تمكين المجتمعات اليمنية من خلال الطاقة الشمسية
2 نوفمبر 2025
طفلان يستذكران دروسهما تحت ضوء مصباح الغاز.
في قلب قرية وادي ذر بمديرية القبيطة، لحج، تُقدّم مبادرةٌ ثوريةٌ في الطاقة الشمسية للأسر المحتاجة. مشروع "تمكين المرأة اليمنية في مشاريع الطاقة المتجددة"، الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمنفذ من قِبَل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن بالشراكة مع مؤسسة لاجل الجميع للتنمية المحلية، يُقدّم طاقةً نظيفةً ومستدامةً وبأسعارٍ معقولةٍ مباشرةً للأسر المحتاجة.
التغلب على التحديات باستخدام الطاقة المتجددة
وادي ذر والذي يبلغ عدد سكانه 7000 نسمة، قريةٌ صغيرةٌ، الطريقة الوحيدة التي تستطيع الوصول اليها هي عبر طرقٍ رمليةٍ ومساراتٍ ترابيةٍ قد تُشكّل صعوباتٍ في التنقل بالمركبات. وتعكس المنازل المصنوعة من القش والطين نمط حياةٍ قائمٍ على البساطة، ولكن في الوقت نفسه تعكس المعاناة. لسنواتٍ، اعتمدت نساءٌ مثل عزارة على الفوانيس التي تعمل بالزيت والتي تُصدر دخانًا ضارًا، مما يُعرّض صحة مستخدميها للخطر.
تقول عزارة: "في السابق، كنا نستخدم مصابيح تعمل بالبطاريات، ولم نكن نستخدمها إلا عند الحاجة لعدم قدرتنا على تحمل تكلفة البطاريات." ولقد تم توزّيع فوانيس تعمل بالطاقة الشمسية من ضمن المشروع مما أثر إيجابًا على عزارة وعائلتها.
"يساعدنا هذا الفانوس الشمسي على توفير الإضاءة أثناء الطهي، ويساعد الأطفال على الدراسة واللعب مساءً، ويحمينا من الثعابين والعقارب. ولأننا من ذوي الإعاقة الجسدية، الان انا وزوجي نستطيع المشي بأمان في الليل بوجود الفانوس الشمسي."
بعد تركيب الفانوس الشمسي، أصبح بإمكان الأطفال الآن القراءة بشكل مريح تحت ضوئه.
كجزء من المشروع، تم توزيع 1500 مصباح شمسي في وادي ذر، وهي خطوة تُسهم في جعل المنازل أكثر أمانًا، والأمسيات أكثر إشراقًا، والأعمال المنزلية أسهل. تُبرز هذه المبادرة قوة الحلول النظيفة والمستدامة وبأسعار معقولة للمجتمعات الضعيفة.
تمكين المرأة، بناء مستقبل مستدام
لا يقتصر المشروع على توفير الفوانيس، بل يضع المرأة في صميم حلول الطاقة المتجددة من خلال تزويد 175 امرأة بالأدوات والتدريب اللازم لاستخدام وتجميع وتسويق منتجات مثل الأفران والفوانيس الشمسية.
يتم تدريب النساء على تجميع الفوانيس الشمسية.
لا يكتسب المشاركون المهارات التقنية فحسب، بل يكتسبون أيضًا المعرفة اللازمة لبدء مشاريعهم الخاصة.
تقول مادلين: "في مرحلة الإنتاج، شكّلنا فرق عمل بهدف موحد: إنتاج منتجات نهائية عبر خط إنتاج كامل. كان لكل عضو في الفريق دور مميز، مساهمًا في النتيجة النهائية. هذا المنتج لا يُسهم فقط في تخفيف التحديات التي تواجهها العائلات، بل يُتيح لنا أيضًا فرصة اكتساب مهارة جديدة قيّمة."
توزيع الفوانيس الشمسية على المجتمعات المحتاجة في قرية وادي ذر.
شراكة استراتيجية من أجل الصمود والاستدامة
يُعدّ هذا المشروع ثمرة شراكة استراتيجية بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، وهو تعاونٌ شُكّل لمواجهة التحديات الإنسانية والتنموية العميقة التي تواجه اليمن. من خلال الجمع بين الموارد والخبرات والالتزام ببناء القدرات المحلية، لا يقتصر دور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تلبية الاحتياجات الأساسية فحسب، بل يُسهم أيضًا في إحداث تغيير مستدام. ويُعد الاعتراف بإمكانيات المرأة كرائدة أعمال في مجال الطاقة الشمسية حجر الزاوية في هذا التعاون، مما يُمكّنها من قيادة أسرها ومجتمعاتها نحو الصمود والاعتماد على الذات. وتُقدّم هذه الشراكة حلولًا للطاقة المتجددة مع تعزيز سبل العيش، لا سيما للفئات الأكثر ضعفًا. ومن خلال تزويد النساء بالمهارات والموارد والفرص، يُسلّط مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الضوء على الدور المحوري لقيادة المرأة وريادة أعمالها في بناء مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة لليمن.