الألغام الأرضية في اليمن: تهجير قسري ومعاناة يصعب وصفها

4 أبريل 2023

يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن وشركاؤه بلا كلل أو ملل للمساعدة اليمنيين للتخلص من خطر الألغام وبقايا المواد المتفجرة.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

تتسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة بآثار اقتصادية واجتماعية هائلة على اليمنيين في المناطق الحضرية والريفية، مما يفرض قيودًا كبيرة على التنمية. خلال الصراع الذي طال أمده في اليمن، زُرعت الملايين من الألغام الأرضية وانتشرت الذخائر غير المنفجرة في جميع أنحاء البلاد، مما جعل العديد من الأحياء السكنية غير صالحة للسكن أو خطيرة للغاية. 
 

عبد الله (57 عاماً) من محافظة تعز جنوب اليمن وهو أب لستة أطفال. مع اندلاع الصراع في حيه المكتظ بالسكان في أوائل عام 2015، اضطر هو وحوالي 3,000 من السكان الآخرين إلى الانتقال إلى مواقع أكثر أماناً. 
يوضح عبد الله قائلاً: "كان كل شيء على ما يرام، كنا آمنين. كان الجميع يؤدون أعمالهم، وكانت المدارس والمستشفيات تعمل بانتظام". 
ويضيف: "ولكن عندما بدأ الصراع، اضطررنا إلى الفرار إلى مواقع آمنة. وعندما عدنا، كانت العديد من منازلنا قد دُمرت كليًا أو جزئيًا، وتضررت العديد من المؤسسات الحكومية والطرق. وقام المسؤولون الأمنيون بإبلاغنا أن المنطقة كانت ملوثة بالألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة".

 

الخوف من العودة للمنزل

على الرغم من انتهاء القتال في المنطقة، اختار الكثيرون البقاء بعيدًا حتى تم ابلاغهم أن العودة أصبحت ممكنة وآمنة. إلا أن رغبة عبد الله وعائلته في العودة إلى المنزل كانت أقوى من خوفهم من الخطر. يقول عبد الله: "عانينا الكثير عندما نزحنا. كان من الصعب الحصول على وظيفة لتغطية نفقات الأسرة، وكان دفع الإيجار شبه مستحيل. كما وجد أطفالي صعوبة في الالتحاق بالمدرسة والتكيف مع الوضع الجديد".


أولئك الذين اختاروا العودة كانوا معرضين لأنواع عديدة من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة المنتشرة في جميع أنحاء الحي. فقد الكثير منهم حياتهم أو أصيبوا بإعاقات جسدية أو نفسية. ويوضح عبد الله أنه خلال هذه الفترة كان "... من الصعب التنقل بين مناطق الحي". ويضيف أن "العديد من المتاجر والمدارس لم تفتح أبوابها بسبب الألغام أو مخلفات الحرب الأخرى. كما وجدنا صعوبة في الحصول على الخدمات الأساسية مثل وصول شاحنات المياه الى الحي".


وصف عبد الله بعض الحوادث التي وقعت في حيه والتي لن ينساها أبداً. وأشار إلى إحدى هذه الحوادث عندما داست جرافة على لغم أرضي مما أدى الى انفجارها والذي أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص في المنطقة. وبينما هو مطأطأً رأسه وذاكرته ممتلئة بالحزن، تذكر أيضاً ابن جاره البالغ من العمر 13 عاماً الذي مات بعد أن داس على لغم أرضي بينما كان يرعى الماعز.


عندما تم تسجيل مثل هذه الحالات المأساوية، أرسل الشريك الوطني لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المركز اليمني التنفيذي للتعامل مع الألغام (YEMAC)، فرق مسح الطوارئ والتطهير إلى المنطقة لإنقاذ حياة سكان الحي وتجنب المزيد من الضرر. 
تمكنت فرق المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام من إزالة 58 لغماً أرضياً مضاداً للمركبات، ولغمين أرضيين مضادين للأفراد، وعبوة ناسفة مرتجلة الصنع (IED) و 42 نوعاً مختلفاً من الذخائر غير المنفجرة من الحي والطريق الرئيسي.


"كنا نعيش في حالة رعب وقلق دائمة ونتحرك بحذر شديد قبل وصول فريق الكشف عن الألغام." ولكن الآن، بعد أنشطة المسح والتطهير في حيه، أوضح عبد الله قائلاً أن: "الطرق مفتوحة الآن، ويشعر سكان المنطقة بالأمان والراحة. ويمكن للأطفال حتى الذهاب إلى مدارسهم، ونحن نذهب إلى أماكن عملنا بأمان".


في عام 2022، قام الشريك الوطني لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي YEMAC بتطهير 81,000 قطعة قابلة للانفجار، بما في ذلك 9,054 لغماً أرضياً مضاداً للمركبات، و861 لغماً أرضياً مضاداً للأفراد، و3,149 عبوة ناسفة مرتجلة (IEDs)، مما أدى إلى تطهير أو تقليل المخاطر المحتملة للألغام لحوالي 6.5 مليون متر مربع من الأراضي، يستفيد منها أكثر من مليون يمني.

*** 
منذ عام 2017، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن وشركاؤه، المركز اليمني التنفيذي للتعامل مع الألغام (YEMAC) والمركز اليمني لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام (Y-MACC)، على تطوير القدرات الوطنية للاستجابة للتهديدات التي تشكلها مخاطر المتفجرات، والمساعدة في استعادة الخدمات الأساسية، وتسهيل الوصول إلى البنية التحتية، وتقليل الإصابات والوفيات، وتوفير الوصول لإيصال المساعدات الإنسانية، ودعم الحكومة والمؤسسات الوطنية لمكافحة الألغام من خلال المشروع الطارئ لمكافحة الألغام.