ورشة لتبادل المعرفة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجامعتي McGill الكندية و جامعة عدن

9 أكتوبر 2023

 

تلعب النساء في اليمن دوراً أساسياً في بناء السلام، بالرغم من الوضع الصعب الذي بما في ذلك النزاع المستمر. بالتزامن مع جائحة كوفيد-19 الأخيرة والتحوّل إلى استخدام منصات الاتصال عبر الإنترنت بشكل أوسع نطاقاً، الأمر الذي وسّع أثر تأثير التكنولوجيا في بناء السلام.

في 29 مايو 2023، اجتمع خبراء ومتخصصين وموظفون حكوميون من ذوي الخبرة في اليمن يعملون في مجال بناء السلام في تبادل المعرفة لمناقشة آثار التكنولوجيا وجائحة كوفيد-19 على عمل النساء صانعات السلام في اليمن. خلال الجلسة عبر الإنترنت، شارك ممثلون عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، ومركز أبحاث وتدريب المرأة في جامعة عدن في اليمن، وشبكة أبحاث المرأة والسلام والأمن في جامعة McGill ومبادرة مسار السلام ومبادرة She4Society خبراتهم في النهوض بأجندة المرأة والسلام والأمن في اليمن. وناقش المشاركون كيفية توفير حماية أفضل للفئات الضعيفة من أي آثار سلبية للتكنولوجيا من خلال السياسات الفاعلة والتعاون. تم التشديد على الحاجة إلى سياسة عالمية فعالة للحماية على الإنترنت، مع التركيز على مختلف القضايا التي تواجهها المرأة في مختلف المناطق مع الحفاظ على ادراك الفروق الدقيقة المحلية. علاوة على ذلك، حددت المناقشة الثغرات في الأدبيات الحالية وسلطت الضوء على المجالات التي تتطلب المزيد من البحث.

ناقش المشاركون كيف أصبحت الساحة الإلكترونية مكاناً غير آمن بشكل متزايد لصانعات السلام، والذي تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19 والتحول العالمي الى الإنترنت كوسيلة بديلة للعمل. لهذا السبب، تقوم العديد من النساء بالتخلي عن فضاء الإنترنت في حال تعرضن لتجربة سلبية، ثم يستأنفن العمل عندما يعتقدن أنه آمن. كبديل، يختار الكثيرون منهن استخدام طرق مختلفة لإخفاء هوياتهن مع الاستمرار في العمل في مساحات الإنترنت المعرضة للخطر.

مع ذلك، أصبح الفضاء الإلكتروني أيضاً أداة للنساء صانعات السلام للتواصل مع بعضهن البعض والتنظيم، وهذا هو السبب في ضرورة توفير منصات ذات مساحات آمنة للنساء المعرضات لخطر متزايد. يمكن استخدام منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة لزيادة الوعي للمنظمات العاملة في اليمن، وتعزيز دور المنظمة والسماح لها بالعمل جنباً إلى جنب مع النساء صانعات السلام. من المهم أيضاً أن تستخدم المساحات الإلكترونية والمنظمات التي تعمل مع النساء صانعات السلام منصاتها لزيادة الوعي بالجرائم الالكترونية، حيث لا يتم مشاركة هذه المعلومات على نطاق واسع بما فيه الكفاية مما يسهم في الضعف الذي تعاني منه النساء.

تشمل الممارسات الجيدة الأخرى التي نوقشت مبادرات لتثقيف النساء بشأن الجريمة الالكترونية والسلامة على الإنترنت؛ غير أن هذه الفرص محدودة، حيث لاحظ المشاركون نقصاً في الموارد. ناقشت كذلك الجلسة الطرق المختلفة التي يمكن لأصحاب المصلحة، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية، العمل معاً لدعم المساواة في النوع الاجتماعي على الإنترنت في اليمن. وتشمل التوصيات ما يلي: 
•    يجب أن يُحدّث جدول أعمال المرأة والسلام والأمن نفسه ليكون قابلا للتكيف مع التهديدات الجديدة الناشئة مع التقدم التكنولوجي، بما في ذلك القضايا الحديثة مثل الجريمة الالكترونية. أوصى المشاركون أيضاً بإضفاء الصفة المحلية بشكل أقوى على جدول أعمال المرأة والسلام والأمن. يجب تبني طريقة تنفيذ تصاعدي من الميدان الى الأعلى لخلق المزيد من الفرص للنساء ذوات الخبرة الحية واللواتي يقدن عمل أجندة المرأة والسلام والأمن للمشاركة في بناء السلام. وفي الوقت نفسه، فإن ربط أجندة المرأة والسلام والأمن بجداول الأعمال المحلية سيسمح بمزيد من التعاون، التفاهم، الوحدة، والتقدم.
•    هناك حاجة إلى مزيد من التوعية والدعم التقني للمرأة، بما في ذلك التعلم من الأقران.
•    يجب أن تشمل منصات التواصل الاجتماعي في سياساتها عبر الإنترنت البلدان الغير الناطقة باللغة الإنجليزية، لأن هذه البلدان معرضة أيضا للعنف والمضايقة عبر الإنترنت.

خلال تبادل المعرفة، اتفق المشاركون على أنه للمضي قدماً، يجب إعطاء الأولوية لتطوير سياسة حماية عبر الإنترنت وبذل جهد مكرس لتعزيز الوعي لدى النساء صانعات السلام حول المخاطر التي تأتي مع العمل في مساحة عبر الإنترنت والتي   يجب أن تكون أولوية بين أصحاب المصلحة الذين يعملون على تعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن في اليمن.

بالتعاون مع مركز أبحاث وتدريب المرأة في جامعة عدن في اليمن، وشبكة أبحاث المرأة والسلام والأمن في جامعة McGill، ومبادرة مسار السلام ومبادرة She4Society، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنسيق تبادل المعرفة كجزء من المرحلة الثانية من مرفق دعم السلام (PSF). بتمويل من ألمانيا والاتحاد الأوروبي، يقدم مرفق دعم السلام الدعم لمكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في تنفيذ مبادرات بناء الثقة وتدخلات بناء السلام على المستوى المحلي.