزراعة في مواجهة التحديات البيئية المتطورة. هذه التقنيات ستمكن الفلاحين الفقراء في جميع أنحاء العالم من الوصول إلى موارد مياه غير تقليدية."

وأضاف: "إن الحاجة إلى تقنيات تحلية المياه أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى لتحقيق أهداف اتفاق باريس في مصر والدول العربية والعالم.أن النتيجة الناجحة لأسبوع القاهرة للمياه ستشكل سابقة لمؤتمرات التكيف المتعلقة بالمياه والمناخ في المستقبل ومسارًا للمضي قدمًا."

 جدير بالذكر أن مبادرة "AWARE" التي أطلقتها مصر خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP27) العام الماضي تتضمن مسار عمل يركز على مياه الشرب وإدارة مياه الصرف الصحي بأسعار معقولة وصديقة للبيئة. ويشمل ذلك ابتكارات مثل استصلاح المياه وتحلية المياه للتكيف مع المناخ. ولجعل هذه الحلول متاحة، فمن الضروري خفض تكلفة تقنياتها، وجعلها مناسبة للري، وبالتالي مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالمياه والغذاء.

 تعتبر مناقشة المائدة المستديرة للخبراء التي عقدت خطوة نحو هدف التخفيف من الآثار الاجتماعية والبيئية السلبية مع ضمان أن تكون تقنيات استصلاح المياه وتحلية المياه فعالة من حيث التكلفة حقيقة واقعة لمن هم في أمس الحاجة إليها.