تشهد المنطقة العربية لحظة تغير ديمقراطي عظيمة تتخذ صوراً وأشكالاً شديدة الاختلاف. وهناك بلدان عديدة اتخذت بالفعل خطوات ملموسة للتصدي لهذا التحول، حيث أُجريت أول انتخابات حرة ونزيهة مع ازدياد مشاركة المرأة، واتُّخذت خطوات أولية نحو إصلاحات دستورية أو قانونية، وكل هذا تمخض عن نتائج وتجارب مختلفة. تشمل بعض التحديات الأخرى التي تواجه الحكم تحسين المساءلة الاجتماعية وضمان مزيد من المشاركة من جانب المجتمع المدني وتحسين إمكانية الوصول إلى المعلومات، وفي بعض الحالات زيادة التمتع بالحقوق الأساسية مثل المواطنة والمساواة بين الجنسين.

لا يمكن التعامل مع المنطقة ككتلة متجانسة، وتختلف أنواع التحولات اختلافاً كبيراً من بلد إلى آخر. وفي سياق ما زال شديد الميوعة وما زال ينطوي على احتلال وصراعات داخلية مطولة وقضايا غير محلولة بشأن تقاسم السلطة والثروة، سوف يحتاج اكتمال التغيرات الجارية إلى وقت وما زال هناك الكثير مما ينبغي فعله. على سبيل المثال، على الرغم من تحسّن المشاركة السياسية، ولا سيما مشاركة المرأة، في بعض البلدان (مثلاً، 27% من مقاعد البرلمان في تونس تشغلها نساء)، فإن التغير المستدام يتطلب مشاركة أقوى من كافة قطاعات المجتمع في عمليات صنع القرار لضمان التنمية المنصفة.