الوساطة والحوار كحجر زاوية لبناء السلام

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق ومؤسسة السلام السويسرية يطلقان التدريب على الحوار المجتمعي وتحليل النزاع

20 مارس 2023

الصورة: برنامج الامم المتحدة الانمائي

إن الإرث الثقافي والتاريخي الغني للعراق هو نتاج الثقافة والتعددية على مدار تاريخه. ومع ذلك، فإن النزاعات والتوترات المستمرة بين المجتمعات المختلفة قد وقفت كعائق أمام السلام المجتمعي.

تشكل الوساطة والحوار أهمية كبيرة لبناء سلام مستدام من خلال تقديم الحلول وكذلك مناقشة الأسباب الجذرية للنزاع. في ضوء ذلك، نظم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق وبالتعاون مع مؤسسة السلام السويسرية تدريباً لمدة  ثلاثة أيام على مهارات الوساطة والحوار لمجموعة من ممثلي المنظمات غير الحكومية وأكاديميين ومجموعة من دعاة السلام.

هدف التدريب إلى مناقشة مفاهيم تصميم الحوار والمنهجية، وتعزيز فهم المشاركين للحساسية المتعلقة بالنزاعات، كما  دار النقاش حول كيفية استمرار شبكة أو مجتمع من الوسطاء العراقيين وممارسي السلام بغرض الإسهام في حل النزاعات.

ركز اليوم الأول من التدريب على حساسية النزاع وكيف يتم أخذها في الاعتبار من قبل المتخصصين العاملين في المنظمات لحل النزاعات. وقد قدم المشاركون سيناريوهات حقيقية للنزاع وناقشوا بعض تطوراتها وكذلك كيف تتم تسهيل عملية الحوار.

 

يؤكد زيرفان أمين عبد الله ، الأكاديمي في كلية العلوم الإنسانية بجامعة دهوك على أهمية الحوار:"أعتقد أن الحوار يمكن أن يسلط الضوء على الأسباب الجذرية للنزاع مما يقود بالضرورة إلى إيجاد حلول دائمة بدلاً من الاعتماد على الحلول المؤقتة. فلكل صراع طابع ووضع خاص، مما يتطلب حلولاً مبتكرة واتباع منهجية في تصميم الوساطة والحوار، والدمج العملي مع المواقف الحقيقية الواقعية ضروري لإيجاد أرضية مشتركة"

زيرفان عبدالله، أكاديمي بجامعة دهوك

الصورة:برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

في اليوم الثاني ، شمل التدريب أدوات تحليل الصراع  وكذلك كيفية التحضير لعملية الحوار.

 تشرح زينة جسام، منسقة المشاريع والمدربة في جمعية الأمل العراقية أن: "المجتمع العراقي له تاريخ طويل من النزاعات المستمرة التي تتصاعد في كثير من الأحيان والتي تتركنا في حالة سلبية مؤقتة  مما يعيق السلام الإيجابي والتقدم فالنزاعات في العراق تختلف عن تلك النزاعات الموجودة في المجتمعات الأخرى بسبب السياقات الثقافية والاجتماعية والدينية والوطنية.

زينة جسام- منسقة مشاريع ومدربة بجمعية الأمل العراقية

الصورة:برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

في اليوم الثالث ، ناقش الحضور كيفية الحفاظ على استمرارية  شبكة من الوسطاء العراقيين لحل النزاعات. توضح ميثاق فاضل شرهان، خبيرة في التفاوض  الدبلوماسي والنزاعات الإقليمية :" نحن بحاجة إلى الوساطة في العراق. لقد أدت العديد من الحروب والأزمات الاقتصادية المتتالية إلى انتشار النزاعات في المجتمع دون توقف"، ثم تضيف : "إن دور الوسيط يمثل تحدياً خاصاً، ففي بعض الأحيان تكون المشكلة بسيطة، بينما في أحيان أخرى تتفرع إلى قضية أكبر حيث تختلف طبيعة النزاع حسب المنطقة والسياق الثقافي والاجتماعي. ولذا، فإن وجود شبكة من الوسطاء المحايدين لحل النزاعات من خلال الحوار أمر ضروري لبناء السلام والتماسك الاجتماعي"

ميثاق فاضل شرهان -منظمة المنقذ لحقوق الإنسان - وخبيرة تفاوض دبلوماسي.

الصورة:برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

يمثل  هذا التدريب جزءاً من برنامج التماسك الاجتماعي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، والذي يعمل على تعزيز مجتمعات أقوى وأكثروسلمية وتماسكاً في جميع أنحاء العراق.