الإطار الاستراتيجي: النهج الشامل للتصدي لتحديات موارد المياه في اليمن

الإطار الاستراتيجي: النهج الشامل للتصدي لتحديات موارد المياه في اليمن

29 نوفمبر 2022

لا يُصدَّق أن اليمن الآن يشهد "العصر الذهبي للمياه". فمن حيث المياه، تعيش اليمن فوق قدراتها المائية بكثير، ويحدث ذلك من خلال استغلال المياه الجوفية غير المتجددة. وجدير بالذكر أنه استُنفد المخزون الذي ولدته الطبيعة على مدى 10,000 عام إلى حد كبير على مدى السنوات الخمسين المنصرمة.


وتقترب البلاد بسرعة من حقبة لن تتوفر فيها سوى موارد المياه المتجددة، ولكن هذه الموارد (الأمطار والمياه الجوفية السطحية والضحلة) ستكون عاجزة بمقدار الثلث على الأقل عن تلبية الطلب الحالي على المياه. وكذلك فإنه يتم تقاسم هذه الموارد بين الزراعة والطلب المتزايد بشكل غير مسبوق والمستمر على إمدادات المياه في المناطق الحضرية. وبالنظر إلى شحة المياه الشديدة في اليمن، فإن تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة الذي يضمن الوصول إلى المياه والصرف الصحي للجميع سيتطلب إعادة تخصيص كبير لموارد المياه من الزراعة.


والمعركة من أجل الاستخدام الرشيد والعادل للموارد غير المتجددة بائت بالخسران، ولكن يمكن - بل وينبغي - بذل المزيد لتسهيل الانتقال إلى عالم يعتمد على مصادر المياه المتجددة فقط، وتقليل التكلفة البشرية والنزاعات وأوجه عدم المساواة الناجمة عنها.
 

وهذا في سياق حيث حقوق الانتفاع بالمياه غير واضحة، والقواعد التقليدية غير مناسبة للقرن الحادي والعشرين. وتتمثل أصعب العواقب الناجمة عن التحديد السيء لحقوق المياه في التوزيع غير العادل على مستوى القرية، وتضارب المصالح بين المستخدمين الزراعيين للمياه وموردي المياه في المناطق الحضرية.
 

واستجابة ذلك، يعكف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تنفيذ مشاريع مختلفة لإيجاد حلول لمشاكل المياه في اليمن، وتشمل المياه والصرف الصحي والنظافة العامة، والحد من النزاعات على المياه من خلال مشاريع مشتركة مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وتعزيز إنتاج البُن ليحل محل القات، وكل ذلك لتقليل استهلاك المياه في الزراعة.
 

وفي إطار المشروع المشترك مع منظمة الفاو "برنامج الصمود في قطاع الري والزراعة"، وبتمويل من بنك التنمية الألماني، أجرى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دراسة بعنوان: "توافر المياه في اليمن" لرسم خرائط لموارد المياه الحالية والمستقبلية في اليمن بناءً على المعلومات المتاحة. وقدمت الدراسة نظرة ثاقبة لتوازنات المياه والاتجاهات الحديثة، وكشفت أنه لم يعد من الممكن تجاهل شحة المياه الجوفية، وأن هناك حاجة لتنفيذ تدخل أكثر شمولاً باستخدام نهج جديد.
 

تشمل الموارد غير المتجددة المياه الجوفية العميقة، بينما ستظل المياه السطحية والمياه الجوفية الضحلة متوفرة وتغذيها الأمطار السنوية.

Document Type
Regions and Countries
Sustainable Development Goals