الطريق إلى الأمل: أثر التمكين التحولي على البنى التحتية في مديرية نجرة

8 يناير 2024

"لا يتعلق النقل بتعبيد الطرق فقط، بل يكمن الأمر بربط الحياة وإيجاد الفرص، كما يلعب دورا فعالا في تطوير المجتمعات ".   كمال الصوفي، مدير مديرية نجرة


في قلب مديرية نجرة محافظه حجة، أثمر الجهد التعاوني للمجتمع المحلي في نشر الأمل بين افراده حيث مهد الطريق للتقدم نحو تنمية مستدامة. هناك تم تنفيذ مبادرة رصف طريق بطول 3 كيلومترات، و التي كان لها أثر على 170 أسرة من أبناء المديرية.

تلك المبادرة المجتمعية لم توفر وسائل نقل أكثر سلاسة فحسب، بل مستقبلا أكثر إشراقا لمجتمع عان كثيرا من صعوبة الوصول الى الخدمات الأساسية بسبب وعورة الطرقات.

 شاركت170 أسرة في إنجاز هذا المشروع، كون هذه المبادرة تشكل شريان حياة لجميع شرائح المجتمع رغم كل التحديات والصعوبات. يؤكد إسماعيل صالح أب يبلغ من العمر 43 عاما من أبناء المديرية قائلا: "هذه الطريق هي بوابتنا لحياة أفضل، كما يعني الحصول على الرعاية الصحية بشكل أسرع لأطفالي وزوجتي. وأكثر من ذلك، إن الدعم النقدي الذي تلقيناه ساهم ايجابيا في تحسين الحالة المعيشة والمادية في مثل هذه الأوقات الصعبة، فهذه الطريق في الحقيقة استثمار هام سيسهم في ازدهار مجتمعنا ".

 

و كجزء من تدخلات البرنامج المشترك لدعم الصمود الريفي 3، يقدم مشروع الغذاء مقابل الأصول الدعم النقدي لأفراد المجتمع المحلي، نظير مشاركتهم في بناء وإعادة تأهيل مشاريع البنية التحتية التي وبشكل رئيسي تخدم مجتمعاتهم، فمن خلال المواءمة بين المساعدة الاقتصادية و جهود التنمية المحلية ، لا يلبي مشروع  الغذاء مقابل الأصول الاحتياجات النقدية السريعة ل 170 أسرة فحسب ، بل يساهم  في تعزيز الشعور بالملكية والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد لتلك المشاريع ، والذي بدوره يخلق مسارا مستداما نحو تعزيز سبل العيش والقدرة على الصمود في تلك المجتمعات.

كما سلط إسماعيل الضوء على أهمية هذا الطريق في تحسين وصول الناس من قرى متعددة إلى الرعاية الطبية العاجلة. وأشار إلى أن الدعم النقدي امتد إلى ما هو أبعد من أعمال انشاء الطريق، حيث ساعد في توفير الغذاء الأساسي لجميع أفراد عائلته، مما يجسد الأثر الأهم للمبادرة.

يؤكد كمال الصوفي، مدير السلطة المحلية في المنطقة، على أهمية المشروع، معتبرا أنه حلقة وصل محورية تربط عدد من القرى في المديرية، وتوفر فرص أكثر للفئات الأكثر ضعفا حيث قال “هذا المشروع هو أكثر من مجرد طريق، حيث يتعلق الأمر بتخفيف المعاناة الطويلة للمجتمع، بسبب ارتفاع تكاليف النقل الى المراكز الحيوية في المديرية، وخاصة للطلاب والمرضى والنساء الحوامل، كما يعد هذا المشروع الكبير مشروع هام وحيوي لتطور المديرية بشكل عام ". 

يرى صادق محمد، وهو أحد المشاركين في المشروع ومن أبناء المديرية ويبلغ من العمر 34 عاما، إن هذا المشروع أكثر من مجرد طريق يجري بناؤه. فالعمل في بناء الطريق ساهم في خلق فرصة عمل له لاكتساب مهارات جديدة ساعدت لاحقا في حصوله على فرص عمل أخرى في القرى المجاورة وادخار المال الكافي لتحقيق حلمه في الالتحاق بالتعليم العالي وتطلعاته للانضمام إلى كلية الهندسة وتحقيق طموحه.

وأوضح صادق "لم أشارك في بناء هذه الطريق فحسب، ولكن من خلال هذا المشروع وضعت حجر الأساس لمستقبلي، فالمهارات التي تعلمتها لا تتعلق فقط بالطريق، إنها نقاط انطلاق لغد أكثر إشراقا. أحلم بالالتحاق بكلية الهندسة، وقد يؤدي دعم هذا المشروع إلى تحويل هذا الحلم إلى حقيقة".

من خلال المساعي المشتركة، يهدف برنامج دعم الصمود الريفي 3 الى تحسين سبل العيش والأمن الغذائي في مختلف المحافظات في اليمن.

حيث أضاف السيد كمال الصفي مدير مديرية نجرة “إن التعاون بين وكالات الأمم المتحدة - برنامج الأغذية العالمي ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأغذية والزراعة - في إطار البرنامج المشترك الصمود الريفي 3، الممول من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، حفز تغييرا كبيرا في المجتمع يمتد إلى التحسين المستدام في الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والمياه والزراعة، وهي مجالات كانت تفتقر إليها المنطقة منذ فترة طويلة. "

تعد فرحة إسماعيل بتحسن سبل العيش له ولأسرته أمل صادق في مستقبل أكثر إشراقا يزيد الإنجاز بهجة ويحفز العديد للمشاركة في مثل هذه المشاريع المستدامة.

بتمويل من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد وبدعم من وكالات الأمم المتحدة كمنظمة الأغذية والزراعة، منظمة العمل الدولية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي،  وبرنامج الأغذية العالمي،   يساهم البرنامج المشترك لدعم الصمود الريفي 3 في تحسين سبل العيش، والوصول إلى الخدمات الأساسية، وتعزيز الشعور بالأمل والتمكين  لأفراد المجتمعات المحلية في اليمن.