من 10 لترات في اليوم إلى نجاح مستدام

البرنامج المشترك للصمود الريفي في اليمن يمكّن المرأة في صناعة الألبان

2 أبريل 2023

بلقيس الشرعبي، رائدة مجتمعية في صناعة الألبان

البرنامج المشترك للصمود الريفي في اليمن / ٢٠٢٢

بلقيس الشرعبي، أم لأربعة أطفال وتبلغ من العمر 51 عامًا وتعيش في قرية صبر في مديرية تبن بمحافظة لحج. في محاولة منها للمساهمة في توفير دخل لاسرتها، بدأت بلقيس في انتاج كميات صغيرة من منتجات الألبان (10 لترات من الحليب يوميًا) عن طريق جمع اللبن من مزارعات في قريتها. وعندما بدأ برنامج الصمود الريفي في اليمن، الذي موله الاتحاد الأوروبي في عام 2016 خلال مرحلته الأولى، رأت بلقيس فرصة للارتقاء بعملها إلى المستوى الأفضل، فبدعم من البرنامج المشترك، تم إنشاء وحدة معالجة الألبان في مديرية تبن. تم تزويد بلقيس وفريقها بالمعدات والموارد الأساسية التي يحتاجونها لبدء مرحلتهم الجديدة في انتاج الألبان، وكما تم تزويدها وفريقها بالتدريب والتوجيه اللازم حول كيفية إنتاج منتجات الالبان عالية الجودة وكيفية إدارة الأعمال التجارية الناجحة.

أوضحت بلقيس قائلة: "نحن ممتنون جدًا لبرنامج الصمود الريفي في اليمن لدعمنا خلال المرحلة الأولى، لقد زودونا بالمعدات والموارد الأساسية التي نحتاجها لبدء عملنا، وكان هذا الدعم حاسمًا لنجاحنا".

في عام 2019، خلال المرحلة الثانية من البرنامج التي شارك في تمويلها الاتحاد الأوروبي والوكالة السويدية للتنمية (سيدا)، تلقت وحدة معالجة الألبان دعمًا إضافيًا لتعزيز انتاجها. شمل ذلك الدعم معدات متطورة من منظمة الأغذية والزراعة لتحسين الإنتاجية والجودة، وكما قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتركيب منظومة شمسية متكاملة لضمان مصدر موثوق ومستمر للطاقة الكهربائية، وكما لعب برنامج الصمود الريفي في المرحلة الثانية دورًا مهمًا في تطوير الوحدة من خلال توفير الموارد اللازمة لتوسيع أعمالها وتوسيع نطاق وصولها إلى المزيد من العملاء.

تضيف بلقيس: "خلال المرحلة الثانية من البرنامج، تلقينا مزيدًا من الدعم، حيث زودتنا منظمة الأغذية والزراعة بمعدات متطورة ساعدتنا على العمل بكفاءة وفعالية أكبر، كما ساهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتركيب نظام شمسي يضمن لنا مصدرًا موثوقًا للطاقة. نحن ممتنون للغاية لهذا الدعم المستمر ". وتتابع قائلة: "أدى توفير المعدات المتطورة إلى تبسيط عملية الإنتاج وتقليل الفاقد وتحسين جودة المنتج النهائي. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت منظومة الطاقة الشمسية على العمل بشكل مستمر طول اليوم، مما أدى الى إمداد ثابت لمنتجات الألبان وزيادة في الدخل اليومي"

اليوم، تعتبر وحدة معالجة الألبان نشاطًا تجاريًا مزدهرًا يوفر سبل عيش مستدامة للمرأة في المجتمع الريفي، من خلال الدعم المستمر لبرنامج الصمود الريفي المشترك تمكنوا من تحسين الإنتاجية وزيادة تزويد السوق المحلية بالمنتجات الألبان، وتوليد الدخل للأشخاص الأكثر ضعفًا في اليمن.
تمكنت بلقيس وفريقها من إنشاء علامتهم التجارية الخاصة بالألبان والتي تسمى "بلادي". اليوم، يزداد الطلب على منتجات بلادي ويتم توزيع حوالي 50 لترًا من المنتجات المختلفة على محلات السوبر ماركت المحلية المختلفة في محافظة لحج وعدن، وهذا دليل على العمل الجاد والتصميم من قبل بلقيس وفريقها، وكذلك تأثير البرنامج المشترك على دعم سبل العيش المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي في اليمن.

وكما تعد بلقيس مدافعة قوية عن حقوق المرأة وتمكينها، حيث إنها حريصة على تلقي المزيد من الدعم خلال المرحلة الثالثة من للبرنامج المشترك   (2021 - 2025) لتوسيع نشاطها وضمان استدامة الوحدة على المدى الطويل، من خلال استمرار الاستشارات والتوجيهات حول كيفية الحفاظ على الجودة و الإنتاجية ،و كما  يمكن لوحدة معالجة الألبان أن تصبح نموذجًا للأعمال التجارية المستدامة في اليمن. تؤكد بلقيس ذلك بقولها: "نأمل في توسيع أعمالنا والوصول إلى المزيد من العملاء. نحن على ثقة من أنه مع الدعم المناسب، يمكننا تحقيق أهدافنا وإحداث تأثير إيجابي على مجتمعنا."

تعتبر بلقيس وزملاؤها المزارعون مثالاً ملهمًا على كيف يمكن للمرأة أن تأخذ زمام المبادرة في إيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجه مجتمعاتها على الرغم من العقبات التي واجهوها، فقد أظهرت بلقيس وفريقها أنه مع التصميم والدعم، يمكن للمرأة اليمنية تحقيق أهدافها وإحداث تأثير إيجابي على حياة من حولها.