مساعدة رائدة أعمال في إعادة بِناء حياتها وتوفير فرص عمل في ظلّ الصراع الحالي في اليمن

جنباً لجنب: وحدتهن حرب اليمن

2 سبتمبر 2019

تمكنت أسماء من إستئجار مكان عمل أكبر سعة وشراء عدد أكبر من آلات الخياطة وزيادة خط إنتاجها وتوظيف 17 موظفاً من الخياطين والخياطات

لقد كلف الصراع المستمر في اليمن، وها هو يدخل عامهُ الخامس، أسماء الغشم البالغة من العمر 30 عاماً الكثير، منها خسارتها لمشروعها وفقدان الشعور بالأمان، ما جعلها تعاني من حالات إنهيار نفسي. 

كانت أسماء تعمل مُعلِمة في مدرسة خاصة قبل إندلاع الحرب إلى جانب مشروع خاص صغير كانت قد بدأت به. 

ومُنذُ 9 سنوات مضت، بدأت أسماء، كرائِدة أعمال حقيقية، شركتها لصناعة الملابس في منزلها. ومكنها الدخل الذي كانت تجنيه من عملها التجاري في الخياطة من إستئجار مبنى وتوظيف خياطين وخياطات متخصصون للعمل معها.  ولكن جراء الحرب والقصف المتواصل، أُجبرت أسماء على إيقاف نشاطها التجاري.  

لم يستمر الحال على ذلك كثيراً، حيث تغيرت الظروف عندما تلقت أسماء مِنحةٍ مالية من مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) الممول من البنك الدولي والذي ينفذه الصندوق الإجتماعي للتنمية (SFD) بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يقدم هذا المشروع الدعم  للمؤسسة الوطنية للتمويل الأصغر (NMF) وشبكة اليمن للتمويل الأصغر (YMN) - مؤسسات التمويل الأصغر القائمة في العاصمة اليمنية، صنعاء.

بفضل هذا الدعم، تمكنت أسماء من إستئجارمكان عمل أكبر وشراء عدد أكبر من آلآت الخياطة وزيادة خط إنتاجها وتوظيف 17 موظفاً من الخياطين والخياطات. بل وقامت بمساعدة إحدى زميلاتها في العمل التي أٌجبرت على النزوح بسبب الحرب. لم تحصل فقط على فرصة عمل، بل قامت أسماء بتوفير مكان للإقامة لها ولإبنتها التي كانت برفقتها في داخل معمل الخياطة. ما قامت به أسماء كان في حقيقة الأمر الإحسان للغرباء الذين هم في حاجة ماسة وهو ما زرع الأمل في مستقبل أكثر إشراقاً.

أسماء سعيدة بنجاح مشروعها، وتتوق للدخول في مشاريع أخرى، فها هي الأن تُصدِّر ملابس الزي التقليدي وتُخطط لزيادة خطتها الإنتاجية لتلبي إحتياجات السوق المحلية من الملابس الجاهزة، وبهذه الطريقة، لن يضطر المجتمع المحلي للإعتماد على الواردات من الملابس من الخارج التي تكلفهم الكثير ولا تتوفر بصورة منتظمة.

وعلى الرغم من التحديات اللوجستية التي تواجهها أسماء والمتمثلة في عدم إستقرار أسعار الصرف والزيادة في أسعار الوقود وأسعار المواد الخام الباهظة التي تؤثر بصورة مباشرة على قطاع الخياطة، استطاعت أسماء التغلب على الصعاب، وها هي ذا تعمل اليوم في قطاع تجارة الجملة. وتضع نصب عينيها في خطوتها القادمة تأسيس معمل خياطة متكامل، وتعزو أسماء طموحها هذا للقروض والمنح المالية التي تلقتها من مؤسسة التمويل الأصغر (NMF).

حتى شهر مارس من عام (2019)، أدى الصراع في اليمن إلى مقتل أو إصابة ما يقدر بنحو 17,729 من المدنيين اليمنيين طوال فترة السنوات الأربع الماضية. وبلغ عدد الضحايا بينهم من النساء والأطفال 3,046.  

***

بتمويل وبدعم من البنك الدولي ، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة للأزمة في اليمن (YECRP) من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية  (SFD) و مشروع الأشغال العامة  (PWP) بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يوفر هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار أمريكي حوافز اقتصادية عبر مشاريع النقد مقابل العمل واسعة النطاق، ودعم الأعمال التجارية الصغيرة، والمبادرات ذات العمالة الكثيفة المرتبطة بالمشاريع الاجتماعية والاقتصادية، مما يعود بالفائدة على الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة من الأزمة المستمرة في اليمن.