متطوعات الأمم المتحدة في اليمن في طريقهن إلى مستقبلٍ أكثر مساواة

11 مارس 2021

Photo Credit: UNDP Yemen/2021

في اليمن، يبذلن متطوعات الأمم المتحدة جهوداً كبيرة في مواجهة التحديات المتعددة خلال الوباء. يعملن في الخطوط الأمامية للاستجابة على الرغم من العديد من العقبات كالحواجز المتعلقة بالنوع الاجتماعي، والمخاطر الناجمة عن سنواتٍ من الصراع، والتأثير غير المتناسب لفيروس كورونا على النساء. من خلال العمل التطوعي، تمثلن هؤلاء النسوة بصيص أمل في الأوقات الصعبة. يقود مكتب متطوعي الأمم المحتدة، وهو منظمة أممية شقيقة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الطريق نحو مستقبل أكثر مساواة للنساء والفتيات.

في اليمن، يحتاج ما يقدر بـ 24.1 مليون من إجمالي سكان البلاد البالغ 29 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية. مع احتياج 19.7 مليون شخص إلى مساعدة صحية، أدى كوفيد-19 إلى تفاقم الوضع. كما هو الحال في أجزاء أخرى كثيرة من العالم، تتأثر النساء بالوباء بشكل مختلف من بلد لآخر.

انتصار الزبيري متطوعة تابعة للأمم المتحدة في مدينة إب، تعمل كطبيبة محلية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. هي واحدة من اثنتي عشرة امرأة تعمل في مجال الصحة من متطوعات الأمم المتحدة في عيادات الأمم المتحدة في مدن يمنية مختلفة.

في وصفها للوضع الحالي للقطاع الصحي في اليمن، توضح انتصار أن العديد من الدكاترة والعاملين في المجال الطبي غادروا البلاد. على سبيل المثال، فر النازحون من تعز والحديدة إلى إب هربًا من القتال. إن عدد طالبي الرعاية آخذٌ في الازدياد في وقت يقل فيه عدد الأطباء المتوفرين ".

من خلال التطوع بخبرتها الطبية في مثل هذا السياق، تساهم انتصار في إحداث فرق. ومع ذلك، لم تكن رحلتها للحصول على هذه الخبرة سهلة، حيث لا تزال العديد من النساء يعانين من محدودية الوصول إلى التعليم وفرص العمل في اليمن، ناهيك عن تولي أدوار قيادية. انتصار، التي فقدت والديها بسبب مشاكل صحية، هي واحدة من قلة من النساء اللواتي حصلن على الدعم لمتابعة طموحاتها المهنية. في كثير من الأحيان، يُتوقع من النساء التخلي عن الدراسة الثانوية والبقاء في المنزل.

"شعرت بالحزن الشديد وفي كلية الطب شعرت بالوحدة، لكن زوجي منحني الأمل ونصحني بألّا أستسلم. عندما انتقلنا إلى إب، شجعني على التقدم لهذه الفرصة التطوعية مع برنامج متطوعي الأمم المتحدة. مما أدهشني أن أخواتي استلهمن من قصتنا وغيرن من نظرتهن للمدرسة. عندما يشاهدنني انجح، يعرفن أن أحلامهن ممكنة ". - انتصار الزبيري، طبيبة محاية من متطوعي الأمم المتحدة ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن.

 

تعمل متطوعة الأمم المتحدة سماهر بافرجوم أيضًا كطبيبة محلية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتشير إلى أن كوفيد-19 أدى إلى تفاقم الظروف بشكل أكبر مما كانت عليه. "لقد أدى فيروس كورونا إلى تعقيد جهودنا الرامية الى توفير الرعاية الوقائية. على سبيل المثال، يشعر الكثير من الناس بالضجر من قيود السفر الجديدة وعمليات الإغلاق لأنها كانت جزءًا من الحياة في اليمن قبل الوباء. لا يثق الناس في أن هذه الإجراءات مصممة فقط للتخفيف من انتشار الفيروس ". علاوة على ذلك، عندما يُسمح بالسفر، ينتهي الأمر بالعديد من الباحثين عن الرعاية إلى المخاطرة بسلامتهم للوصول إلى الخدمات الصحية. وتضيف سماهر قائلة: "المطار مغلق والعديد من الطرق خطرة،".

إلى جانب العمل التطوعي مع الأمم المتحدة، فإن سماهر مصممة على لعب دور إضافي في تحسين الظروف. تشارك في أنشطة تطوعية مجتمعية في أوقات فراغها، وتقدم جلسات توعوية في عدن والمكلا. كما أنها تعِد منشورات ورسائل عبر منصات التواصل الاجتماعي لمواجهة المعلومات المضللة والصور النمطية.

أمل عامر هي متطوعة أخرى في الأمم المتحدة تعمل على تحقيق مستقبل متساوٍ في اليمن. تعمل أمل كمتخصصة في إدارة المعلومات مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، وذلك في المقام الأول لدعم أنشطة التنمية الاقتصادية للبرنامج. تقوم بإنشاء النماذج والرسومات والأدوات الأخرى التي يستخدمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاؤه للرصد ومشاركة المعرفة. كما تقدم أمل الدعم الفني والتدريب لشركاء برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الوطنيين والدوليين. تعمل حاليًا على تطوير تطبيق هاتف ذكي سيسمح للشركاء بالوصول إلى منصات المعلومات من خلال الأجهزة المحمولة.

عندما سُئلت أمل عن النقاط البارزة في مهمتها، أشارت إلى النجاحات العديدة التي حققتها المرأة اليمنية التي تعلمتها من خلال عملها.

تقول أمل: “إنه لمن دواعي سرورنا أن ندعم تدفق المعلومات بين اليمنيين الذين يمتلكون أعمالاً تجارية، بما في ذلك النساء اللواتي يبعن العسل والمعجنات، واللواتي يعملن كحرفيات، أو في مجال ألواح الطاقة الشمسية. يقدمن المساعدة للعائلات التي تعاني من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والتكاليف العالية، مع دعم احتياجات تعافي اليمن".

 

بصفتهن طبيبات وخبيرات في مجال المعلومات والتكنولوجيا، تقود متطوعات الأمم المتحدة جيلًا جديدًا يتفوق في العمل الذي غالبًا ما يهيمن عليه الرجال في اليمن. كما أن ذلك يعزز المساواة على الخطوط الأمامية ضمن الاستجابة لوباء كورونا.

إذا استلهمتك احدى قصصنا اعلاه، فإن مكتب متطوعي الأمم المتحدة يدعوك لاستكشاف فرص التطوع. يتم تشجيع النساء اللواتي يبلغن من العمر 22 عامًا وما فوق، الحاصلات على دبلوم وسنتين أو أكثر من الخبرة المهنية، بشكل خاص على الانضمام إلى مجموعة المواهب لدينا.

كتب هذا المقال برنامج متطوعي الأمم المتحدة وشاركه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن.