أرض ما بين النهرين: ينضم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وحكومة العراق وكندا لحماية أكبر الأراضي الرطبة في الشرق الأوسط

20 سبتمبر 2023

 بغداد– تعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة الموارد المائية العراقية وحكومة كندا لحماية مجتمعات الأهوار الضعيفة في جنوب العراق، من خلال مبادرة تهدف إلى زيادة القدرة على التكيف مع المناخ في هذه المجتمعات، مع الحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم البيئية الهشة في أهوار بلاد ما بين النهرين، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. تم إطلاق هذه المبادرة صباح اليوم في حفل أقيم في وزارة الموارد المائية وحضره أعضاء هذه الشراكة الثلاثية.

أرض ما بين النهرين

تعتبر الأهوار أكبر مساحةً من الأراضي الرطبة في الشرق الأوسط. تقع أهوار بلاد ما بين النهرين في العراق بين نهري دجلة والفرات، وهي موطن لمئات الحيوانات البرية المتنوعة، بالإضافة إلى آلاف العراقيين الضعفاء الذين يرون جمال وطنهم يتجه نحو التدهور يومياً.

على مر القرون، اعتقد العديد من المؤرخين أن جنة عدن كانت تقع ذات يوم في نفس موقع اهوار بلاد ما بين النهرين. لكن الأمر المؤكد هو أن هذه المنطقة كانت تعتبر مهد الحضارة حيث نُشِأت بعض شعوب العالم الأولى واللغات المكتوبة.

أكد الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي، السيد آوكي لوتسما:“يهدف هذا المشروع المشترك إلى حماية الموطن التاريخي لهذه المجتمعات من خلال تشجيع القوانين والأنظمة التي تحمي الحياة البرية المهددة بالانقراض والتي تسمي الأهوار “الوطن”. وأضاف: "تركز أنشطة المشروع على رفع مستوى الوعي وخلق فرص اقتصادية ومعيشية تتناغم مع هذه البيئة وتساهم في استعادة تنوعها البيولوجي الدقيق".

 

أمل إعادة احياء الأهوار

تأثرت الأهوار بشدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتناقص هطول الأمطار مما أدى إلى تفاقم حالات الجفاف وندرة المياه. خلال هذا الصباح، قال سعادة وزير الموارد المائية، السيد عون دياب: “يعاني التنوع البيولوجي في أهوار وادي الرافدين ويواجه تحديات بسبب قلة هطول الأمطار وعوامل أخرى، والتي تؤثر مجتمعة على قدرة الأهوار على الصمود. كما تأثر السكان المحليون الذين يعيشون هناك بشكل كبير".

المشروع، والذي سيستمر حتى آذار/مارس 2026، مدعوم بمساهمة سخية من حكومة كندا، وسيتم تنفيذه من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت قيادة مركز استعادة الأهوار والأراضي الرطبة العراقية في وزارة الموارد المائية العراقية. تهدف الأنشطة الحيوية للمشروع إلى استعادة النظم البيئية الفريدة والتنوع البيولوجي للموقع التراثي الأكثر شهرة في البلاد.

وتشمل بعض الأنشطة الرئيسية تحسين الانظمة المتعلقة بالصيد المستدام وصيد الأسماك وتجهيز الشرطة البيئية وزيادة قدرة الشرطة والمجموعات النسائية والمنظمات غير الحكومية على إنفاذ هذه القوانين. يعد تعزيز المعرفة التقليدية للنساء العربيات في الأهوار أمراً بالغ الأهمية من خلال التدريب على بناء القدرات لزيادة فرصهن الاقتصادية، مع تحسين التكيف مع التغير المناخي في الأهوار

اضاف السيد آوكي لوتسما: "نرى بشكل ملحوظ آثار تغير المناخ والتدهور البيئي على الأهوار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الممارسات التي تضر بالتنوع البيولوجي للحياة البرية كان لها تأثير كارثي على النظام البيئي الهش لهذه الأراضي الرطبة، والتي يعتمد عليها السكان الأصليون والطيور المائية المهاجرة وأنواع الأسماك المحلية إلى حد كبير."

ومن خلال النظر في الآثار الشاملة للتكيف مع تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية وتنمية سبل العيش المقاومة للمناخ، تأمل هذه المنظمات في إحداث تأثير إيجابي في الحفاظ على أحد أعظم الكنوز الوطنية في العراق وحمايته.

للمزيد من المعلومات، التواصل مع:

كرستين كول 

مديرة فريق الإعلام والشراكات الاستراتيجية والمناصرة،

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق ، بغداد. 

christine.cool@undp.org| +964 (0) 78 348 99817