الأمم المتحدة تخطو خطوة كبيرة إلى الأمام لمنع التسرب النفطي الكارثي المحتمل في البحر الأحمر إذ يوقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اتفاقية لشراء ناقلة نفط بديلة

يعد شراء الناقلة البديلة تطورا بالغ الأهمية في السعي لنقل أكثر من مليون برميل من النفط من الناقلة العملاقة المتهالكة الراسية قبالة ساحل البحر الأحمر في اليمن. و لكن لا تزال هناك حاجة ماسّة إلى تمويل إضافي لإكمال نقل النفط بشكل آمن

9 مارس 2023

Safer Yemen

Holm Akhdar

نيويورك – وقّع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليوم اتفاقية مع شركة النقل "Euronav "لتأمين شراء ناقلة نفط عملاقة كجزء من العملية التي تنسقها الأمم المتحدة لنقل أكثر من مليون برميل من النفط من ناقلة النفط المتهالكة الراسية قبالة ساحل البحر األحمر في اليمن والتي تشكل تهديدا إنسانيا وبيئيا كارثيا.

ترسو الناقلة البديلة الآن في حوض جاف إذ تخضع لإجراءات صيانة اعتيادية وتعديلات قبل إبحارها تجاه الخزان العائم "صافر" الراسي على بعد حوالي تسع كيلومترات من شبه جزيرة رأس عيسى اليمنية، ومن المتوقع أن تصل الناقلة إلى موقع الخزان في أوائل مايو /أيار لإتمام عملية النقل.

لم تتم صيانة الخزان العائم "صافر" منذ عام 2015 بسبب الصراع الدائر في اليمن، مما أدى إلى تهالكه إلى درجة تنذر بخطر وشيك، إذ يمكن أن يتعرض للانهيار أو الانفجار في أي لحظة مما سيكون له آثار كارثية على المنطقة.

قد يؤدي حدوث تسرب كبير للنفط من الخزان إلى تدمير مجتمعات الصيد على ساحل البحر الأحمر في اليمن، إذ أنه قد يقضي على نحو مئتي ألف مصدر رزق على الفور. كما ستصبح مجتمعات بأكملها عرضة لسموم تهدد الحياة إذ يتعرض الملايين من البشر لتلوث هوائي شديد.ك

ذلك قد يؤدي التسرب المحتمل إلى إغلاق مرفأي الحديدة والصليف وهما مرفآن ضروريان لجلب الغذاء والوقود الإمدادات المنقذة للحياة إلى اليمن، حيث يحتاج 17 مليون شخص إلى المساعدات الغذائية، فضلا عن تعطيل عمل محطات تحلية المياه، مما يؤدي إلى قطع مصدر المياه الأساسي للملايين من السكان. كما يمكن أن يصل النفط المتسرب إلى سواحل إفريقيا ويؤثر على أي من الدول الواقعة على ساحل البحر األحمر. و ستكون الآثار البيئية وخيمة، إذ سيؤدي التسرب إلى تدمير أشجار المنغروف الساحلية التي تدعم الشعاب المرجانية وغيرها من صنوف الحياة البحرية في البحر الأحمر ، كما قد يحتاج مخزون الأسماك لحوالي 25عاما ليتعافى.

وتُقدر تكاليف تنظيف تسرب النفط من خزان صافر بـ 20 مليار دولار أمريكي. كذلك فإن اضطرابات الشحن عبر مضيق باب المندب إلى قناة السويس قد ينجم عنها خسائر يومية للتجارة العالمية تقدر بمليارات الدولارات، مثل ما حدث بعد جنوح سفينة الحاويات إيفر غيفن أثناء عبورها قناة السويس في عام 2021. 

ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و الذي يضطلع بتنفيذ العملية المحفوفة بالمخاطر في إطار المبادرة التي تنسقها الأمم المتحدة، بالتعاقد مع شركة "SMIT "للإنقاذ البحري لكي تقوم بنقل النفط بأمان و سحب خزان صافر إلى حوض جاف لتخريد السفن يراعي سلامة البيئة.

وقال آخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "إن شراء برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لهذه الناقلة البديلة المناسبة يمثل بداية مرحلة التنفيذ للخطة التي تنسقها الأمم المتحدة لنقل النفط بأمان من خزان صافر لتجنب مخاطر حدوث كارثة بيئية وإنسانية ذات نطاق هائل. وعلينا أن نُسلم بأن هذه عملية صعبة للغاية ومعقدة، لذلك يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على مدار الساعة مع خبراء من وكالات الأمم المتحدة الشقيقة بما في ذلك المنظمة البحرية الدولية وبرنامج الأغذية العالمي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى جانب مكاتب استشارية دولية متخصصة في شؤون القانون البحري والتأمين وتقييم الآثار البيئية لضمان توفير أفضل الخبرات الممكنة لإكمال هذه العملية بنجاح."

وعلى الرغم من أن عملية النقل الآمن للنفط قد تلقت دعماً دولياً كبيراً، إلا أن زيادة الأسعار المتصاعدة عالميا و المرتبطة بالأساس بالحرب في أوكرانيا قد أدت إلى ارتفاع التكلفة السوقية لتأمين نوع الناقلة المطلوبة لتخزين النفط، مما يعني أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأموال لاستكمال مرحلة التدخل الطارئ في إطار الخطة. إذ جمعت الأمم المتحدةحتى 7 مارس/آذار 95 مليون دولار، تم
استلام 75 مليون دولار منها بالفعل، بينما تبلغ الميزانية الإجمالية لمرحلة التدخل الطارئ مليون 129 دولار.

وفي صنعاء، صرح ديفيد جريسلي، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، و الذي يتولى قيادة جهود منظومة الأمم المتحدة بشأن إنقاذ خزان صافر منذ سبتمبر 2021: "إن تعاقد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على شراء الناقلة البديلة هو بالفعل خطوة محورية، لم تكن لتتحقق إلا من خلال سخاء المانحين والقطاع الخاص والمواطنين على مستوى العالم أجمع. وإذ تتوافق أطراف
النزاع كافة حول الخطة، ندخل الآن في مرحلة التنفيذ ونأمل أن يتم النقل الآمن للنفط من خزان صافر خلال الأشهر الثلاثة أو الاربعة المقبلة. ولكننا ما زلنا بحاجة ماسة إلى التمويل لاستكمال تنفيذ الخطة ومنع وقوع كارثة."

ولسد فجوة الميزانية، تعيد الأمم المتحدة إطلاق نداء التمويل الجماعي الذي تلقى خلال عام 2021 مساهمات من آلاف الأفراد حول العالم لصالح مشروع إنقاذ الخزان العائم "صافر".

لمعرفة المزيد يرجى زيارة الموقع:www.un.org/StopRedSeaSpill

للمزيد من المعلوماتم

- من مكتب المنسق المقيم لألمم المتحدة في اليمن | org.un@geekie | 0913 347654 1+

من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي +1 646673 6350 | dylan.lowthian@undp.org |