بناء بريد مصري حديث: تشكيل مستقبل تقديم الخدمات العامة

تحويل 2,848 مكتب بريد مصري: تدريب 36,000 موظف في مجال الشمول المالي والحوكمة والتحول الرقمي ومكافحة غسيل الأموال

30 مايو 2023

Egypt Post Historical Office, Aswan, Egypt

 في العصر الرقمي سريع الخطى الذي نعيشه اليوم، قد تبدو الخدمات البريدية وكأنها آثار من الماضي. ومع ذلك، في مصر، أدى التعاون الديناميكي بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبريد المصري إلى إعادة كتابة الحكاية، والبدء في رحلة مذهلة لتحديث وتوسيع خدماتهما. ومنذ عام 2005، جسدت هذه الشراكة الابتكار والشمولية، مما يدل على قوتها في تشكيل مستقبل الخدمات العامة.

 رؤية لمواكبة العصر: تطوير البريد المصري

البريد المصري، من خلال انتشاره الواسع على مستوى البلاد والذي يضم أكثر من 4000 مكتب، وفي مهمة لتحديث وتحسين الخدمات للشعب المصري. بدأت الرحلة عام 2005 عندما اشترك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر مع البريد المصري في المرحلة الأولى من المشروع بعنوان "دعم تطوير البريد المصري". وقد أظهر هذا التعاون التزام الحكومة بتلبية الاحتياجات المتطورة وتعزيز الخدمات البريدية.

وقد بُنيت المراحل اللاحقة ابتداءً من 2013 إلى 2018 ومن 2018 إلى 2025 على هذه الرؤية من خلال تسخير التحول الرقمي لرفع مستوى آليات تقديم الخدمات. أصبح البريد المصري منصة محورية لتقديم خدمات الحكومة الإلكترونية، مع التركيز بشكل خاص على خدمة المواطنين الذين يعيشون في فقر. ركزت هذه المراحل على حلول التنمية المحلية والقطاعية والاجتماعية والاقتصادية.

وتظل المرحلة الحالية من هذا المشروع الطموح ملتزمة بتعزيز تقديم الخدمات العامة بالشفافية والإنصاف والشمول كمبادئ توجيهية. وتماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة، ينصب التركيز على تعزيز الشمول المالي، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتعزيز النمو الاقتصادي المشترك. ومن خلال تنمية شراكات عالمية شاملة، والانخراط في مشاريع التعاون بين بلدان الجنوب وتسهيل تبادل أفضل الممارسات، تعد هذه المرحلة برحلة تتميز بالتعاون المؤثر والنتائج التحويلية.

 تمكين قدرات البريد المصري: تطوير الخدمات البريدية

حقق التعاون المستمر بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر والبريد المصري إنجازات ملحوظة في تطوير الخدمات البريدية في جميع أنحاء مصر. دعونا نلقي نظرة فاحصة على الإنجازات الرئيسية التي شكلت طورت البريد المصري:

1. تعزيز الحوكمة: أدى إنشاء إدارة المراجعة الداخلية في عام 2019 إلى تعزيز حوكمة البريد المصري وشفافيته، مما يضمن كفاءة العمليات. 

2. تحديث الخدمات الحكومية: برز البريد المصري كشركة رائدة في تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية الأساسية، حيث نجح في نشر وتحديث 27 خدمة حكومية. لقد أصبح مركزًا حيويًا للوصول إلى الخدمات العامة.

3. تعزيز دعم العملاء: أدى إنشاء مركز اتصال يعمل بكامل طاقته إلى تحسين دعم العملاء ومشاركتهم بشكل كبير، مما عزز التواصل بشكل أفضل بين البريد المصري وعملائه الكرام.

 4. تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل اتخاذ القرارات القائم على البيانات: أدى إنشاء الإدارة العامة لنظام المعلومات الجغرافية (GDGIS) إلى تسهيل عمليات صنع القرار المستندة إلى البيانات، مما أتاح التخطيط الدقيق والتخصيص الفعال للموارد.

5. تبسيط تقديم الخدمات: يضمن تطبيق نظام الرمز البريدي على مستوى الدولة تسليم البريد بشكل دقيق وفي الوقت المناسب إلى كل منطقة في مصر، مما يعزز الكفاءة التشغيلية وموثوقية الخدمة.

 6. التحول الرقمي لمكاتب البريد المصري: دعم مشروعنا تحديث وترقيه 2848 مكتبًا للبريد المصري، بما في ذلك المتحف الشهير. تفتخر هذه المراكز المحولة الآن بمرافق حديثة تلبي الاحتياجات المتطورة للمجتمع.

 7. تعزيز قدرات الموظفين: إدراكًا لأهمية تنمية المهارات، تلقى أكثر من 36 ألف موظف تدريبًا شاملاً في مجالات مثل الشمول المالي، والحوكمة، والتحول الرقمي، ومكافحة غسل الأموال. ويعزز هذا الاستثمار في رأس المال البشري قدرة البريد المصري على التكيف وخدمة المواطنين بشكل فعال.

لقد حظي التقدم الملحوظ الذي حققه البريد المصري باعتراف واسع النطاق. في العام الماضي، اعترف الاتحاد البريدي العالمي (UPU) بالبريد المصري باعتباره "العضو الأكثر كفاءة" لتنفيذه المتميز للتحول الرقمي في خمس خدمات أساسية. يؤكد هذا التكريم التزام البريد المصري باستخدام أساليب مبتكرة لصالح عملائه.

المكتب الرئيسي للبريد المصري، العتبة، القاهرة – أقدم مكتب بريد في القاهرة، يعود تاريخه إلى عام 1931

 

استكشاف حدود جديدة: توسيع التأثير

 وإلى جانب الأهداف الأساسية للمشروع، يتعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبريد المصري بنشاط في مجالات إضافية لتوسيع تأثير شراكتنا. فيما يلي بعض المبادرات البارزة:

حملة التوعية بالشمول المالي: يجرى حالياً العمل على حملة بوسائل التواصل الاجتماعي تركز على الشمول المالي. وتهدف الحملة، المقرر إطلاقها في يوليو 2023 لمدة ثلاثة أشهر، إلى تزويد المواطنين بالمعرفة والأدوات اللازمة للمشاركة في النظام المالي، وتعزيز مجتمع أكثر شمولاً وإنصافًا.

تعزيز البنية التحتية: إدراكًا لأهمية البنية التحتية القوية، قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدعم الفني للبريد المصري في تنفيذ نظام مصرفي أساسي جديد. ويمهد هذا التطور الطريق أمام البريد المصري لتقديم الخدمات المصرفية. وقد قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتيسير تدريب موظفي تكنولوجيا المعلومات المسؤولين عن النشر والإدارة. ويعزز هذا الدعم القدرة التشغيلية للبريد المصري، ويحسن إدارة البيانات، ويؤدي في النهاية إلى تقديم خدمات أكثر كفاءة وفعالية.

تطوير متحف البريد المصري: وسط جهودنا التحويلية، فإننا نعترف بالتراث الثقافي وأهمية متحف البريد المصري. لقد شهد المتحف تحولًا ملحوظًا وتم تصميمه بعناية لاستيعاب الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية. توفر الميزات والتقنيات المبتكرة، مثل لافتات برايل، والواقع المعزز، والأدلة الصوتية، رحلة متعددة الحواس للزوار. تضمن هذه التحسينات أن يتمكن الجميع من المشاركة بشكل كامل في التجربة الغامرة واستكشاف العالم الرائع لتاريخ البريد المصري. بفضل حضوره المتجدد، لا يعرض متحف البريد المصري الماضي فحسب، بل يرمز أيضًا إلى التقدم، مما يعكس التزامنا بالحفاظ على التراث مع احتضان الابتكار.

متحف البريد المصري، العتبة، القاهرة – يعرض المتحف تاريخ مصر وتطور الخدمة البريدية.

متحف البريد المصري، العتبة، القاهرة - تاريخ الطوابع

 

وتعد الشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبريد المصري بمثابة مثال رائع على القوة التحويلية للتعاون والابتكار. وقد برز البريد المصري كأحد ركائز تقديم الخدمات العامة والخدمات الحكومية الإلكترونية بكفاءة، وذلك بفضل التزامه بالتحديث والتنويع والتنمية الشاملة. إن إنشاء الإدارات الرئيسية، وتطوير الخدمات، وتنفيذ الحلول المبتكرة، والاستثمار في تدريب الموظفين، يسلط الضوء على التأثير الملموس لهذا التعاون المثمر.

 منذ عام 2018 وبدء المرحلة الثالثة للمشروع، ظل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبريد المصري ثابتين في تعزيز الأهداف المشتركة المتمثلة في التنمية المستدامة، والشمول المالي، والعدالة الاجتماعية. ومن خلال الشراكات الإستراتيجية والتقدم التكنولوجي وتبادل المعرفة، يضع البريد المصري الأساس لمستقبل يستطيع فيه كل مواطن الوصول إلى خدمات عالية الجودة والمساهمة بنشاط في تقدم الأمة.

للمزيد من المعلومات برجاء التواصل:

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:

نوران سعيد، منسق الاتصالات لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر: noran.said@undp.org

مساعد الممثل المقيم ورئيس فريق النمو الشامل والابتكار، د/ عبير شقوير abeer.shakweer@undp.org

محلل برنامج النمو الشامل والابتكار، ريم الصاوي reem.elsawy@undp.org